الأحد 24 نوفمبر 2024

دين ودنيا

مستشار المفتي: الله رؤوف بعباده ولا يرد عبدا دعاه وإن كان عاصيا

  • 12-4-2022 | 21:45

الدكتور مجدي عاشور

طباعة
  • أ ش أ

 أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن الله تعالى لا يرجع كف عبدا دعاه خاوية، وإن كان عاصيا، مطالبا الناس بالدعاء وترك الاختيار لله تعالى فهو الرحمن الرحيم وخالق كل شيء وهو أعلم بكل شيء.

واستشهد عاشور ـ خلال لقائه اليوم في الحلقة الحادية العاشرة من حلقات برنامج "آيات محكمات" والذي يتم من خلاله تناول قبس من أنوار القرآن الكريم في شهر القرآن، والذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ" على النشرة العامة ومواقع السوشيال ميديا ـ بما جاء عن ابن عطاء السكندري: "لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجبا ليأسك، فإنه "الله" قد ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك وليس ما تختاره لنفسك وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد"، بما يعني أن الله يضمن للعبد الإجاب في الوقت الذي يريده هو وبالكيفية التي يريدها هو، لأنه أعلم بحال عباده.

وأضاف عاشور: قد يرى الإنسان أنه يدعو الله بشيء يعود عليه بالخير من جهة نظره، لكن الله قد يؤخر استجابة الطلب أو يصرف هذا الأمر عن الشخص، رغم الإلحاح في الدعاء واستعجال الإجابة، لعلة لا يعلمها إلا المولى عز وجل، مشيرا إلى أن تأخير الإجابة إلى توقيت ما من اختيار الله سبحانه وتعالى لأن الله يرى أن العبد سيكون في احتياج لما يطلب في وقت آخر فيدخره له، وليعلم الإنسان أن الله سبحانه لو خيره بين ما يريده الحق تبارك وتعالى وبين ما كان يدعو به لاختار ما عند الله.

وأكد عاشور، أن الله تعالى يتقرب إلى عباده كل يوم وليلة ويمد يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويمد يده بالليل ليتوب مسيء النهار حتى تطلع الشمس من مغربها، مضيفا أن الدعاء له شروط منها الصفاء مع النفس ومع الله، وتسائل ألا يستحيي الإنسان من أن يدعو الله وهو على معصية؟.. وأردف "مع ذلك أقول له .. لا تظن أن دعاءك غير مستجاب.. أبدا الله يستجيب للكل : للعاصي والمطيع لأن كليهما خلقه سبحانه وتعالى وإذا لم يستجب الله للعاصي فمن يستجيب له.

وشدد الدكتور مجدي عاشور على أن الله رؤوف بعباده وأرحم على خلقه من الوالدة بولدها، قائلا: "أترى أن يفرق الوالد بين ولد وولد من أبنائه إن كان هذا مطيعا أو ذلك عاص عاق" إذا كان الأب لا يفرق فهل الخالق يفرق بين خلقه وهو أكرم الأكرمين "فما ظنكم برب العالمين".

وأضاف عاشور، لهذا نقول يجب أن نحقق شروط الدعاء قبل الدعاء وأهم شروط قبول الدعاء هي تحري الحلال في المأكل والمشرب والملبس.. ففي هذه الحالة ستكون الطاقة لدى الإنسان طاقة إيجابية روحانية ومن ثم تكون كل مشاعره لله ومع الله يعيش بها حالة من الصفاء النفسي مع نفسه ومع الناس فيترفع عن الصغائر ويتجنب الكبائر بمعنى أن يسمو الإنسان بنفسه مع الله.

واستشهد بحديث سعد بن أبي وقاص وهو يسأل النبي صلى الله عليه وسلم " يا رسول الله ادعو لي أن أكون مستجاب الدعوة"، وانظر إلى جواب الهادي البشير .. كلمات قليلة تحوي معان كثيرة عظيمة : عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وأن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا". الآية. وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ.. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟ رواه مسلم.

ولفت عاشور في هذا الإطار إلى أن اللقمة الحرام والعياذ بالله تغير الجسد كله وتجعل الطاقة السلبية تسيطر على الإنسان فلا يكون مخلصا في أفعاله وأقواله، ولهذا جاء التوجيه النبوي الشريف "أطب مطعمك" كن كذلك وادعو الله بإخلاص وألح في الدعاء وتذلل له يأتيك اختيار الله لك.. أشغل نفسك بالدعاء واترك الإجابة للخالق الذي يختار لك ما يشاء وقتما يشاء وبالكيفية التي يختارها.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة