الثلاثاء 21 مايو 2024

مساجد مصر.. الحاكم بأمر الله (30-8)

مسجد الحاكم بأمر الله

ثقافة9-4-2022 | 14:53

عبدالله مسعد

قديما كان يطلق على القاهرة مدينة الألف مئذنة لكثرة عدد مآذن المساجد بها، والتي بلغى عددها 500 مسجد.

ربما قيلت تلك المقولة قديماً، قبل أن تنهار مئات المآذن بفعل الكوارث الطبيعية، مثل زلزال 1302 ميلادية، أو حتى زلزال 1992، وكذلك بفعل حرائق الفسطاط، أو تتابع الدول والممالك على مصر، أو ربما قيلت فى مرحلة متأخرة، حيث زادت عدد المساجد بشكل كبير خلال القرون الأخيرة، حيث أن بيانات إحصائية أخيرة قالت إن إجمالى عدد المساجد والزوايا الموجود بمصر بلغ 132 ألفا و809 مساجد وزاوية، منها 102 ألف و186 مسجدا، و30 ألفا و623 زاوية.

ونستعرض معكم عبر بوابة دار الهلال خلال شهر رمضان الكريم يوميا أحد أشهر المساجد التاريخية في مصر، ونتناول اليوم مسجد الحاكم بأمر الله.

بدأ بناء مسجد الحاكم بأمر الله الموجود بنهاية شارع المعز لدين الله الفاطمى بحى الجمالية، فى عهد العزيز بالله الفاطمى عام 989 ميلاديا، حيث شرع فى بنائه لعدم استطاعة الجامع الأزهر استيعاب الكم الهائل من المصلين، لكنه توفى قبل أن يتم الإنشاء، فاستكمله ابنه الحاكم بأمر الله، حتى انتهى من بنائه فى عام 1012 ميلاديا، وأول صلاة فيه كانت فى 20 مارس 1013.

ويبلغ طول المسجد نحو 120 مترا وعرضه 113 مترا، وتوجد به مئذنتان يحيط بهما قاعدتان عظيمتان هـرميتا الشكل وتتركب كل قاعدة من مكعبين يعلو أحدهما الآخر والمكعب العلوى موضوع إلى الخلف قليلا فوق السفلى، وتبرز من كل من المكعبين العلويين مئذنة مثمنة الشكل وفى منتصف هـذه الواجهة البحرية وبين المئذنتين يوجد مدخل الجامع الأثرى.

مدخل الجامع الأثرى يعتبر أول مدخل بارز فى جوامع القـاهـرة يغطيه قبو اسطوانى عرضه 3.48 متر وطوله 5.5 متر وفى نهايته باب عرضه 2.21 متر ومعقود بعقد أفقى من الحجر وهـذا العقد والحائط الموجود فيه حديثا البناء ويوجد فى المدخل عن اليمين وعن اليسار بقايا نقوش بديعة ارتفاعها 1.6 متر تكون طبانا فى المدخل ويؤدى المدخل إلى صحن الجامع، والذى يعد الأوسع بين المساجد المصرية، وتحيط به الأواوين.

وبحسب البيانات الصادرة مؤخرا عن جهاز الإحصاء، فإن محافظة الشرقية تأتي في المركز الأول من حيث انتشار عدد المساجد والزاويا بها، يليها محافظة البحيرة، ثم القاهرة، وتمثل هذه المساجد تطورا في فن العمارة والتي تطورت تطورًا سريعًا ساير ركب الحضارة الإسلامية فتتعدد أشكالها وأساليبها تبعا لتعدد وتغير وظائفها، فالعمارة الإسلامية بدأت ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا على أننا إذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها، وعلى ذلك نجد أن أول عمل قام به الرسول صلى آله عليه وسلم عند هجرته من مكة إلى المدينة هو بناء المسجد في مربد التمر الذي بركت فيه ناقته وكان بناؤه بدائيا بسيطا فكانت مساحته 60 في70 ذراعًا وجدرانه من اللبن وسقف جزء منه بسعف النخيل وترك الجزء الآخر وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل، نهج بعد ذلك المسلمون هذا المنهج في بناء مسجد البصرة عام 14 هـ ومسجد الكوفة عام 18 هـو كانت مساجد الكوفة والبصرة خالية من المحاريب المجّوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.