أكد مستشار الرئيس للشئون الصحية الدكتور محمد عوض تاج الدين، أن مصر تجاوزت الموجة الخامسة من فيروس كورونا بنجاح كبير، مشيدًا بالسياسة الناجحة التي تعاملت بها الدولة المصرية تحت إشراف مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي مع أزمة تفشي جائحة "كوفيد-19".
وأشار مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، إلى أن المؤسسات المصرية المختلفة وفي مقدمتها المؤسسات الطبية تعاملت مع الموقف بشكل احترافي، ونجحت في التعامل مع تطورات الأزمة وفق مقتضيات كل مرحلة.
وأوضح تاج الدين - في تصريح خاص لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" اليوم- أن الحالة الوبائية للفيروس في مصر انخفضت بشكل كبير للغاية، والإصابات الموجودة درجة إصابتها بسيطة جدًا، منوهًا بأن كثير من المستشفيات على مستوى الجمهورية أصبحت خالية تمامًا من المصابين بالفيروس، ومشيرًا إلى أن استمرار عمليات التطعيم في مختلف أنحاء الجمهورية ساهم في انحصار الفيروس بمصر.
وأكد تاج الدين، أنه رغم انخفاض منحنى الوضع الوبائي للفيروس، فإن أجهزة الدولة في حالة ترقب واحتراز مستمرين ودائمين ومتابعة دقيقة للحالة الوبائية في مصر، كما أن الأجهزة الصحية في مصر تراقب الموقف الوبائي العالمي بما يتماشى مع رؤية منظمة الصحة العالمية، للتعامل مع مستجداته أولًا بأول.
وحذر مستشار الرئيس للشئون الصحية، من أن فيروس كورونا لا يزال موجودًا، ولا يزال يهدد العالم، خاصة وأن هناك دول كثيرة ما زالت ترصد أعدادًا كبيرة من الحالات، ما يتطلب استمرار الحرص والحذر وإتباع الإجراءات الاحترازية؛ خاصة ما يتعلق بالتباعد الاجتماعي واستخدام الوسائل الوقائية.
من جانبه، عزا الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، الانخفاض الكبير في أعداد المصابين بفيروس كورونا بمصر إلى أسباب داخلية تتعلق بالفيروس نفسه بنسخته المنتشرة حاليًا ومتحوراته سواء B1 أو B2 أو XE، مشيرًا إلى أنها نسخ أضعف من النسخة الأصلية للفيروس من حيث الأعراض، ولا تتطلب التوجه إلى المستشفيات لتلقي العلاج، رغم كونها الأكثر انتشارا في العالم حاليًا.
وقال عنان، إن توافر اللقاحات بشكل كبير، ووجود اتجاه لتصنيعها محليًا، فضلًا عن استيرادها من الخارج، والتوسع في منحها للمواطنين، خلق ما يعرف بـ "المناعة المجتمعية"، وهذه المناعة تزداد مع التوسع في منح اللقاحات، فضلا عن أن الإصابات خلال الموجه الخامسة منحت مرضاها مناعة مكتسبة عن طريق الأجسام المضادة.
وأشاد عنان بتعامل الدولة مع أزمة تفشي فيروس كورونا، منذ الموجة الأولى للفيروس عام 2020، وتعاملها السريع مع الأزمة من خلال إجراءات محددة مكنتها من التعامل مع الأزمة بكفاءة، وحافظت على الاقتصاد والمنظومة الصحية من الانهيار، منوهًا بنجاح الحكومة في وضع استراتيجية متكاملة للتعافي والتي تضمنت بالإضافة إلى التعامل الطبي، تدشين حملات بناءة لرفع الوعي الشعبي لمساندة النظام الصحي وإعادة بناء الموارد الصحية اللازمة من كوادر طبية ومستلزمات، فضلًا عن العمل لتوطين صناعة لقاحات فيروس كورونا وإنتاجها محليًا بالتعاون مع الصين وغيرها.
وأشار الدكتور إسلام عنان، إلى أن مصر تمتلك قاعدة طبية ممتازة تضم كوادر طبية ذات كفاءة عالية ساهمت بشكل كبير في التعامل الأزمة، مؤكدا أن الكفاءة والمهارة الفنية للأجهزة الطبية عوضت عدم التناسب بين عدد الأطباء وعدد السكان.