الإثنين 24 يونيو 2024

مقاهي تاريخية.. «نجيب محفوظ» (15-30)

صورة أرشيفية

ثقافة16-4-2022 | 18:57

بيمن خليل

لا يعلم الكثير أن المقاهي المصرية تعدّ جزءًا يمثِّل تاريخًا مهمًا من تاريخ جمهورية مصر العربية، وأنها ليست مجرد أماكن للتجمعات وقضاء أوقات الفراغ كما يظن البعض، فداخل مصر العديد من المقاهي ذات التاريخ والأثر، الذي يفوح منه عبق التاريخ، وقد شهدت المقاهي المصرية انطلاقًا فكريًّا وثقافيًا كبيرًا، على مر حقبات زمنية مؤثرة استطاعت تغيير التاريخ، حيث جمعت المقاهي كافة الطبقات الاجتماعية أسفل سقفها، واكتسبت شهرتها من قامات مرتاديها، على كافة المستويات الفكرية والثقافية وفي مختلف المجالات، السياسية والفنية والأدبية وغيرها.

مقهى «نجيب محفوظ» في خان الخليلي من المقاهي التي يقتصر تاريخها على تاريخ أديب نوبل، الذي تعطيك دلالة مهمة أن الأدب المصري كان يمثل حقبة مهمة من تاريخ مصر، في شوارعها وبين فئات الناس، وبالأخص عند معشوق الناس من الطبقات البسيطة نجيب محفوظ.

يقع المقهى بـ«درب البادستان» بمنطقة خان الخليلي هذه المنطقة السياحية الشهيرة، ويعد المقهى من أهم معالمه، وسمي على اسم نجيب محفوظ لأنه أفتتح في نفس السنة التي حصل فيها محفوظ على جائزة نوبل، تكريمًا واحتفالاً من صاحب المقهى له.

يتميز المقهى بجوه المختلف الذي يشعرك كأنك ركبت آلة زمن ورجعت بها إلى العصر الفاطمي، وهذا بسبب الديكور الخاص به والذي يبدأ من أول الباب الذي يحتوي على نقوش إسلامية، والعاملين يرتدون زي قديم أشبه بما كانوا يرتدونه في العصر الفاطمي، إضافةً إلى أرضية المقهى بنقوشها الإسلامية أيضًا، وإضاءات السقف الذي يحمل النجف لنحاسي، والمزين ببعض الآيات القرآنية.

وكان أديب نوبل يفضل الجلوس في هذا المقهى الذي يحمل اسمه، ولأنه قريب من حي الجمالية مسقط رأسه، وكان المقهى يوفر له طاولته التي كان دائم الجلوس عليها، وكان المقهى متصل بمطعم في آن واحد، اسمه خان الخليلي، ولكن بعد زيارة نجيب المتكررة إليه تم فصل المقهى عن المطعم، وظل اسم المطعم مثلما هو،  بينما المقهى صار اسمه  مقهى "نجيب محفوظ"، وبعد وفاته تم وضع صورة شخصيه له على طاولته المفضلة، وجانبها بعض رواياته.