السبت 18 مايو 2024

بعد القبض على دعاء سهيل وطبيب الكركمين.. ما خطورة الأدوية المجهولة وكيف نتصدى لها؟

الأدوية مجهولة المصدر

تحقيقات6-4-2022 | 14:44

أماني محمد

النصب على المواطنين والترويج لأدوية مجهولة المصدر، تهمة واجهتها دعاء سهيل خبيرة التخسيس بعد إلقاء القبض عليها وحبسها على ذمة التحقيقات، وذلك بعد ظهورها على الفضائيات وفتح مركز تابع لها للترويج لأدوية للتخسيس والتغذية بدون الحصول على الموافقات الرسمية وبدون اعتمادها من وزارة الصحة.

دعاء سهيل ليست الوحيدة التي يلقى القبض عليها بهذه التهمة بل سبقها الطبيب الشهير بـ"طبيب الكركمين" وهو الدكتور أحمد أبو النصر الصيدلي الذي كان يروج لوصفات طبية وأدوية مجهولة المصدر بجانب انتحاله صفة طبيب، وألقي القبض عليه في فبراير الماضي، وذلك بعد إنشاء وإدارة المتهم أحمد أبو النصر قناة فضائية وأخرى إلكترونية بموقع (يوتيوب) يَدَّعي فيها أنه طبيب أخصائي ومعالج بالأعشاب والنباتات الطبيعية.

أكدت النيابة العامة أنه رَوَّج في هاتين القناتين لبيع أدوية ومستحضرات نباتية زَعَم قُدرتَها على شفاء مُختلِف الأمراض، وتفوقها على الأدوية المصنعة، وأنه اتخذ من محلّ إقامته مقرًّا لممارسة نشاطه الإجرامي، وإدارة القناتين المشار إليهما، فضلًا عن إعلانه عن بعض الأماكن كمنافذ لبيع ما كان يعرضه، والتي أكدت التحريات عدم إجازتها من وزارة الصحة وأنها أدوية مغشوشة، فأصدرت النيابة العامة إذنًا بضبطه، وتفتيش مسكنه ومنافذ البيع التي أعلن عنها.

وتعيد هاتين الوقعتين تسليط الضوء على خطورة الأدوية مجهولة المصدر والترويج لها واستخدامها في وصفات طبية للتغذية أو التخسيس كما يدعي مروجوها، حيث حدد القانون عقوبات بالحبس على مثل هذه الوقائع، فيما حذر أطباء من خطورة الحصول على هذه الأدوية وما تمثله من أضرار على الصحة.

تفعيل قانون تنظيم الإعلان عن الأدوية

قالت الدكتورة إيناس عبد الحليم، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن قانون تنظيم الإعلان عن المنتجات والخدمات الصحية الصادر في 2016 تصدى لفوضى الإعلانات عن الأدوية في الفضائيات والمواقع، واللائحة التنفيذية له انتهت، وفور صدورها ستوقف ذلك حيث يمنع القانون الإعلان عن أي دواء عبر الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضحت في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه رغم حبس طبيب الكركمين إلا أن الإعلان الخاص به لا يزال يذاع عبر الفضائيات، مضيفة أن هيئة تصنيع الدواء وجودها سيحجم هذه الأزمات، فهي لا تزال حديثة وتلك الدعاية والإعلانات وفوضى بيع الأدوية المجهولة موروثات منذ سنوات طويلة، فالمفترض أن يتم تداول الدواء عبر وصفات طبية.

وأضافت أن القانون سيمنع ذلك تماما، والقبض على مروجي تلك الأدوية هو خطوة مهمة لضرب مروجي هذه الأدوية وأمثالهم، مشددة على أهمية التصدي لفتح عيادات بدون تراخيص لأن هؤلاء الأشخاص يفتحون مراكز وعيادات لهم، فدعاء سهيل ألقي القبض عليها من مركز تابع لها وكذلك طبيب الكركمين كان لديه 5 عيادات 4 في القاهرة والأخيرة في المنصورة، لذلك يجب تفعيل دور هيئة العلاج الحر.

 

خطورة الأدوية مجهولة المصدر

وأكدت أن هؤلاء الأشخاص يقوموا بصرف العلاج للأشخاص مقابل مبالغ مالية باهظة وهذه الأدوية خطيرة للغاية لأنها قد تؤدي لمضاعفات خطيرة على الصحة، مشددة على أن هذه الأدوية تصرف بدون وصفات طبية وقد تؤدي لمشكلات منها الفشل الكلوي والكبدي وكذلك الإضرار بالجسم من خلال نقص الفيتامينات به والعناصر الأساسية وهو ما يحدث نتيجة ما يعرف بالصيام المتقطع، والذي هو أحد وسائل الترويج للتخسيس من قبل هؤلاء الأشخاص.

وشددت على أن بعض المراكز الرياضية وعيادات التغذية قد يقوم أشخاص بفتحها وليس لهم أية علاقة بالرياضة أو التغذية بل مجرد سبوبة يحصلون من خلالها على الأموال، وهذه تؤدي لمشكلات قد تصل إلى الوفاة بل أنها تضر بالهرمونات للجسم وتصل إلى العقم لدى الفتيات بشكل خاص.

ولفتت إلى دور هيئة الغذاء في هذا الأمر للتصدي لفوضى المكملات الغذائية وكذلك دور هيئة العلاج الحر للترخيص للعيادات والمراكز المشابهة، فمهمة هذه الهيئات التفتيش والتأكد من تراخيص هذه الأماكن لحماية صحة المواطنين، موضحة أن بعض الشركات تبيع أدوية تخسيس بدون موافقات لذلك يجب الاهتمام بهذا الملف.

وطالبت بعدم صرف الأدوية بدون وصفة طبية فلا بد من وجود روشتة لصرف أي دواء وخاصة المضاد الحيوي، لأنه لا يحق للصيدلي صرف أدوية إلا بروشتة، وذلك للتصدي للفوضى في صرف الدواء وخطورة ذلك على صحة المواطنين.