الخميس 23 مايو 2024

مساجد مصر.. السيد البدوي (30-11)

مسجد السيد البدوي

ثقافة12-4-2022 | 17:28

عبدالله مسعد

قديما كان يطلق على القاهرة مدينة الألف مئذنة لكثرة عدد مآذن المساجد بها، والتي بلغ عددها 500 مسجد، ربما قيلت تلك المقولة قديماً، قبل أن تنهار مئات المآذن بفعل الكوارث الطبيعية، مثل زلزال 1302 ميلادية، أو حتى زلزال 1992، وكذلك بفعل حرائق الفسطاط، أو تتابع الدول والممالك على مصر، أو ربما قيلت فى مرحلة متأخرة، حيث زادت عدد المساجد بشكل كبير خلال القرون الأخيرة، حيث أن بيانات إحصائية أخيرة قالت إن إجمالى عدد المساجد والزوايا الموجود بمصر بلغ 132 ألفا و809 مساجد وزاوية، منها 102 ألف و186 مسجدًا، و30 ألفا و623 زاوية.

ونستعرض معكم عبر بوابة دار الهلال خلال شهر رمضان الكريم يوميا أحد أشهر المساجد التاريخية في مصر، ونتناول اليوم مسجد السيد البدوي.

أسس المسجد فى البداية على شكل خلوة كبيرة بجوار القبر، قبل أن تتحول إلى زاوية للمريدين، حتى بنى على بك الكبير المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح، وأوقف لها الأوقاف للإنفاق على المسجد أثناء انفصاله عن الدولة العثمانية وقت حكمه مصر، ليصبح أكبر مساجد طنطا.


شهد المسجد منذ تأسيسه عمليات إصلاح وتوسعة كان أبرزها فى المئذنتين الكبيرتين فى الجهة الأمامية للمسجد التى تم بناؤها فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كما تم تجديده عام 2005 ميلاديا بقيمة 17 مليون جنيه، وتم عمل الأرضية المواجهة للمسجد من الرخام اللامع، كما تم ترميم المسجد بالكامل للحفاظ عليه كأحد أشهر الآثار الدينية.


تظهر الزخارف الإسلامية والزجاج الملون فى جميع جوانب وأركان المسجد العلوية، إضافة إلى الأعمدة الكثيرة الموجودة به على الطراز الإسلامى، ويمتاز المسجد بالنجفة النحاسية الضخمة الموجودة فى منتصفه.


وبحسب البيانات الصادرة مؤخرا عن جهاز الإحصاء، فإن محافظة الشرقية تأتي في المركز الأول من حيث انتشار عدد المساجد والزاويا بها، يليها محافظة البحيرة، ثم القاهرة، وتمثل هذه المساجد تطورا في فن العمارة والتي تطورت تطورًا سريعًا ساير ركب الحضارة الإسلامية فتتعدد أشكالها وأساليبها تبعا لتعدد وتغير وظائفها، فالعمارة الإسلامية بدأت ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا على أننا إذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها، وعلى ذلك نجد أن أول عمل قام به الرسول صلى آله عليه وسلم عند هجرته من مكة إلى المدينة هو بناء المسجد في مربد التمر الذي بركت فيه ناقته وكان بناؤه بدائيا بسيطا فكانت مساحته 60 في70 ذراعًا وجدرانه من اللبن وسقف جزء منه بسعف النخيل وترك الجزء الآخر وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل، نهج بعد ذلك المسلمون هذا المنهج في بناء مسجد البصرة عام 14 هـ ومسجد الكوفة عام 18 هـو كانت مساجد الكوفة والبصرة خالية من المحاريب المجّوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.