الجمعة 17 مايو 2024

مساجد مصر .. الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة (30-5)

الإمام الحسين

ثقافة6-4-2022 | 14:21

عبدالله مسعد

قديمًا كان يطلق على القاهرة مدينة الألف مئذنة لكثرة عدد مآذن المساجد بها، وبلغ عددها 500 مسجد، ربما قيلت تلك المقولة قديمًا، قبل أن تنهار مئات المآذن بفعل الكوارث الطبيعية، مثل زلزال 1302 ميلادية، أو حتى زلزال 1992، وكذلك بفعل حرائق الفسطاط، أو تتابع الدول والممالك على مصر، أو ربما قيلت فى مرحلة متأخرة، وزادت عدد المساجد بشكل كبير خلال القرون الأخيرة، وبيانات إحصائية أخيرة قالت إن إجمالي عدد المساجد والزوايا الموجود بمصر بلغ 132 ألفًا و809 مساجد وزاوية، منها 102 ألف و186 مسجدًا، و30 ألفًا و623 زاوية.

ونستعرض معكم عبر بوابة "دار الهلال"، خلال شهر رمضان الكريم يوميًا، أحد أشهر المساجد التاريخية في مصر، ونتناول اليوم مسجد الإمام الحسين.

تم إنشاء مسجد الإمام الحسين في خلافة الخليفة الفاطمي الفائز بنصر الله سنة 1154م، وأشرف على البناء الوزير الصالح طلائع، ليدفن فيه رأس الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، بعد نقله من عسقلان بفلسطين إلى القاهرة، وسمي المسجد بهذا الاسم نظرًا لاعتقاد البعض بوجود رأس الإمام الحسين مدفونًا به.

وفي سنة 1171، أنشأ صلاح الدين الأيوبي مدرسة بجوار الضريح عرفت باسم المشهد، وهي المدرسة التي هُدمت فيما بعد، وبني في مكانها الجامع الحالي، وفي أواخر العصر الأيوبي سنة 1235، شرع الشيخ أبوالقاسم بن يحيى بن ناصر السّكري المشهور باسم الزرزور في بناء مئذنة فوق باب المشهد المعروف حاليًّا باسم الباب الأخضر، لكن توفي أبوالقاسم بن يحيى قبل أن يتم بناء المئذنة، فأتمها ابنه سنة 1236م، والمئذنة حافلة بالزخارف، وتبقى منها قاعدتها المربعة وعليها لوحتان تذكاريتان من الرخام تتضمنان تاريخ بناء المئذنة واسم المنشئ.

وفي سنة 1862 أمر الخديوي إسماعيل بتجديد المشهد وتوسيعه وبناء الجامع الحالي، وتم بناء الجامع سنة 1873، وبناء مئذنته الحالية على طراز المآذن العثمانية سنة 1878م، وفي سنة 1893 أمر الخديوِي عباس حلمي الثاني ببناء غرفة في الناحية الجنوبية لقبة المشهد، خُصِّصت لحفظ الآثار النبوية الشريفة.

واشتملت الغرفة على قطعة من قميص النبي محمد ومكحلة ومرودين وقطعة من عصاه وشعرتين من اللحية الشريفة، بالإضافة إلي مصحفين شريفين نُسِب أحدهما إلى الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان، ونسب الثاني إلي الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب.

تم توسيع ساحة الصلاة حتي بلغت 23340 وإنشاء مبنى إداري للمشهد والجامع، وأيضًا مكتبة في الجهة الشرقية على امتداد القبة ومصلى للسيدات، وفي السنوات الأولى من ثمانينيات القرن العشرين قامت هيئة الآثار المصرية بإجراء أعمال ترميم وتجديد للمشهد الشريف والجامع الحسيني، وهو التجديد الذي تم فيه تغيير قبة المشهد التي ترجع إلي أعمال الأمير عبد الرحمن كتخدا التي أجراها بالمشهد سنة 1761، كما أن محيط المسجد يشهد في الفترة الحالية مجموعة من أعمال الصيانة والتجديد التي تشمل تغير نظام الإنارة والتشجير وغيرها من الأنظمة داخل المسجد وخارجه؛ مما استدعى غلق المسجد طوال شهر رمضان وحتى الإنتهاء من أعمال التجديد.

المسجد مبني بالحجر الأحمر على الطراز الغوطي أما منارته التي تقع في الركن الغربي القبلي فقد بنيت على نمط المآذن العثمانية فهي اسطوانية الشكل، ولها دورتان وتنتهي بمخروط وللمسجد 3 أبواب من الجهة الغربية وباب من الجهة القبلية وباب من الجهة البحرية يؤدي إلي صحن به مكان الوضوء.

وبحسب البيانات الصادرة مؤخرًا عن جهاز الإحصاء، فإن محافظة الشرقية تأتي في المركز الأول من حيث انتشار عدد المساجد والزاويا بها، يليها محافظة البحيرة، ثم القاهرة، وتمثل هذه المساجد تطورا في فن العمارة والتي تطورت تطورًا سريعًا ساير ركب الحضارة الإسلامية فتتعدد أشكالها وأساليبها تبعا لتعدد وتغير وظائفها، فالعمارة الإسلامية بدأت ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا على أننا إذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها، وعلى ذلك نجد أن أول عمل قام به الرسول صلى آله عليه وسلم عند هجرته من مكة إلى المدينة هو بناء المسجد في مربد التمر الذي بركت فيه ناقته وكان بناؤه بدائيا بسيطا فكانت مساحته 60 في70 ذراعًا وجدرانه من اللبن وسقف جزء منه بسعف النخيل وترك الجزء الآخر وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل، نهج بعد ذلك المسلمون هذا المنهج في بناء مسجد البصرة عام 14 هـ ومسجد الكوفة عام 18 هـو كانت مساجد الكوفة والبصرة خالية من المحاريب المجّوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.