تحتفل الكنيسة القبطية غدًا بـ"أحد الشعانين"، أو "أحد السعف"، والذي يمثل بداية أسبوع الآلام الذي يحتفل فيه المسيحيون بذكرى دخول المسيح عيسى عليه السلام إلى القدس، ويمتد الأسبوع بدءًا من أحد الشعانين وحتى عيد القيامة المجيد ويأتي هذا الأسبوع بعد الصوم الكبير والذي يمتد 55 يومًا، ويعد أحد الشعانين هو الأحد الأخير من الصوم.

ويسبق الاحتفال بأحد الشعانين الاحتفال بسبت لعازر وهو ذكرى قيامة لعازر من القبر على يد السيد المسيح بعد أربعة أيام من رقاده، وهو يعرف أيضا بسبت النور، أما أحد السعف هو يوم دخول يسوع إلى مدينة القدس، ويحتفل به المسيحيون بأغصان الزيتون وسعف النخيل وتتزين الكنائس به في هذا اليوم، وذلك كما استقبل أهل القدس عيسى عليه السلام فور دخوله إلى المدينة والتي كان يحكمها الرومان آنذاك.

وقديما كان يعرف أحد الشعانين بـ(أحد غسل الرأس) وهي عادة كانت لهم في ذلك الزمان إشارة للتطهير واستعداد للتنصير، كذلك يدعون (أحد الأغصان، أحد السعف، أحد أوصنا).

نبذة عن أحد الشعانين

أحد الشعانين هو بداية أسبوع الآلام، وكلمة شعانين تعني كلمة عبرانية من (هوشعنا) أوصنا معناها (يا رب خلص)، ومنها تشتق الكلمة اليونانية "أوصنا" وهي الكلمة التي ترتلها الكنيسة في هذا العيد وهي أيضا استخدمها أهالي القدس عند استقبال المسيح في ذلك اليوم.

وفي الاحتفال بأحد الشعانين يبارك الكاهن أغصان الشجر من الزيتون وسعف النخيل ويجرى الطواف بالبيعة بطريقة رمزية تذكارًا لدخول السيد المسيح الاحتفالي إلى أورشليم، حيث ترمز أغصان الزيتون إلى السلام كما أن عصيره يشير إلى القداسة، أما سعف النخيل فيشير إلى النصر.

 

طقوس الاحتفال بأحد الشعانين

وهناك بعض الطقوس للاحتفال بأحد الشعانين تبدأ من ليلة الأحد منها ترتيل طروبارية لعازر كما تقرأ الكنيسة فصلًا من الإنجيل في كل زاوية من الزوايا الكنيسة ثم رفع البخور ويوقدون الشموع إن كان يوجد أيقونة للشعانين وبعدها قراءة تسبحة نصف الليل لعيد أحد الشعانين، وفي صباح أحد الشعانين يترأس البابا القداس.

وبالإضافة إلى الاحتفال المتعارف في الكنائس، يتم الاحتفال بأحد الشعانين بطريقة مميزة في القدس بحيث يتم عمل مسيرة دينية تقليداً للأحداث المذكورة في الإنجيل، فيتم استخدام جحش وإطلاق مسيرة دينية يتخللها التراتيل والصلوات من كنيسة بيت فاجي مروراً بجبل الزيتون ووصولاً إلى كنيسة القديسة حنة بالقرب من باب الأسباط.

تنتهي المسيرة من خلال صلاة في كنيسة القديسة حنة ثم تخرج فرق الكشافة من هناك وتجوب المدينة وصولاً إلى الباب الجديد في القدس ويشاهدها العديد من الناس احتفالاً بالمناسبة، وهذه المسيرة الدينية تتم في الساعة الثانية والنصف ظهرا، ويشارك فيها مختلف الطوائف والجنسيات خاصةً الفلسطينيين وسكان مدينة القدس بالإضافة إلى فرق الكشافة والكهنة، لكن توقفت تلك المسيرة في عام 2020 بسبب جائحة كورونا.

وفي مصر يحتفل الأقباط بأحد السعف أو أحد الشعانين بتشكيل سعف النخيل على شكل صلبان وتيجان وغيرها من الأشكال.

ومن المرتقب أن يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح غدٍ الأحد، قداس أحد الشعانين بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2017.

وفي الشام وخاصة الأردن ولبنان وعموم فلسطين وسوريا وكلك في العراق، يعد أحد الشعانين مناسبة خاصة ومناسبة عائليَّة، حيث يحضر الأطفال إلى الكنيسة حاملين سعف النخيل وأغصان الزيتون ثم بعد القداس تتحرك المواكب التي يشارك فيها فرق الكشافة، وخلال اليوم تقام احتفالات واجتماعات عائلية وبعد الدورة وانتهاء الصلاة، يقوم كشاف الكنيسة باستعراض احتفالي للتعبير عن الفرح بدخول السيد إلى القدس.