الجمعة 22 نوفمبر 2024

ثقافة

مقاهي تاريخية.. «مقهى فاروق» (8-30)

  • 9-4-2022 | 18:12

مقاهي تاريخية.. مقهى فاروق (8-30)

طباعة
  • بيمن خليل

لا يعلم الكثير أن المقاهي المصرية تعدّ جزءًا يمثِّل تاريخًا مهمًا من تاريخ جمهورية مصر العربية، وأنها ليست مجرد أماكن للتجمعات وقضاء أوقات الفراغ كما يظن البعض، فداخل مصر العديد من المقاهي التي تفوح منها عبق التاريخ، وقد شهدت المقاهي المصرية انطلاقًا فكريًّا وثقافيًا كبيرًا على مر حقبات زمنية مؤثرة استطاعت تغيير التاريخ، حيث جمعت كافة الطبقات الاجتماعية أسفل سقفها، واكتسبت شهرتها من قامات مرتاديها، على كافة المستويات الفكرية والثقافية وفي مختلف المجالات، السياسية والفنية والأدبية وغيرها.

مقهى فاروق بالإسكندرية، من أشهرالمقاهي في مصر، ويعود تاريخ تاسيسه عام 1928م، لسيدة يونانية اسمها «مارى ليوناتي»، وكان المقهى في بدايته يحمل اسم «كالميرا» وهو اسم يوناني معناه «صباح الخير».

سُمي المقهى بهذا الاسم نسبة إلى الملك فاروق، فبعد توليه العرش وحكم مصر عام 1939م، وأثناء ذهابه لقصر رأس التين أعترضت موكبه السيدة ماري لتعبر له عن حبها الشديد له وألحت عليه أن يجاس على المقهى لتناول مشروب، وبالفعل لبى دعوتها الملك فاروق وتناول شاي وقام بتدخين الأرجيلة، وعند رحليه قدم لها هدية تقديرًا منه لها، فصنعت ماري من الهدية تيجانًا من النحاس نقشت عليه اسمه ووضعتها على مدخل المقهى، وعلى الأبواب، بالإضافة إلى صوره وخاصة صوره وهو يدخن الشيشة.

عرضت ماري المقهى للبيع بعدما قررت العودة إلى اليونان بلدها، فاشتراه منها المستشار «سيد همام» وورثه منه الآن أبنيه «طارق ومحمد» والذي أكدا أن المقهى لازال محتفظا بشكله كما هو لم تتغير صور الملك فاروق ولا طريقة وضع الكراسي الخشبية، منذما كانت في الماضي.

يقع مقهى فاروق في شارع إسماعيل صبري بمنطقة بحري، بحي الجمرك، وسط الإسكندرية، ويعد أحد المقاهي التاريخية ذات الأثر الفريد ويقارب عمرها من المائة عام، وتحول المقهى إلى مزارا سياحيًّا للمصريين والأجانب، فيأتوا إليه مخصوص لمشاهدة صور الملك فاروق والتيجان الملكية التى تزين الجدران، والتقاط الصور التذكارية معها، واستماع أغاني أم كلثوم.

الاكثر قراءة