الإثنين 29 ابريل 2024

وعود‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية ‬فيها‭ ‬سمٌّ‭ ‬قاتل


عبد الرازق توفيق

مقالات8-4-2022 | 19:22

عبد الرازق توفيق

محاولات‭ ‬الطابور‭ ‬الخامس‭ ‬وأسراب‭ ‬المرتزقة‭ ‬والخونة‭ ‬للسخرية‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬والإنجاز‭ ‬والقيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬وتسفيه‭ ‬كل‭ ‬نعمة‭ ‬هو‭ ‬أسلوب‭ ‬نفسى‭ ‬تمارسه‭ ‬أجهزة‭ ‬المخابرات‭ ‬المعادية‭..‬ ويستخدمه‭ ‬الإعلام‭ ‬والمنابر‭ ‬والخلايا‭ ‬الإلكترونية‭..‬ محاولات‭ ‬دائمة‭ ‬ومستمرة‭ ‬للتقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬وعظمة‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬وضرب‭ ‬الثوابت‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬تشويه‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬حتى‭ ‬تستفيق‭ ‬الشعوب‭ ‬على‭ ‬كوارث‭ ‬الفوضى‭ ‬والفزع‭ ‬والإرهاب‭ ‬الذى‭ ‬تجرعت‭ ‬مرارته‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بعد‭ ‬تحول‭ ‬أوطانها‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬أشلاء‭ ‬وأطلال‭ ‬وحطام‭ ..‬ولم‭ ‬تشفع‭ ‬لهم‭ ‬وعود‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسانية‭ ‬والازدهار‭ ‬والرخاء‭ ‬على‭ ‬النمط‭ ‬والطراز‭ ‬الأمريكى‭ ‬الهوليودى‭..‬ الذى‭ ‬دمر‭ ‬دولا‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وحول‭ ‬فيها‭ ‬النعم‭ ‬إلى‭ ‬نقم‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬إلى‭ ‬فوضى‭ ‬ودمار‭ ‬وخراب‭ ‬وقتل.. ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬كم‭ ‬ربحت‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬الخلاقة‭.. ‬وهل‭ ‬لخسارة‭ ‬الشعوب‭ ‬المعنية‭ ‬التى‭ ‬سقطت‭ ‬دولها‭ ‬سقف‭ ‬أوحد؟‭..‬ قامرت‭ ‬فخسرت‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬حتى‭ ‬الحياة‭..‬ أنت‭ ‬ميت‭ ‬رغم‭ ‬أنك‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة؟

ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭..‬ الحمد‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬مصر‭..‬ وكفى‭ ‬بها‭ ‬نعمة‭..‬ تعم‭ ‬الوطن‭ ‬الآمن‭ ‬الناعم‭ ‬بالأمان‭ ‬والاستقرار،‭ ‬الغانم‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬عوز‭ ‬أو‭ ‬عجز‭ ‬أو‭ ‬نقص‭ ‬ولا‭ ‬تغيب‭ ‬عنه‭ ‬شمس‭ ‬الأمل‭ ‬والإرادة‭ ‬ومتعة‭ ‬الإرادة‭ ‬فى‭ ‬مقاومة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والصعوبات‭ ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬عظمة‭ ‬الأقوياء‭..‬ دائماً‭ ‬ينتصرون‭.‬

لم‭ ‬تجن‭ ‬منها‭ ‬الشعوب‭ ‬سوى‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬والسقوط‭ ‬وأصبحت‭ ‬تلعن‭ ‬نفسها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سقطت‭ ‬أوطانها‭ ‬بفعل‭ ‬التجارة‭ ‬والخداع‭ ‬الهوليودى‭ ‬بالديمقراطية‭ ‬والرفاهية‭..‬ الغريب‭ ‬أنهم‭ ‬يحاولون‭ ‬إعادة‭ ‬الكرة‭ ‬فقد‭ ‬أطلقوا‭ ‬أراجوزاتهم‭ ‬للسخرية‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وتشويه‭ ‬كل‭ ‬شيء‭..‬ لكن‭ ‬فات‭ ‬الميعاد‭ ‬فالشعوب‭ ‬لا‭ ‬تلدغ‭ ‬من‭ ‬جحر‭ ‬المؤامرة‭ ‬مرتين‭.‬

ربما‭ ‬لا‭ ‬تدرك‭ ‬قيمة‭ ‬النعمة‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تفقدها‭..‬ ولا‭ ‬تدرك‭ ‬قيمة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تجرب‭ ‬الفوضى‭ ‬والانفلات‭ ‬والفزع‭ ‬والخوف‭ ‬ومشاهد‭ ‬القتل‭ ‬والدماء،‭ ‬أو‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬بيتك‭ ‬يظهر‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬أو‭ ‬ترى‭ ‬الأبناء‭ ‬مجرد‭ ‬أشلاء،‭ ‬وحياتك‭ ‬مجرد‭ ‬أطلال‭..‬ عندما‭ ‬يتحول‭ ‬القتل‭ ‬إلى‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬وثقافة‭ ‬وسلوك‭ ‬عادي‭.‬

بلدان‭ ‬ودول‭ ‬كانت‭ ‬تنعم‭ ‬بالعز‭ ‬والازدهار‭ ‬والدخل‭ ‬المرتفع،‭ ‬وعوائد‭ ‬بيع‭ ‬وتصدير‭ ‬الثروات،‭ ‬فجأة‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬حطام،‭ ‬كان‭ ‬المواطن‭ ‬فيها‭ ‬يمشى‭ ‬مختالاً‭ ‬فخوراً‭ ..‬أحلامه‭ ‬وتطلعاته‭ ‬تناطح‭ ‬السحاب‭ ..‬لكن‭ ‬فجأة‭ ‬تبدد‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬وضاع‭ ‬وذهب‭ ‬مع‭ ‬الريح‭ ..‬يومها‭ ‬تلعن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬تتمنى‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬الأرض‭ ‬تبتلعك‭ ‬أو‭ ‬تصعد‭ ‬روحك‭ ‬إلى‭ ‬بارئها‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يُدفن‭ ‬فى‭ ‬الأرض‭ ‬دون‭ ‬سؤال‭..‬ تخيلوا‭ ‬أن‭ ‬بلداً‭ ‬كان‭ ‬يصدر‭ ‬60‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬القمح،‭ ‬أصبح‭ ‬شعبه‭ ‬الآن‭ ‬يقف‭ ‬فى‭ ‬طوابير‭ ‬وصفوف‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬كسرة‭ ‬خبز‭..‬ تخيل‭ ‬أن‭ ‬بلداً‭ ‬كان‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬تصدير‭ ‬النفط‭ ‬وامتلاك‭ ‬مخزون‭ ‬استراتيجى‭ ‬منه‭.. ‬أصبح‭ ‬مجرد‭ ‬ذكرى‭..‬ وتحولت‭ ‬الأحلام‭ ‬إلى‭ ‬أطلال‭..‬ وأخرى‭ ‬كانت‭ ‬تداعب‭ ‬خيال‭ ‬المستقبل‭ ..‬لكنها‭ ‬أصبحت‭ ‬أسيرة‭ ‬الانقسام‭ ‬والفوضى‭ ‬والإرهاب‭ ‬والتدخلات‭ ‬الخارجية‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬المشاهد‭ ‬المؤلمة‭ ‬والمأساوية‭ ‬ومشاعر‭ ‬الحسرة‭ ‬والندم‭ ‬التى‭ ‬تنتاب‭ ‬شعوباً‭ ‬كثيرة،‭ ‬أصبحت‭ ‬تحتل‭ ‬مساحة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬المنطقة‭ ‬والإقليم‭..‬ وفى‭ ‬اعتقادى‭ ‬أن‭ ‬المشروعات‭ ‬الخبيثة‭ ‬والشيطانية‭.. ‬والسيناريوهات‭ ‬والمخططات‭ ‬التى‭ ‬استهدفت‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وراء‭ ‬ذلك،‭ ‬لقد‭ ‬نالت‭ ‬المؤامرات‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭..‬ وقد‭ ‬قادت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ــ‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬حديثى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأربعة‭ ‬عقود‭ ‬الماضية‭ ‬مؤامرات‭ ‬ومخططات‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬الستار‭ ‬ومن‭ ‬وراء‭ ‬الكواليس‭..‬ اعتمد‭ ‬فيها‭ ‬دورها‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬وتجنيد‭ ‬الخونة‭ ‬والمرتزقة‭ ‬سواء‭ ‬دولاً‭ ‬أو‭ ‬تنظيمات‭ ‬إرهابية‭ ‬أو‭ ‬شخصيات‭ ‬مختلفة‭ ‬ومتعددة‭ ‬الأطياف‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬سقطت‭ ‬بين‭ ‬عشية‭ ‬وضحاها،‭ ‬بفعل‭ ‬الخيانة‭ ‬وليس‭ ‬السلاح‭.‬

نحن‭ ‬أمام‭ ‬كوكتيل‭ ‬أسباب‭ ‬وتحديات‭ ‬وتهديدات‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬موجودة‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نحددها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التجربة‭ ‬لكنها‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬بفعل‭ ‬المؤامرات‭ ‬الغربية‭ ‬وأذنابها‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬والذين‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬توكيل‭ ‬تنفيذ‭ ‬الفوضى‭ ‬الخلاقة‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد،‭ ‬أو‭ ‬الكبير‭.. ‬ضحايا‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الشيطانى‭ ‬كُثُر،‭ ‬وتكلفة‭ ‬خطة‭ ‬الشيطان‭ ‬باهظة‭.. ‬وتداعيات‭ ‬الإرهاب‭ ‬والفوضى‭ ‬اقتصادياً‭ ‬وأمنياً‭ ‬واجتماعياً‭ ‬وعسكرياً‭ ‬باهظة‭ ‬الثمن‭.. ‬يكفى‭ ‬أنها‭ ‬حولت‭ ‬دولاً‭ ‬إلى‭ ‬أشلاء‭ ‬وأطلال‭ ‬وحطام،‭ ‬و‭ ‬شردت‭ ‬شعوباً‭.. ‬و‭ ‬هدمت‭ ‬بيوتاً‭ ‬ودمرت‭ ‬حضارات‭.. ‬وانتهكت‭ ‬بيوت‭ ‬اللَّه‭.. ‬وتوقف‭ ‬مستقبلها‭.‬

بعض‭ ‬المتنطعين‭ ‬أو‭ ‬الخونة‭ ‬والمرتزقة‭ ‬يسخرون‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬المؤامرة‭ ‬والهدم‭ ‬والتدمير،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬جنسياتهم‭ ‬البديلة‭ ‬موجودة‭.. ‬لكن‭ ‬اسألهم‭ ‬عن‭ ‬أوكرانيا‭.. ‬وهل‭ ‬شعبها‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬لاجئين‭.. ‬أو‭ ‬يتسول‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مجرد‭ ‬الرحيل؟‭.. ‬اسأل‭ ‬عن‭ ‬سوريا‭.. ‬واسأل‭ ‬شعبها‭.. ‬وكذلك‭ ‬ليبيا‭ ‬وشعبها‭.. ‬واليمن‭.. ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬سعيداً،‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬اللَّه‭ ‬إليه‭ ‬سعادته‭.. ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬الصومال‭ ‬وأفغانستان‭.. ‬وماذا‭ ‬فعلت‭ ‬الطائفية‭ ‬والتطاحن‭ ‬والصراعات‭ ‬والتدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬فى‭ ‬لبنان؟

اسألهم‭ ‬ماذا‭ ‬فعلتم‭ ‬بمتاجراتكم‭ ‬عن‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان؟‭.. ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬أين‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وأين‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭ ‬فى‭ ‬قانون‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب؟‭.. ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬شعوب‭ ‬تصدقهم‭ ‬أو‭ ‬تخيل‭ ‬عليها‭ ‬ألاعيب‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والعدالة‭ ‬والمساواة‭.. ‬هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬النبيلة‭ ‬التى‭ ‬أصبحت‭ ‬مجرد‭ ‬وسائل‭ ‬لخداع‭ ‬الشعوب‭ ‬والتغرير‭ ‬بها‭ ‬وإسقاط‭ ‬دولها‭.‬

اسأل‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتنطعين‭ ‬كم‭ ‬عدد‭ ‬مخيمات‭ ‬ومعسكرات‭ ‬اللاجئين‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬وكم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬فيها‭.. ‬وكيف‭ ‬يعاملونهم؟‭.. ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬تجارة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬حدثنى‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬عنصرية‭ ‬الغرب‭ ‬والتمييز‭ ‬بين‭ ‬الألوان‭ ‬التى‭ ‬تكتسى‭ ‬بها‭ ‬وجوه‭ ‬البشر‭.. ‬أين‭ ‬أطفال‭ ‬وضحايا‭ ‬العراق‭ ‬وفلسطين‭ ‬وسوريا‭ ‬وليبيا؟

يا‭ ‬سيدى‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قوياً‭ ‬قادراً‭ ‬واعياً‭ ‬فاهماً‭ ‬منتبهاً‭ ‬ستكون‭ ‬وقوداً‭ ‬للمصالح‭ ‬والأطماع‭ ‬والأوهام‭ ‬وستكون‭ ‬أنت‭ ‬مجرد‭ ‬أداة‭ ‬لإسعاد‭ ‬ورفاهية‭ ‬شعوب‭ ‬الدول‭ ‬المستعمرة‭ ‬والمتآمرة،‭ ‬ينهبون‭ ‬ثروات‭ ‬ومقدرات‭ ‬الشعوب‭ ‬ويتركونها‭ ‬مجرد‭ ‬أطلال‭ ‬وذكريات‭.. ‬ساعتها‭ ‬تستفيق‭ ‬الشعوب‭ ‬وتعض‭ ‬أصابع‭ ‬الندم‭ ‬وتلعن‭ ‬نفسها‭.‬

المتنطعون‭ ‬والساخرون‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يجيبوا‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭: ‬أين‭ ‬وعود‭ ‬أسيادكم‭ ‬ومموليكم‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والخير‭ ‬والرفاهية‭ ‬والازدهار‭.. ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الدماء‭ ‬والقتل‭ ‬والإرهاب‭.. ‬وماذا‭ ‬ستقولون‭ ‬لأم‭ ‬فقدت‭ ‬الزوج‭ ‬والأبناء‭ ‬قتلاً‭ ‬بفعل‭ ‬الإرهاب‭.. ‬أو‭ ‬غرقاً‭ ‬بفعل‭ ‬محاولات‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬جحيم‭ ‬واقع‭ ‬المؤامرة‭ ‬التى‭ ‬صنعتموها‭ ‬بأيديكم‭.. ‬ثم‭ ‬ماذا‭ ‬فعلت‭ ‬بنا‭ ‬ثوراتكم؟‭ ‬هل‭ ‬غيرت‭ ‬أوطاننا‭ ‬للأفضل‭.. ‬أم‭ ‬أنكم‭ ‬كنتم‭ ‬ومازلتم‭ ‬مجرد‭ ‬أبواق‭ ‬وأدوات‭ ‬رخيصة؟‭.. ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬شعارات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬هل‭ ‬تعجبكم‭ ‬فى‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وأوروبا‭ ‬والغرب؟‭ ‬هل‭ ‬حقق‭ ‬السوريون‭ ‬كل‭ ‬السعادة‭ ‬والنعيم‭ ‬والديمقراطية‭.. ‬أم‭ ‬يعجبكم‭ ‬الليبيين‭ ‬أو‭ ‬التوانسة‭ ‬الذين‭ ‬يناضلون‭ ‬ويكافحون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مقاومة‭ ‬المؤامرة‭ ‬الإخوانية‭ ‬التى‭ ‬تسعى‭ ‬لابتلاع‭ ‬الشقيقة‭ ‬تونس‭ ‬الخضراء؟

من‭ ‬يقود‭ ‬دولة‭ ‬عظيمة‭ ‬فى‭ ‬حجم‭ ‬مصر‭ ‬مستهدفة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬وينجح‭ ‬فى‭ ‬قيادتها‭ ‬بمهارة‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بها‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬ومجابهة‭ ‬كافة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬سلام‭ ‬ورخاء،‭ ‬هو‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬وحكيم‭ ‬بالمعنى‭ ‬الحقيقى‭ ‬للكلمة‭.‬

بكل‭ ‬نزاهة‭ ‬وموضوعية‭ ‬وأمانة‭ ‬وحق‭.. ‬إن‭ ‬مَن‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬وسط‭ ‬أمواج‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬المؤامرات‭ ‬والمخططات‭ ‬والصراعات‭ ‬والأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.. ‬والجوائح‭ ‬التى‭ ‬تجتاح‭ ‬العالم‭.. ‬هو‭ ‬قائد‭ ‬يستحق‭ ‬التحية‭ ‬والإجلال،‭ ‬فالقائد‭ ‬الذى‭ ‬يستطيع‭ ‬وسط‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والأزمات‭ ‬أن‭ ‬يصنع‭ ‬تاريخاً‭ ‬عظيماً‭ ‬لوطنه‭ ‬ويضعه‭ ‬فى‭ ‬المقدمة‭ ‬ويجنبه‭ ‬شر‭ ‬الأزمات‭ ‬والنقص‭ ‬والعجز‭ ‬والتهديد‭ ‬والخوف‭ ‬والفزع‭ ‬ويمتلك‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭.. ‬فأوكرانيا‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تصدر‭ ‬60‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬القمح‭.. ‬أصبح‭ ‬المواطنون‭ ‬فيها‭ ‬ينتظرون‭ ‬كسرة‭ ‬خبز‭.. ‬فتش‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.. ‬إنه‭ ‬روح‭ ‬وإكسير‭ ‬الحياة‭ ‬للدول‭ ‬وتقدمها‭.. ‬تابع‭ ‬المشاهد‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭.. ‬من‭ ‬تبادل‭ ‬للاتهامات‭ ‬وتراشق‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وشتائم‭ ‬بين‭ ‬الرؤساء‭.. ‬فتش‭ ‬فى‭ ‬ألمانيا‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬زجاجة‭ ‬زيت‭ ‬أو‭ ‬كيلو‭ ‬دقيق‭.. ‬وهى‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬اقتصادات‭ ‬العالم‭.. ‬المواطن‭ ‬الفرنسى‭ ‬يخبر‭ ‬ماكرون‭ ‬بأنه‭ ‬موظف‭ ‬ودخله‭ ‬جميعه‭ ‬ينفقه‭ ‬على‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والطاقة‭ ‬واصفاً‭ ‬نفسه‭ ‬بالموظف‭ ‬الفقير‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬الروسيةــ‭ ‬الأوكرانية‭ ‬ونقص‭ ‬إمدادات‭ ‬الغاز‭ ‬والطاقة‭ ‬الروسي،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬اليونان‭ ‬وبريطانيا‭ ‬ومخاوف‭ ‬أوروبا‭ ‬من‭ ‬المستقبل‭ ‬المجهول‭.. ‬وبلدان‭ ‬أخرى‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬طاحنة‭.‬

لا‭ ‬أدرى‭ ‬لماذا‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬الإرادات‭ ‬بين‭ ‬الكبار‭.. ‬ولماذا‭ ‬الإصرار‭ ‬الأمريكى‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬أزمة‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬خلف‭ ‬ستار‭ ‬ولماذا‭ ‬التصعيد‭.. ‬وملاحقة‭ ‬الروس‭ ‬بالعقوبات‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التململ‭ ‬الأوروبى‭ ‬المكبوت‭ ‬والرافض‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬لكل‭ ‬ضغوط‭ ‬الأمريكان‭ ‬فى‭ ‬إشعال‭ ‬الأزمة،‭ ‬وهل‭ ‬تنجح‭ ‬روسيا‭ ‬فى‭ ‬الفوز‭ ‬بعد‭ ‬تصدير‭ ‬الغاز‭ ‬بالروبل،‭ ‬وليس‭ ‬الدولار‭.. ‬وكيف‭ ‬ستخرج‭ ‬أوروبا‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭.. ‬وما‭ ‬مصير‭ ‬اللاجئين‭.. ‬وهل‭ ‬ستتحمل‭ ‬الشعوب‭ ‬الأوروبية‭ ‬ضغوط‭ ‬الفارين‭ ‬من‭ ‬الجحيم‭ ‬الأوكراني‭.. ‬وماذا‭ ‬سيحمل‭ ‬المستقبل‭ ‬لهذا‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬اتجاه‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ ‬نحو‭ ‬روسيا‭.. ‬وفى‭ ‬ظل‭ ‬تذبذب‭ ‬وانقسام‭ ‬الموقف‭ ‬الأوروبى‭ ‬أو‭ ‬تناقضه‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬السر‭ ‬والعلن‭.‬

الجميع‭ ‬اتفقوا‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬أزمة‭ ‬روسياــ‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬سيشهد‭ ‬نظاماً‭ ‬عالمياً‭ ‬جديداً‭.. ‬هذه‭ ‬بديهة‭ ‬يمكن‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الهيبة‮»‬‭ ‬الروسية‭ ‬بعد‭ ‬الحرب؟‭.. ‬يا‭ ‬سيدى‭ ‬هذا‭ ‬سؤال‭ ‬بدائي‭.. ‬الهيبة‭ ‬فى‭ ‬علم‭ ‬السياسة‭ ‬والعلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬ترتبط‭ ‬بالقوة‭ ‬وطالما‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬تمتلك‭ ‬القوة‭ ‬الباطشة‭ ‬والطائشة‭ ‬والمزلزلة‭.. ‬فواجب‭ ‬على‭ ‬الهيبة‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬إليها‭ ‬وتقبل‭ ‬قدميها‭.. ‬وهناك‭ ‬حقيقة‭ ‬أخرى‭ ‬إذا‭ ‬تصارعت‭ ‬الأفيال‭.. ‬فلا‭ ‬تسأل‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬العشب‭.. ‬نحن‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬الأقوياء؟

خلاصة‭ ‬القول‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬وفى‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬شىء‭..‬ الحمد‭ ‬للَّه‭ ‬أننا‭ ‬فى‭ ‬مصر‭..‬ فلا‭ ‬خوف‭ ‬ولا‭ ‬ذعر‭ ‬ولا‭ ‬فزع‭ ‬وأقولها‭ ‬بأعلى‭ ‬صوت‭ ‬الحمد‭ ‬للَّه‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والوحدة‭ ‬والوعى‭ ‬والفهم‭ ‬والاصطفاف‭..‬ الحمد‭ ‬للَّه‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬سيتوفر‭ ‬بلا‭ ‬عجز‭ ‬أو‭ ‬نقصان‭..‬ كل‭ ‬ما‭ ‬تريده‭ ‬ستجده‭..‬ وبأى‭ ‬كميات‭..‬ مش‭ ‬مكتوب‭ ‬على‭ ‬المحلات ‭»‬زجاجة‭ ‬وكيس‭ ‬فقط».. ‬الحمد‭ ‬للَّه‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬بلا‭ ‬أزمات‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬صعوبات‭ ‬خلفتها‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬وآخرها‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬صراعات‭..‬ ولا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يمس‭ ‬أو‭ ‬يهدد‭ ‬أمننا‭ ‬القومي،‭ ‬والحمد‭ ‬للَّه‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬أى‭ ‬تهديد‭ ‬لأمننا‭ ‬القومى‭..‬ الحمد‭ ‬للَّه‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬مصر‭..‬ فلا‭ ‬خوف‭ ‬ولا‭ ‬إرهاب‭..‬ ولا‭ ‬نقص‭ ‬ولا‭ ‬عجز‭ ‬ولا‭ ‬عوز‭ ‬ولا‭ ‬طوابير‭..‬ الحمد‭ ‬للَّه‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬الأمل‭ ‬والتطلع‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل،‭ ‬والحمد‭ ‬للَّه‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬الإرادة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬والصعوبات‭ ‬والتحديات‭..‬ والأمل‭ ‬فى‭ ‬المستقبل‭.‬

نجحنا‭.. ‬لكننا‭ ‬لم‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬كامل‭ ‬أهدافنا‭ ‬وغاياتنا‭..‬ وإن‭ ‬شاء‭ ‬اللَّه‭ ‬الأيام‭ ‬والسنوات‭ ‬القادمة‭ ‬حُبْلَى‭ ‬بالبشائر‭ ‬والمؤشرات‭ ‬والإنجازات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استفدنا‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬الأزمات‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬توفير‭ ‬احتياجاتنا‭ ‬وسلع‭ ‬أساسية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬لنتوسع‭ ‬أكثر‭ ‬فى‭ ‬الزراعة‭..‬ ونقطع‭ ‬خطوات‭ ‬أكبر‭ ‬فى‭ ‬الصناعة‭.‬

مصر‭ ‬أرض‭ ‬الشرفاء‭ ‬الذين‭ ‬حملوا‭ ‬الأمانة‭..‬ لا‭ ‬يبغون‭ ‬إلا‭ ‬مصلحة‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭..‬ فلا‭ ‬مجال‭ ‬لمغامرات‭ ‬أو‭ ‬مقامرات‭ ‬أو‭ ‬رهان‭ ‬خاسر‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ..‬نجحنا‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع‭ ‬قوتنا‭ ‬وقدرتنا‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬وما‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نفعله‭ ‬إذا‭ ‬تعرضت‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬خطر‭ ‬أو‭ ‬تهديد‭..‬ لذلك‭ ‬يعمل‭ ‬لنا‭ ‬ألف‭ ‬حساب‭..‬ ولا‭ ‬يقترب‭ ‬منا‭ ‬أو‭ ‬يفكر‭ ‬أحد‭ ‬فى‭ ‬المساس‭ ‬والاقتراب‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬قوة‭ ‬الردع‭ ‬المصرية‭ ‬متعددة‭ ‬المحاور‭ ‬والأدوات‭ ‬والمجالات‭ ‬لكنها‭ ‬تقودها‭ ‬الحكمة‭ ‬والحنكة‭ ‬والشرف‭ ‬والإخلاص‭..‬ من‭ ‬هنا‭ ‬تحية‭ ‬للرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬لأنه‭ ‬وراء‭ ‬وسبب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قلته‭ ‬فى‭ ‬السطور‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬نجاح‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬ترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المصريين‭.‬

تحيا مصر

Dr.Randa
Dr.Radwa