الخميس 23 مايو 2024

مساجد مصر (20 - 30) | الأمير صرغتمش.. شاهد على عظمة العمارة المملوكية

مسجد الأمير صرغتمش

ثقافة21-4-2022 | 15:34

عبدالله مسعد

قديما كان يطلق على القاهرة مدينة الألف مئذنة لكثرة عدد مآذن المساجد بها، والتي بلغى عددها 500 مسجد، ربما قيلت تلك المقولة قديماً، قبل أن تنهار مئات المآذن بفعل الكوارث الطبيعية، مثل زلزال 1302 ميلادية، أو حتى زلزال 1992، وكذلك بفعل حرائق الفسطاط، أو تتابع الدول والممالك على مصر، أو ربما قيلت فى مرحلة متأخرة، حيث زادت عدد المساجد بشكل كبير خلال القرون الأخيرة، حيث أن بيانات إحصائية أخيرة قالت إن إجمالى عدد المساجد والزوايا الموجود بمصر بلغ 132 ألفا و809 مساجد وزاوية، منها 102 ألف و186 مسجدا، و30 ألفا و623 زاوية.

ونستعرض معكم عبر بوابة دار الهلال خلال شهر رمضان الكريم يوميا أحد أشهر المساجد التاريخية في مصر، ونتناول اليوم مسجد الأمير صرغتمش.


مسجد ومدرسة صرغتمش، هو مسجد أثري مملوكي بناه الأمير صرغتمش في القطائع بجوار مسجد أحمد بن طولون مباشرة، ويقع في شارع الصليبة بحي السيدة زينب أحد الأحياء الشهيرة بالقاهرة.


الأمير صرغتمش الناصري شيد مدرسة في المسجد خصصها لتدريس علم الحديث النبوي، وأصول الفقه الحنفي، وكانت معقلاً مزدهراً للعلماء والفقهاء من المذهب الحنفي في القرنين الثامن والتاسع هجريا.


المسجد يتميز بمئذنة حجرية رشيقة على الطراز القاهري المملوكي البديع، وشهد مسجد صرغتمش على مدار 6 قرون، منذ شيده الأمير صرغتمش الناصري عام 757 هـ، على عظمة العمارة المملوكية، يبلغ ارتفاعها عن سطح الأرض نحو 40 متراً، وعن سطح المسجد 24.60 متر، وتتكون من ثلاث طبقات.


وبحسب البيانات الصادرة مؤخرا عن جهاز الإحصاء، فإن محافظة الشرقية تأتي في المركز الأول من حيث انتشار عدد المساجد والزاويا بها، يليها محافظة البحيرة، ثم القاهرة، وتمثل هذه المساجد تطورا في فن العمارة والتي تطورت تطورًا سريعًا ساير ركب الحضارة الإسلامية فتتعدد أشكالها وأساليبها تبعا لتعدد وتغير وظائفها، فالعمارة الإسلامية بدأت ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا على أننا إذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها، وعلى ذلك نجد أن أول عمل قام به الرسول صلى آله عليه وسلم عند هجرته من مكة إلى المدينة هو بناء المسجد في مربد التمر الذي بركت فيه ناقته وكان بناؤه بدائيا بسيطا فكانت مساحته 60 في70 ذراعًا وجدرانه من اللبن وسقف جزء منه بسعف النخيل وترك الجزء الآخر وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل، نهج بعد ذلك المسلمون هذا المنهج في بناء مسجد البصرة عام 14 هـ ومسجد الكوفة عام 18 هـو كانت مساجد الكوفة والبصرة خالية من المحاريب المجّوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.