يختلف شهر رمضان الكريم في عاداته وطقوسه بالنسبة للمصريين، فيظهر به الزينة والأنوار وفروع الإضاءة في الشوارع والحارات، تزدهر الأسواق، وتنتعش حركة البيع، تكثر العزومات على الإفطار ويتبادل الجيران الأطباق، تجتمع العائلات لمشاهدة المسلسلات، ونرى مهن لا تظهر إلا في هذا الشهر، وهناك أخرى توجد طوال العام ولكنها تبرز وتنشط في هذا الشهر.
يعتبر الأراجوز واحدًا من أهم المهن التراثية التي نراها في الشارع المصري وبالأخص في رمضان، فيجوب عارض الأراجوز في الشوارع ويلتف حوله الجمهور ويبدأ في تقديم عروضه.
بدأت معرفة الناس قديمًا بالأراجوز في الشارع، منذ أن كانت رأسه عبارة عن خامة خفيفة وصلبة كالخشب، مرسوم عليها وجه ذو تعبيرات حادة، وتنتهي من أعلى بـ«طرطور أحمر اللون» وصدرها عبارة عن جلباب أحمر طويل، يتحكم فيه اللاعب من خلال إصبعه السبابة على عربة خارجية صغيرة تطوف الأحياء الشعبية في الموالد والأعياد وباقي المناسبات الخاصة.
وأرجع كثير من المؤرخين أصل الأراجوز إلى عصر القدماء المصريين، حيث كان تسمي الدمية المتحركة باسم «أرجوس» وهي تعني حرفيا «يصنع كلاما معينا»، ومنها اشتقت كلمة «أراجوز» التي تعود إلى العصر العثماني، حيث كان يسمى وقتها «قراقوز» أو «الأرا أوز»، وازدهر هذا الفن الساخر في أواخر العصر المملوكي قبل الغزو العثماني لمصر.