الأحد 5 مايو 2024

العلماء المسلمون في اللغة والأدب| الأصمعي أول مَن درس علم الحيوانات (8-30)

الأصمعي

ثقافة9-4-2022 | 15:54

بيمن خليل

ظهر في التاريخ الكثير من العلماء المسلمين البارزين الذين قاموا بإسهامات عديدة في العلم ومختلف المجالات، منها: العلوم العلمية والتطبيقية والدينية واللغوية والعقائدية والفلسفية والطبية والاجتماعية وغيرها.. بل وقاموا بتأسيس مناهج وقواعد علمية متكاملة لأشهر العلوم وأهمها التي أفادت البشرية كلها حتى وقتنا هذا، وسنقدم كل يوم عالم مسلم خلال أيام شهر رمضان المبارك، لنتعرف على إسهاماتهم على مر التاريخ، وما يتميز به، وسنذكر في أول سلسلة، أشهر وأبرز العلماء في اللغة والأدب، وما قدموه لهذا العلم.

علماء اللغة والأدب..

عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي ( 121 - 216 هـ / 740 - 831 م)، راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان،

نشأ الأصمعي في أسرة متعلمة، وتتلمذ على أيدي كبار العلماء والفقهاء في ذلك الوقت كالإمام أبي حنيفة ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل، إلى أن أصبح عالمًا كبيرًا، وتطورت الحركة العلمية في عصره بسبب تمازج الثقافات وتشجيع الخلفاء.

وكان الأصمعي أيضًا رائدًا من رواد العلوم الطبيعية وعلم الحيوان، وخاصة تصنيف الحيوان وتشريحها، وذلك بسبب معرفته بالمفردات العربية والبحث عن المصطلحات الأصلية التي يستخدمها العرب للحيوانات، ويعتبر الأصمعي أول عالم مسلم درس الحيوانات بالتفصيل، وكتب في هذا المجال العديد من الكتب وهم: كتاب الخيل، كتاب الإبل، كتاب الفارق (كتاب الحيوانات النادرة)، كتاب الوحوش ( عن الحيوانات البرية)، كتاب الشاة، كتاب خلق الإنسان.

وقال عنه الأخفش: "ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي"، وقال إسحاق الموصلي: "لم أر كالأصمعي يدعي شيئاً من العلم، فيكون أحداً أعلم منه"..  كما قال ابن الأعرابي: "شهدت الأصمعي وقد أنشأ نحواً من مائتي بيت، ما فيها بيت عرفناه".. ويقول ابن الأنباري: "الأصمعي يد غراء في اللغة لا يعرف فيها مثله، وفي كثرة الرواية".