محاولات الطابور الخامس وأسراب المرتزقة والخونة للسخرية من النجاح والإنجاز والقيم والمبادئ وتسفيه كل نعمة هو أسلوب نفسى تمارسه أجهزة المخابرات المعادية.. ويستخدمه الإعلام والمنابر والخلايا الإلكترونية.. محاولات دائمة ومستمرة للتقليل من شأن وعظمة كل شىء وضرب الثوابت حتى وصل الأمر إلى تشويه الأمن والاستقرار حتى تستفيق الشعوب على كوارث الفوضى والفزع والإرهاب الذى تجرعت مرارته خلال الـ 10 سنوات الأخيرة بعد تحول أوطانها إلى مجرد أشلاء وأطلال وحطام ..ولم تشفع لهم وعود الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسانية والازدهار والرخاء على النمط والطراز الأمريكى الهوليودى.. الذى دمر دولا فى المنطقة العربية وحول فيها النعم إلى نقم والأمن والاستقرار إلى فوضى ودمار وخراب وقتل.. يا ترى كم ربحت أمريكا من الفوضى الخلاقة.. وهل لخسارة الشعوب المعنية التى سقطت دولها سقف أوحد؟.. قامرت فخسرت كل شيء حتى الحياة.. أنت ميت رغم أنك على قيد الحياة؟
ما أريد أن أقوله.. الحمد لله على نعمة مصر.. وكفى بها نعمة.. تعم الوطن الآمن الناعم بالأمان والاستقرار، الغانم الذى لا يعانى من عوز أو عجز أو نقص ولا تغيب عنه شمس الأمل والإرادة ومتعة الإرادة فى مقاومة التحديات والتهديدات والصعوبات تلك هى عظمة الأقوياء.. دائماً ينتصرون.
لم تجن منها الشعوب سوى الخراب والدمار والسقوط وأصبحت تلعن نفسها بعد أن سقطت أوطانها بفعل التجارة والخداع الهوليودى بالديمقراطية والرفاهية.. الغريب أنهم يحاولون إعادة الكرة فقد أطلقوا أراجوزاتهم للسخرية من الأمن والاستقرار وتشويه كل شيء.. لكن فات الميعاد فالشعوب لا تلدغ من جحر المؤامرة مرتين.
ربما لا تدرك قيمة النعمة إلا بعد أن تفقدها.. ولا تدرك قيمة الأمن والاستقرار إلا بعد أن تجرب الفوضى والانفلات والفزع والخوف ومشاهد القتل والدماء، أو عندما لا تجد بيتك يظهر على الأرض، أو ترى الأبناء مجرد أشلاء، وحياتك مجرد أطلال.. عندما يتحول القتل إلى أسلوب حياة وثقافة وسلوك عادي.
بلدان ودول كانت تنعم بالعز والازدهار والدخل المرتفع، وعوائد بيع وتصدير الثروات، فجأة تحولت إلى مجرد حطام، كان المواطن فيها يمشى مختالاً فخوراً ..أحلامه وتطلعاته تناطح السحاب ..لكن فجأة تبدد كل شىء وضاع وذهب مع الريح ..يومها تلعن كل شيء تتمنى لو أن الأرض تبتلعك أو تصعد روحك إلى بارئها أفضل من أن ترى كل شيء يُدفن فى الأرض دون سؤال.. تخيلوا أن بلداً كان يصدر 60 مليون طن من القمح، أصبح شعبه الآن يقف فى طوابير وصفوف للحصول على كسرة خبز.. تخيل أن بلداً كان واحداً من أقوى دول العالم فى تصدير النفط وامتلاك مخزون استراتيجى منه.. أصبح مجرد ذكرى.. وتحولت الأحلام إلى أطلال.. وأخرى كانت تداعب خيال المستقبل ..لكنها أصبحت أسيرة الانقسام والفوضى والإرهاب والتدخلات الخارجية.
الحقيقة أن المشاهد المؤلمة والمأساوية ومشاعر الحسرة والندم التى تنتاب شعوباً كثيرة، أصبحت تحتل مساحة كبيرة على خريطة المنطقة والإقليم.. وفى اعتقادى أن المشروعات الخبيثة والشيطانية.. والسيناريوهات والمخططات التى استهدفت المنطقة العربية وراء ذلك، لقد نالت المؤامرات من دول كثيرة.. وقد قادت الولايات المتحدة الأمريكية ــ وهذا ليس حديثى على مدار الأربعة عقود الماضية مؤامرات ومخططات من وراء الستار ومن وراء الكواليس.. اعتمد فيها دورها على التخطيط وتجنيد الخونة والمرتزقة سواء دولاً أو تنظيمات إرهابية أو شخصيات مختلفة ومتعددة الأطياف حتى أن دولة فى المنطقة سقطت بين عشية وضحاها، بفعل الخيانة وليس السلاح.
نحن أمام كوكتيل أسباب وتحديات وتهديدات كانت ومازالت موجودة نستطيع أن نحددها من خلال التجربة لكنها فى النهاية بفعل المؤامرات الغربية وأذنابها فى المنطقة والذين حصلوا على توكيل تنفيذ الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد، أو الكبير.. ضحايا هذا المشروع الشيطانى كُثُر، وتكلفة خطة الشيطان باهظة.. وتداعيات الإرهاب والفوضى اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً وعسكرياً باهظة الثمن.. يكفى أنها حولت دولاً إلى أشلاء وأطلال وحطام، و شردت شعوباً.. و هدمت بيوتاً ودمرت حضارات.. وانتهكت بيوت اللَّه.. وتوقف مستقبلها.
بعض المتنطعين أو الخونة والمرتزقة يسخرون من الحديث عن الأمن والاستقرار لأنهم كانوا من أدوات المؤامرة والهدم والتدمير، من المهم أن تعلم أن جنسياتهم البديلة موجودة.. لكن اسألهم عن أوكرانيا.. وهل شعبها تحول إلى لاجئين.. أو يتسول الأمن والأمان، أو حتى مجرد الرحيل؟.. اسأل عن سوريا.. واسأل شعبها.. وكذلك ليبيا وشعبها.. واليمن.. الذى كان سعيداً، نتمنى أن يعيد اللَّه إليه سعادته.. وماذا عن الصومال وأفغانستان.. وماذا فعلت الطائفية والتطاحن والصراعات والتدخلات الخارجية فى لبنان؟
اسألهم ماذا فعلتم بمتاجراتكم عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان؟.. يا ترى أين حقوق الإنسان وأين العدل والمساواة فى قانون أمريكا والغرب؟.. وهل هناك شعوب تصدقهم أو تخيل عليها ألاعيب الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة.. هذه المبادئ النبيلة التى أصبحت مجرد وسائل لخداع الشعوب والتغرير بها وإسقاط دولها.
اسأل هؤلاء المتنطعين كم عدد مخيمات ومعسكرات اللاجئين فى العالم وكم عدد من فيها.. وكيف يعاملونهم؟.. ماذا عن تجارة حقوق الإنسان، حدثنى ماذا عن عنصرية الغرب والتمييز بين الألوان التى تكتسى بها وجوه البشر.. أين أطفال وضحايا العراق وفلسطين وسوريا وليبيا؟
يا سيدى إذا لم تكن قوياً قادراً واعياً فاهماً منتبهاً ستكون وقوداً للمصالح والأطماع والأوهام وستكون أنت مجرد أداة لإسعاد ورفاهية شعوب الدول المستعمرة والمتآمرة، ينهبون ثروات ومقدرات الشعوب ويتركونها مجرد أطلال وذكريات.. ساعتها تستفيق الشعوب وتعض أصابع الندم وتلعن نفسها.
المتنطعون والساخرون من الأمن والاستقرار عليهم أن يجيبوا على الكثير من الأسئلة: أين وعود أسيادكم ومموليكم من الحرية والديمقراطية والخير والرفاهية والازدهار.. ماذا عن الدماء والقتل والإرهاب.. وماذا ستقولون لأم فقدت الزوج والأبناء قتلاً بفعل الإرهاب.. أو غرقاً بفعل محاولات الهروب من جحيم واقع المؤامرة التى صنعتموها بأيديكم.. ثم ماذا فعلت بنا ثوراتكم؟ هل غيرت أوطاننا للأفضل.. أم أنكم كنتم ومازلتم مجرد أبواق وأدوات رخيصة؟.. ماذا عن شعارات حقوق الإنسان.. هل تعجبكم فى أوكرانيا وأوروبا والغرب؟ هل حقق السوريون كل السعادة والنعيم والديمقراطية.. أم يعجبكم الليبيين أو التوانسة الذين يناضلون ويكافحون من أجل مقاومة المؤامرة الإخوانية التى تسعى لابتلاع الشقيقة تونس الخضراء؟
من يقود دولة عظيمة فى حجم مصر مستهدفة من كل حدب وصوب من الداخل والخارج، وينجح فى قيادتها بمهارة والاحتفاظ بها والوصول إلى بر الأمان والاستقرار ومجابهة كافة التحديات والتهديدات ويعمل على أن يعيش الشعب المصرى فى سلام ورخاء، هو قائد عظيم وحكيم بالمعنى الحقيقى للكلمة.
بكل نزاهة وموضوعية وأمانة وحق.. إن مَن يقوم على قيادة مصر فى هذا التوقيت وسط أمواج هائلة من المؤامرات والمخططات والصراعات والأزمات الإقليمية والدولية.. والجوائح التى تجتاح العالم.. هو قائد يستحق التحية والإجلال، فالقائد الذى يستطيع وسط هذه التحديات والتهديدات والأزمات أن يصنع تاريخاً عظيماً لوطنه ويضعه فى المقدمة ويجنبه شر الأزمات والنقص والعجز والتهديد والخوف والفزع ويمتلك القوة والقدرة.. فأوكرانيا التى كانت تصدر 60 مليون طن من القمح.. أصبح المواطنون فيها ينتظرون كسرة خبز.. فتش عن الأمن والاستقرار.. إنه روح وإكسير الحياة للدول وتقدمها.. تابع المشاهد فى أوروبا.. من تبادل للاتهامات وتراشق بين الدول وشتائم بين الرؤساء.. فتش فى ألمانيا لا تجد زجاجة زيت أو كيلو دقيق.. وهى واحدة من أكبر اقتصادات العالم.. المواطن الفرنسى يخبر ماكرون بأنه موظف ودخله جميعه ينفقه على فواتير الكهرباء والطاقة واصفاً نفسه بالموظف الفقير.. كل ذلك من تداعيات الأزمة الروسيةــ الأوكرانية ونقص إمدادات الغاز والطاقة الروسي، ناهيك عن اليونان وبريطانيا ومخاوف أوروبا من المستقبل المجهول.. وبلدان أخرى تعانى من أزمات طاحنة.
لا أدرى لماذا الإصرار على حرب الإرادات بين الكبار.. ولماذا الإصرار الأمريكى على إدارة أزمة أوكرانيا من خلف ستار ولماذا التصعيد.. وملاحقة الروس بالعقوبات فى ظل التململ الأوروبى المكبوت والرافض من الداخل لكل ضغوط الأمريكان فى إشعال الأزمة، وهل تنجح روسيا فى الفوز بعد تصدير الغاز بالروبل، وليس الدولار.. وكيف ستخرج أوروبا من الأزمة.. وما مصير اللاجئين.. وهل ستتحمل الشعوب الأوروبية ضغوط الفارين من الجحيم الأوكراني.. وماذا سيحمل المستقبل لهذا العالم فى ظل اتجاه الصين والهند نحو روسيا.. وفى ظل تذبذب وانقسام الموقف الأوروبى أو تناقضه ما بين السر والعلن.
الجميع اتفقوا أن العالم بعد أزمة روسياــ أوكرانيا، سيشهد نظاماً عالمياً جديداً.. هذه بديهة يمكن السؤال عن «الهيبة» الروسية بعد الحرب؟.. يا سيدى هذا سؤال بدائي.. الهيبة فى علم السياسة والعلاقات الدولية ترتبط بالقوة وطالما أن روسيا تمتلك القوة الباطشة والطائشة والمزلزلة.. فواجب على الهيبة أن تذهب إليها وتقبل قدميها.. وهناك حقيقة أخرى إذا تصارعت الأفيال.. فلا تسأل أو لا تبحث عن العشب.. نحن فى زمن الأقوياء؟
خلاصة القول فى كل الأحوال وفى مختلف الظروف ورغم كل شىء.. الحمد للَّه أننا فى مصر.. فلا خوف ولا ذعر ولا فزع وأقولها بأعلى صوت الحمد للَّه على نعمة الأمن والاستقرار والوحدة والوعى والفهم والاصطفاف.. الحمد للَّه أن كل شيء سيتوفر بلا عجز أو نقصان.. كل ما تريده ستجده.. وبأى كميات.. مش مكتوب على المحلات »زجاجة وكيس فقط».. الحمد للَّه أن مصر بلا أزمات وإن كانت هناك صعوبات خلفتها تداعيات الأزمات العالمية وآخرها روسيا وأوكرانيا لكن لا توجد صراعات.. ولا يوجد ما يمس أو يهدد أمننا القومي، والحمد للَّه أكثر على القوة والقدرة على مواجهة أى تهديد لأمننا القومى.. الحمد للَّه على نعمة مصر.. فلا خوف ولا إرهاب.. ولا نقص ولا عجز ولا عوز ولا طوابير.. الحمد للَّه على نعمة الأمل والتطلع إلى المستقبل، والحمد للَّه على نعمة الإرادة فى مواجهة الأزمات والصعوبات والتحديات.. والأمل فى المستقبل.
نجحنا.. لكننا لم نصل إلى كامل أهدافنا وغاياتنا.. وإن شاء اللَّه الأيام والسنوات القادمة حُبْلَى بالبشائر والمؤشرات والإنجازات بعد أن استفدنا من دروس الأزمات من أهمية توفير احتياجاتنا وسلع أساسية واستراتيجية لنتوسع أكثر فى الزراعة.. ونقطع خطوات أكبر فى الصناعة.
مصر أرض الشرفاء الذين حملوا الأمانة.. لا يبغون إلا مصلحة مصر وشعبها.. فلا مجال لمغامرات أو مقامرات أو رهان خاسر على حساب هذا الوطن ..نجحنا أن يعلم الجميع قوتنا وقدرتنا وما بين أيدينا وما نستطيع أن نفعله إذا تعرضت مصر إلى خطر أو تهديد.. لذلك يعمل لنا ألف حساب.. ولا يقترب منا أو يفكر أحد فى المساس والاقتراب تحت مسمى قوة الردع المصرية متعددة المحاور والأدوات والمجالات لكنها تقودها الحكمة والحنكة والشرف والإخلاص.. من هنا تحية للرئيس عبدالفتاح السيسى لأنه وراء وسبب كل ما قلته فى السطور الماضية من نجاح مصر فى ترسيخ الأمن والأمان والاستقرار وتوفير احتياجات المصريين.
تحيا مصر