الجمعة 17 مايو 2024

مساجد مصر.. مسجد السلطان قايتباي (30-21)

مسجد السلطان قايتباي

ثقافة22-4-2022 | 16:37

عبدالله مسعد

قديمًا كان يطلق على القاهرة مدينة الألف مئذنة لكثرة عدد مآذن المساجد بها، والتي بلغ عددها 500 مسجد، ربما قيلت تلك المقولة قديماً، قبل أن تنهار مئات المآذن بفعل الكوارث الطبيعية، مثل زلزال 1302 ميلادية، أو حتى زلزال 1992، وكذلك بفعل حرائق الفسطاط، أو تتابع الدول والممالك على مصر، أو ربما قيلت في مرحلة متأخرة، حيث زادت عدد المساجد بشكل كبير خلال القرون الأخيرة، حيث أن بيانات إحصائية أخيرة قالت إن إجمالي عدد المساجد والزوايا الموجود بمصر بلغ 132 ألفا و809 مساجد وزاوية، منها 102 ألف و186 مسجدًا، و30 ألفا و623 زاوية.

ونستعرض معكم عبر بوابة "دار الهلال" خلال شهر رمضان الكريم يوميًا أحد أشهر المساجد التاريخية في مصر، ونتناول اليوم مسجد السلطان قايتباي.


يقع مسجد السلطان قايتباي بقرافة المماليك الشرقية شارع السوق بمنشية ناصر، ويتبع منطقة آثار شرق القاهرة، وأنشئه السلطان قايتباي في 877هـ.


والسلطان قايتباي هو أبو النصر قايتباي الجركسي المحمودي الأشرفي ثم الظاهري، ولد حوالي سنة 826هـ(1423م)، امتلكه السلطان الظاهر جقمق 1438 ـ 1453م وقربه السلطان ثم أعتقه.


وترقى في وظائف القصر السلطاني وتقلد وظيفة اتابك قبل أن يعتلي كرسي السلطنة في يناير 1468م حتى وفاته سنة 1496م ، وترك اسمه مسطرًا على ما يزيد عن 70 أثرًا اسلاميًا من المساجد والمدارس والوكالات والمنازل والأسبلة والقلاع، وله منشئات معمارية خيرية بمكة والمدينة المنورة والقدس.


يتكون المسقط الأفقي لمسجد السلطان قايتباي من صحن مربع محاط بأربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة، والإيوانان الجانبيان صغيران، وإيوان القبلة يتكون من عقد مدبب على شكل حدوة الفرس، ويتوسط جدار القبلة محراب ألى جواره منبر من الخشب المطعم بالعاج. 


والضريح الذي يبرز قليلًا عن واجهة الجامع الجانبية، يغطي قبته الحجر الذي يرتكز على مقرنصات وسطحها الخارجي مغطى بزخارف نباتية بارزة داخل مناطق هندسية محفورة على الحجر، وهي قبة عالية جداً.


وبحسب البيانات الصادرة مؤخرًا عن جهاز الإحصاء، فإن محافظة الشرقية تأتي في المركز الأول من حيث انتشار عدد المساجد والزاويا بها، يليها محافظة البحيرة، ثم القاهرة، وتمثل هذه المساجد تطورًا في فن العمارة والتي تطورت تطورًا سريعًا ساير ركب الحضارة الإسلامية فتتعدد أشكالها وأساليبها تبعا لتعدد وتغير وظائفها، فالعمارة الإسلامية بدأت ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا على أننا إذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها.

وعلى ذلك نجد أن أول عمل قام به الرسول صلى آله عليه وسلم عند هجرته من مكة إلى المدينة هو بناء المسجد في مربد التمر الذي بركت فيه ناقته وكان بناؤه بدائيا بسيطا فكانت مساحته 60 في70 ذراعًا وجدرانه من اللبن وسقف جزء منه بسعف النخيل وترك الجزء الآخر وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل، نهج بعد ذلك المسلمون هذا المنهج في بناء مسجد البصرة عام 14 هـ ومسجد الكوفة عام 18 هـو كانت مساجد الكوفة والبصرة خالية من المحاريب المجّوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.