الخميس 9 مايو 2024

سهرات رمضان في أستوديوهات زمان

شادية مع محمد فوزي وفاتن حمامة

فن15-4-2022 | 01:02

خليل زيدان

رغم قسوة العطش والجوع في رمضان، إلا أن تصوير الكثير من أفلام الزمن الجميل تم في نهار رمضان، والكثير منها أيضًا تم استكمال تصويره بعد الإفطار، ومن خلال جولة الكواكب في أستوديوهات زمان، نلقي الضوء على كواليس وطرائف تصوير فيلمين حسبما جاء في عدد الكواكب بتاريخ 18 مايو 1954، وقد يفيد هذا الرصد الباحيثن في معرفة الأفلام الرمضانية.

 

مقلب مصلحة الكهرباء

دأب الصحفي الكبير أنور عبد الله، في رصد كواليس تصوير الأفلام من خلال جولته في الأستوديوهات، وأكد أنه في مساء الخميس 14 مايو 1954، اصطحب عدسة الكواكب إلى أستوديو جلال لينقل صورة من سهرات رمضان وراء الكاميرا، فهناك كان يتم تصوير فيلم «الظلم حرام»، وأوضح أنور أن الفيلم كان سينتجه أنور وجدي، لكن المخرج حسن الصيفي اشترى منه حق الإنتاج لحساب شركة أفلام مصر الجديدة، والفيلم بطولة شادية، وإسماعيل يس، وعماد حمدي، وفريد شوقي، وماجدة.

ما إن دخل أنور عبد الله أستوديو جلال واستقبله حسن الصيفي قائلًا: «أهلًا وسهلًا.. أشرقت الأنوار، حتى انطفأت أنوار الأستوديو والحي كله».. حتى عاد الصيفي يقول: «ايه المصادفة الـ .. سعيدة دي».. وبالطبع في الظلام لم ير أنور نظرات حسن الصيفي التي كان يرمقه بها بغيظ معتبرًا إياه بأنه مسئول مسئولية غير مباشرة عن الظلام المفاجئ، فصاح المصور وحيد فريد قائلًا: «ما تنوروا لنا شمعة ولا قنديل!»

فصاح إسماعيل يس: «أيوة.. ماهي باين عليها ليلة "مقندلة"!»

 

تعاليلي يا بطة

خلال هذا الظلام الإجباري وقعت حوادث طريفة، فقد صاح إسماعيل يس مناديًا: «يا شادية».. وفي هذه اللحظة صاحب بطة كان قد جئ بها لتظهر في أحد مشاهد الفيلم، فقال إسماعيل يس على الفور: «ما نستغناش يا ماجدة .. أنا بنده على شادية !»

 

العتب على الضلمة

وحدث أن جذب عماد حمدي زوجته شادية من ذراعها وخرج بها إلى البلاتوه، ليتجاذبا أطراف الحديث تحت ضوء القمر، ومر وقت طويل حتى اكتشف عماد أنه أخطأ فجذب ماجدة من ذراعها، واكتشفت ماجدة أنها أخطأت فظنت أن عماد هو مخرج الفيلم.. وقالت شادية لعماد وهي تناوله شمعة مضاءة: «خلي الشمعة دي في إيدك، أحسن أغلط أنا كمان في اسماعيل يس وتبقى مصيبة!».

ولاحظ عماد أن الشمعة صغيرة وضوءها خافت فقال: «هي فين الشمعة دي .. ده الواحد لازم يدور عليها بعود كبريت!».

اسطبل العواطف

وفي أستوديو نحاس، كان هنري بركات يخرج فيلم «دايمًا معاك»، الذي ينتجه الفنان محمد فوزي ويقوم ببطولته أمام الفنانة فاتن حمامة، وكان المشهد يتم تصويره في اسطبل يغني فيه فوزي أغنية عاطفية جدًا، وقد حرص المخرجون على تصوير الأغاني العاطفية في الحدائق المليئة بالزهور الناضرة وشدو البلابل والعصافير، أما في ذلك الفيلم فإن بركات يحيط محمد فوزي أثناء الغناء بالفول والتبن والشعير وعربة الحنطور.. وفي نفس الاسطبل التقط منظر لفاتن وهي نائمة في عربة حنطور، ويبدو أن التصوير قد طال «حبة»، وأن فاتن كانت منهكة «حبتين»، إذا ما انتهى تصوير المشهد حتى راحت فاتن في النوم، واقترب منها بركات ليوقظها قائلًا:

ــ انتي نمتي بصحيح ولا إيه؟

فقالت له:

ــ أيوة.. انت عارف إني دايمًا أندمج قوي في التمثيل!

 

فراسة

في فترة الاستراحة بين التصوير، أمسك محمد فوزي كف فاتن حمامة ليكشف لها الطالع، وبعد أن تمعن في خطوط كفها قال لها:

ــ فيه حاجة شغلاكي أوي.. يبدو انك هتنتجي فيلم تاني السنة دي .. وحاتسفري فرنسا وإيطاليا وهتستغني عن الشغالة اللي عندك لأنك مش مرتاحة معاها!

فقالت فاتن وهي ترمقه بنظرة إعجاب لبراعته في كشف الطالع:

ــ كل ده عرفته من كفي

فقال فوزي:

ــ أبدًا.. ده انتي اللي قلتي لي الكلام ده كله أول امبارح!

 

حضرة الزميل

أما الفنان سعيد أبو بكر، فقد كان يقوم بدور بائع للصحف في الفيلم، وعندما رأى أنور عبد الله قال له:

ــ ابقى خد بالك مني.. واكتب عني كويس.. أنا بقيت زميلك أهه!

 

يتضح من هذا الرصد الطريف أن فيلمي "الظلم حرام" و"دايمًا معاك" تم تصويرهما خلال شهر رمضان عام 1954.

Egypt Air