الخميس 23 مايو 2024

مواهب متعددة

8-2-2017 | 12:32

 

بقلم : د. جلال أمين

هناك مقالات معينة تبقى فى ذهن كل منا ولا تُنسى لأنها أثرت تأثيرا خاصا فى هذا الشخص أو ذاك من هذه المقالات فيما يتعلق بى أنا مقالا كتبه بهاء فى صباح الخير أو روزا ليوسف فى منتصف الخمسينات عن أول مجلدات ثلاثية نجيب محفوظ: بين القصرين وقصر الشوق والسكري

 

وكانت هذه فيما أذكر هى المرة الأولى التى أكتشف فيها تعدد مواهب أحمد بهاء الدين وتشعب اهتماماته كان يكتب فى هذا المقال كناقد ادبى فبز غيره من النقاد وتفوق عليهم ثم تعددت الأمثلة بعد ذلك بالطبع فلم يعد فى الأمر جديد يكتب عن معرض فنان تشكيلى أو فيلم لفاتن حمامة أو أغنية جديدة لعبد الوهاب بل لقد قرأت له مقالا بديعا فى مجلة العربى عن «الحصان العربى “ فإذا به فى أى موضوع يتناوله يكتب ليقرأ ويفيد ويمتع.

أن يصيبوه فى مقتل، لاتحرمانه من منصب، إذ أنه لايريد منصبا، ولايمنع المزايا المالية عنه، لأنه لايطيل التفكير فى المال، فيزدادون غيظا ويستشيطون غضبا ولكننا نلاحظ أن أحمد بهاء الدين قد أثار فى بعض المناسبات على الأقل، حفيظة بعض اليساريين أيضا، المعارضين للسلطة، فأخذوا عليه أنه فى بعض الأحيان قد اقترب من السلطة أكثر من اللازم، وقد سمعت بأدنى بعضهم يداعية لاتخلو من نقد من طرف خفى، لأنه لم يتعرض للاعتقال قط وابتسم بهاء وقتها ولم يعلق وأنا أحاول أن أتذكر شيئا واحد كتبه بهاء، فى كل ما قرأته له، ترك لدى شعورا بأنه كتبه تملقا للسلطة فلا أجد نعم، كان فى بعض الأحيان، عندما يشتد إظلام الجو السياسى وتضيق دائرة الحرية المتاحة ضيقا شديدا، يلجأ إلى السكوت أو إلى الكلام فى موضوع آخر، مهم دائما ومفيد فى جميع الأحوال ولكنه لايقول قط ما يخالف ضميره.