أفنى الرجل الخمسيني عمره كله في تربية أولاده، لم يدخر جهداً ليجمع المال الذي يغنيهم مذلة السؤال، ولم يهدأ له بال حتى أمٌن مستقبلهم، أطعمهم وكساهم وعلمهم وزوّجهم؛ وبغريزة الأب ميسور الحال، حين أتى موعد الزواج أعطى لابنه أحمد شقة ليتزوج بها وكذلك أبنته أعطاها شقة هي الأخرى، من أصل 5 شقق هو كل ما يمتلكه الأب ياسر ابراهيم مدير عام مساعد بالتعاون للبترول ومقيم بمدينة الشيخ زايد.

بهذه المسيرة العطرة ظن الأب أنه قد أنهى رسالته الدنيوية وعليه التفكير في آخرته وخاصة بعد إصابته بوعكه صحية، الأمر الذي استدعى قيامه بعمل توكيل بنكي لزوجته أثناء مرضه عام 2021، لتقوم بصرف جزء من مرتبه على المنزل وادخار الباقي لحين تعافيه، وقرر بعد تعافيه من المرض التبرع بشقه لإحدى الجمعيات الخيرية التي ترعى اليتامى والأرامل عسى الله أن يجعلها في ميزان حسناته.

ومن هنا بدأت معاناة الأب مع جحود وطمع الأبناء، فانقلب أبنائه عليه عندما علموا بما ينوي الأب، فتهجم عليه ابنه وهدده أنه سوف يودعه مصحة عقليه وانهال عليه بالسباب والوعيد؛ إذا لم يتنازل له ولأخته عن باقي ممتلكاته؛ وبالفعل مع تكرار التهديد من الإبن الجاحد للأب، تنازل له عن شقة بالشيخ زايد وتنازل لأخته عن شقة ومحل تجاري ولسان حالة يقول: "ولما لا وكل هذا عملته من أجلهم".. ورغم كل ذلك لم يتركوه عاملوه أسوأ معاملة وغير آدمية، وعندما طلب من زوجته رد المبالغ التى سحبتها من البنك والتى وجد أنها تتجاوز ال 900الف جنيه رفضت فطلقها ..ولم يتركه أبنائه بل من شدة القسوة ذهب ابنه إلى مسكنه الذي يعيش فيه وقام بكسر باب الشقة وسرق محتوياتها وسرق مستندات جميع ممتلكاته أو ما تبقى منها.

لم يجد الأب المكلوم أمامه سوى تحرير محضر حمل رقم 1346 جنح الشيخ زايد داخل قسم شرطة ثاني الشيخ زايد لصد جبروت أبنه عنه، وتولت النيابة التحقيق.