الأحد 5 مايو 2024

مساجد مصر...مسجد محمد علي (30-23)

مسجد محمد علي

ثقافة24-4-2022 | 15:29

عبدالله مسعد

قديما كان يطلق على القاهرة مدينة الألف مئذنة لكثرة عدد مآذن المساجد بها، والتي بلغ عددها 500 مسجد.

ربما قيلت تلك المقولة قديماً، قبل أن تنهار مئات المآذن بفعل الكوارث الطبيعية، مثل زلزال 1302 ميلادية، أو حتى زلزال 1992، وكذلك بفعل حرائق الفسطاط، أو تتابع الدول والممالك على مصر، أو ربما قيلت فى مرحلة متأخرة، حيث زادت عدد المساجد بشكل كبير خلال القرون الأخيرة، حيث أن بيانات إحصائية أخيرة قالت إن إجمالى عدد المساجد والزوايا الموجود بمصر بلغ 132 ألفا و809 مساجد وزاوية، منها 102 ألف و186 مسجدا، و30 ألفا و623 زاوية.

ونستعرض معكم عبر بوابة دار الهلال خلال شهر رمضان الكريم يوميا أحد أشهر المساجد التاريخية في مصر، ونتناول اليوم مسجد محمد علي.


بُنى مسجد محمد علي باشا داخل قسم من أرض قصر الأبلق داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، يُعد المسجد أجمل منشآت محمد علي باشا، وتم الشروع في بنائه سنة 1246هـ "1830م" واستمر العمل فيه بلا انقطاع حتى توفي محمد علي باشا سنة 1265هـ "1848م" فدفن فيه ثم أمر بإتمام زخارفه عباس باشا الأول.


يتكون المسجد من شكل مستطيل ينقسم إلى قسمين: القسم الشرقي وهو بيت الصلاة أو حرم المسجد، والقسم الغربي وهو الصحن تتوسطه فسقية للوضوء.


يحيط بالصحن أربعة أروقة ذات عقود محمولة على أعمدة رخامية تحمل قباباً صغيرة منقوشة من الداخل ومغشاة من الخارج بألواح من الرصاص وبها أهلة نحاسية.


في وسط الصحن المكشوف نجد قبة للوضوء أنشأت سنة "1263 هجرية - 1844م" ذات رفرف خشبي ومقامة على ثمانية أعمدة رخامية وباطن هذة القبة زين برسوم ملونة تمثل مناظر طبيعية متأثرة بالأسلوب الغربى


بداخل هذه القبة قبة أخرى ثمانية الأضلاع لها هلال رخامي نقش عليها بزخارف بارزة عناقيد عنب، وبها طراز منقوش ملون مكتوب عليه بالخط الفارسى بقلم الخطاط "سنكلاخ " آيات قرآنية للوضوء، وتحمل التاريخ سنة "1263 هجرية - 1844م".


وبحسب البيانات الصادرة مؤخرا عن جهاز الإحصاء، فإن محافظة الشرقية تأتي في المركز الأول من حيث انتشار عدد المساجد والزاويا بها، يليها محافظة البحيرة، ثم القاهرة، وتمثل هذه المساجد تطورا في فن العمارة والتي تطورت تطورًا سريعًا ساير ركب الحضارة الإسلامية فتتعدد أشكالها وأساليبها تبعا لتعدد وتغير وظائفها، فالعمارة الإسلامية بدأت ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا على أننا إذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها، وعلى ذلك نجد أن أول عمل قام به الرسول صلى آله عليه وسلم عند هجرته من مكة إلى المدينة هو بناء المسجد في مربد التمر الذي بركت فيه ناقته وكان بناؤه بدائيا بسيطا فكانت مساحته 60 في70 ذراعًا وجدرانه من اللبن وسقف جزء منه بسعف النخيل وترك الجزء الآخر وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل، نهج بعد ذلك المسلمون هذا المنهج في بناء مسجد البصرة عام 14 هـ ومسجد الكوفة عام 18 هـو كانت مساجد الكوفة والبصرة خالية من المحاريب المجّوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.