الجمعة 27 سبتمبر 2024

30 رواية في السينما.. السقا مات (9-30)

السقا مات

ثقافة10-4-2022 | 11:58

عبدالله مسعد

يزخر تراثنا العربي بالكثير من الأعمال الأدبية القيمة، والتي حظيت بقراءة واهتمام أجيال عدة منذ وقت صدروها وحتى الآن، واستطاعت الرواية العربية ان تفرض نفسها كلون أدبي في ساحات الأدب العالمية، وتحصد الجوائز أيضا وتظل خالدة، كما أنها ألهمت السينما للإستنتاد على أحداثها وتحويلها إلى أفلام حققت هي الأخرى التفرد والنجاح مثلما فعلت الرواية الأصلية، تاركة هي الأخرى بصمة في تاريخ الفن والأدب.

تعد رواية الأديب الراحل يوسف السباعى، "السقا مات" الصادرة لاول مرة سنة 1952 م عن دار النشر للجامعيين، أيقونته الروائية الخالدة، إذ يعتبرها الكثير من النقاد أهم رواية كتبها يوسف السباعى وتدور أحداثها فى حارة مصرية فى العشرينيات، "السقا مات" حكاية رمزية عن علاقة الإنسان بالموت وما يتركه من أثر في النفس، لا سيّما إذا كان الميت قريبا أو حبيبا، وقد اعتبر النقاد أن «السقا مات» من أهم أعمال السباعي، وإحدى روائع الأدب المصري بما تميّزت به من حكمة وتبصر في الحياة وشؤونها.

تدور الفكرة الرئيسية فى الرواية حول فلسفة الموت ومحاولة الشخصية الرئيسية " المعلم شوشة السقا " للهروب من ذكرى وفاة زوجته الشابة، المفارقة تحدث عندما ينقذ المعلم شوشة شخص ما من الضرب فى أحد المطاعم ثم تتوثق علاقته به ويدعوه للإقامة معه فى بيته مع حماته وابنه سيد، وهو لا يعلم ان هذا الشخص يعمل فى مجال متعلق بدفن الموتى.

ينفر المعلم شوشة من ضيفه فى البداية إلا إن الضيف سرعان ما يتمكن من إقناع المعلم شوشة بمواصلة حياتة ونبذ الخوف من الموت، إلا أن أكبر مفارقة تحدث عندما يموت الضيف نفسه فجأة فى بيت شوشة فينهار المعلم بسبب ذلك.

بعد فترة يستعيد المعلم شوشة عافيته ويأتيه خبر سار بتعيينه شيخاً للساقيين فى المنطقة، إلا أن البيت ينهار فوق رأس المعلم وتنتهى حياته فى مشهد قوى ومؤثر.

ولد الاديب الكبير يوسف السباعي في عام 1917، في حي الدرب الأحمر بالقاهرة، لأب يتقن اللغة الإنجليزية ومتعمقا في الآداب العربية والفلسفات الأوروبية.

عمل السباعي مترجما للروايات الغربية وكاتبا في مجلة "البيان"، شاءت الاقدار أن يلتحق بالكلية الحربية في نوفمبر 1935، وكان طالبا نابغا استطاع أن يرقى إلى درجة "الجاويش" وهو في السنة الثالثة من الكلية، وفور تخرجه مباشرة تم تعيينه في سلاح "الصوارى"، وأصبح قائدا لفرقة من فرق الفروسية.

شغل السباعي العديد من المناصب منها رئيس مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين، بالإضافة إلى الرئاسة التحريرية للعديد من الصحف والمجلات المصرية، كما شغل منصب وزير الثقافة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات 1973 وظل في منصبه حتى اغتيل في قبرص 1978.

كتب السباعي العديد من الأعمال الأدبية التي لاقت نجاحا كبير ومنها ما تحولت إلى افلام سينمائية ومن أعماله الأدبية: "نائب عزرائيل، يا أمة ضحكت، أرض النفاق، إنى راحلة، أم رتيبة، السقا مات، بين أبوالريش وجنينة ناميش، الشيخ زعرب، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبى، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له آخر، أقوى من الزمن، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، اثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، اثنا عشر رجلًا، في موكب الهوى، من العالم المجهول، هذه النفوس، مبكى العشاق".

https://www.youtube.com/watch?v=lAk5dV0ud4w