السبت 18 مايو 2024

أقدم جامعة عالمية متكاملة.. 1082 عاما على تأسيس الجامع الأزهر

الجامع الأزهر

تحقيقات8-4-2022 | 13:46

أماني محمد

يوافق اليوم 7 رمضان ذكرى افتتاح الجامع الأزهر، الجامع والجامعة، والذي يعد من أهم وأشهر المساجد في مصر والعالم الإسلامي، والذي أصبح على مر العصور منارة للعلم وللوسطية ومنبرا للوطنية والدفاع عن البلاد، فهو أقدم جامعة عالمية متكاملة واحتضن طوال تاريخه الدارسين للعلوم الشرعية والإنسانية من شتى بقاع الأرض.

 

تأسيس الجامع الأزهر

تأسس الجامع الأزهر على يد جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في 24 جمادى الأولى 359هـ/ 4 أبريل 970م أي بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة، واستغرق بناؤه ما يقرب من 27 شهرًا، حيث افتُتِح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان 361هـ الموافق 21 يونيه 972م، ثم تحول إلى جامعة علمية، وأُطلق عليه اسم الجامع الأزهر.

يرجع السبب في تسمية الأزهر بهذا الاسم وفقا للأقوال الراجحة نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم التي ينتسب إليها الفاطميون، الذين أسسوا الجامع الأزهر، وشهد منذ ذلك الحين محطات عديدة في تاريخه، فبعد انتهاء الحكم الفاطمي في مصر وتأسيس الدولة الأيوبية على يد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي تعطل الجامع الأزهر وأنشأ العديد من المدارس السنية.

ثم جاء العصر المملوكي ليعيد للأزهر مكانته حيث أعيدت فيه صلاة الجمعة منذ عام 665ه/ 1267م وبدأت الدراسة في الأزهر والنشاط العلمي له لتدريس المذاهب السنية الأربعة، ثم أصبح فيما بعد المركز الرئيس للدراسات السُنيَّة في مصر والعالم الإسلامي، لاسيما بعد سقوط بغداد في الشرق وتصدع الحكم الإسلامي في الأندلس وشمالي أفريقيا.

وتحول الجامع الأزهر عبر السنوات إلى الجامعة الإسلامية الكبرى التى يقصدها طلبة العلم من كل فج عميق، وأصبح مقصِدًا لعلماء العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها، بجانب ذلك ظل الأزهر على مدار التاريخ منبرا للدفاع عن الوطن وقضاياه، فقد خرجت من أروقته الثورات والانتفاضات الشعبية الرافضة للحكم الظالم والعدوان على البلاد.

وتجلى هذا الدور خلال الحملة الفرنسية على مصر، حيث لعب علماء الأزهر دورا كبيرا خلال تلك الحملة وكان الأزهر مركزا للمقاومة وفي أعقابها حيث وضعوا شروطا لاختيار الحاكم آنذاك واختاروا محمد علي، كذلك ساند علماؤه الوطن في التصدير لحملة فريزر 1807 وكذلك أثناء الثورة العرابية 1882 وبعدها ثورة الشعب المصري 1919 والتي تجلت خلالها أروع مظاهر الوحدة الوطنية.

وسعى محمد علي مؤسس الأسرة العلوية التي حكمت البلاد من 1805 إلى عام 1952 إلى توطيد حكمه من خلال التقرّب إلى علماء الأزهر، وسار على نهجه أبناؤه وأحفاده، والذي كان آخرهم الملك فاروق الذي تنازل عن العرش الملكي بسبب ثورة 1952، وفي أعقاب ذلك وفي عام 1961 ووفقاً للقانون الصادر في نفس العام تمّ إعلان قيام جامعة الأزهر رسمياً وإنشاء العديد من الكليات.

ومن أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر: ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، وابن تغري بردي، والقلقشندي، وغيرهم من العلماء.

احتفال تأسيس الجامع الأزهر

وفي مايو 2018، قرر المجلس الأعلى للأزهر برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر في السابع من رمضان عام 361هـ يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.

ويقيم الأزهر الشريف اليوم الجمعة احتفالية كبرى بمناسبة مرور 1082 عامًا هجريًّا على تأسيس الجامع الأزهر، والتى توافق السابع من شهر رمضان المعظم من كل عام، بحضور فضيلة الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر، وكوكبة من كبار علماء وقيادات الأزهر الشريف.

وتتضمن الاحتفالية مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات على مدار اليوم، تستهدف التعريف بتاريخ الجامع الأزهر، وهيئاته العلمية والتعليمية المختلفة، وأبرز شيوخه وعلمائه، ومواقف الأزهر من قضايا الأمة قديمًا وحديثًا، مع تقديم فقرات إنشاد وابتهالات دينية، وأفلام وثائقية عن "الأزهر والتجديد.. قصة أكثر من ألف عام"، وفي ختام اليوم ينظم الجامع إفطارًا جماعيًّا للمصلين.

الاكثر قراءة