ذكرت صحيفة «الأهرام» أن العلاقات المصرية ـ الأمريكية تتسم بأنها علاقات شراكة استراتيجية ممتدة ومتشابكة على كافة الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية، في ظل المصالح المشتركة التي تربط بين البلدين؛ مصر كقوة إقليمية بارزة وأمريكا كدولة كبرى في النظام الدولي لها تشابكاتها في الشرق الأوسط.

وأوضحت الصحيفة -في افتتاحية عددها الصادر اليوم الإثنين، تحت عنوان «الشراكة الاستراتيجية المصرية الأمريكية»- أن العلاقات بين البلدين تسير على مسارين متوازيين: الأول مسار العلاقات الثنائية والتي تتميز بالأهمية والتطور بشكل مستمر؛ ففي الجانب الاقتصادي ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى تسعة مليارات دولار عام 2021، كما أن مصر تشكل بيئة واعدة لجذب الاستثمارات الأمريكية في مجال التكنولوجيا والاتصالات والتصنيع والنقل وغيرها، خاصة في المشروعات القومية الكبرى التي تشهدها البلاد في كل أرجائها ومنها محور التنمية في قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرها في ظل مناخ الاستقرار السياسي والأمني الذي تتمتع به البلاد، كما أن العلاقات السياسية قديمة ومترسخة ويحتفل البلدان هذه الأيام بمرور قرن من الزمان على تبادل العلاقات الدبلوماسية، وعلى المستوى الأمني والعسكري هناك تعاون مستمر بين البلدين كما تجسده مناورات النجم الساطع.

أما المسار الثاني فهو التعاون والتنسيق بين البلدين في معالجة القضايا الإقليمية والتحديات المشتركة، حيث تحظى مصر بأهمية إستراتيجية كبيرة لدى الولايات المتحدة فيما يتعلق بدورها كركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ويمثل التنسيق المصري الأمريكي عاملا مهما في مواجهة التحديات، كما تحظى مصر بتقدير أمريكا والدول الأخرى فيما يتعلق بتجربتها الناجحة في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، إضافة إلى الرؤية المصرية في معالجة الأزمات والصراعات في المنطقة العربية خاصة التسوية السياسية للأزمات في سوريا واليمن وليبيا وغيرها في إطار الحفاظ على الدولة الوطنية وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة، وهنا تتلاقى الرؤيتان المصرية والأمريكية على ضرورة تحقيق الاستقرار في ليبيا ودفع العملية السياسية إلى الأمام، كما تتعاون الدولتان في مواجهة التغيرات المناخية وتقليل الانبعاثات الحرارية، خاصة مع استضافة مصر مؤتمر المناخ هذا العام وهو ما يعكس التقدير الدولي لمصر في هذا المجال.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لذلك جاءت زيارة وفد الكونجرس الأمريكي لمصر أخيرا ولقاؤه الرئيس عبد الفتاح السيسي وقبلها زيارة وزير الخارجية سامح شكري لواشنطن في سياق تطوير ودفع العلاقات المصرية الأمريكية.