الجمعة 22 نوفمبر 2024

مقالات

التحديات متشابهة.. والنصر مستمر

  • 24-4-2022 | 15:04
طباعة

من رحم المستحيل يولد الإصرار وتتولد العزيمة لتحقيق الأهداف وإزالة الصعوبات والتعامل مع التحديات حيث حاول عدونا مرارا على إحباط إرادتنا باحتلال عسكري غاشم لم يفلت من عواقبه شجر ولا حجر ولا نساء أو شيوخ ولا حتى أطفال كانوا يرمقون المستقبل.
 

وضع عدونا المتاريس وأقام الخطوط الحصينة وتحالف مع قوى عظمى ليس لهزيمتنا فقط بل لبث الإحباط بداخلنا ببناء خط دفاعي حصين حار فيه الخبراء العسكريون لمواجهته والتغلب على ما أعدوه وعلى الرغم من أن البعض حول العالم وقتها تغنى بتلك الحصون وفند أسباب قوتها معلنا أن المستحيل أقرب للمصريين من تجاوزه وانهم بحاجة إلى قنابل ذرية لمجرد محاولة تجاوزه إلا أن المصري لم يتسلم الرسالة وفق ما أرادوا وهو أن نقبل بالأمر الواقع وان نرضى بما أريد أن يفرض علينا لكن المصري تسلم ذلك البناء المحكم الذي اعده عدوه له على أنها رسالة خوف وارتعاب منه لأنه يدرك أن المصري حين تتهيأ له أقل أسباب النجاح يحقق المعجزة.
 

وشق المصريون جدار اليأس فعبروا ورفعوا العلم ودكوا الحصون على الرغم من الفارق الكبير بين معداته ومعدات عدوه التي كانت الأقوى والأسرع والأكثر تدميرا لكنها لم تكن قادرة على تدمير غيمانه بأن النصر قريب.
 

ومن جديد تهل علينا ذكرى تحرير سيناء الغالية متزامنة مع أيام وليال مباركة تتعانق فيها السماء مع الأرض وسط تسابيح وصلوات ودعوات تتعلق برجاء الله كما تتشابه الظروف التي يعيشها المصريون من تداعيات أزمة عالمية إثر الحرب الأوكرانية الروسية تتطلب منا أن نستدعي تلك اللحظات التي كانت تسبق النصر وأن نتذكر كم كانت الصعوبات كبيرة مقارنة بأحلامنا كما يجب علينا أن نستلهم من الاصطفاف لتحرير سيناء وأنه كان الدرع الأصلب في صد العداء يجب علينا أن ندع القلق جانبا وأن تلك اللحظات الضاغطة ستمر كمثيلاتها في تاريخ المصريين وهنا يجب أن نذكر أنفسنا بقدرتنا على تحمل إصلاح اقتصادي كان قاسيا وباهظ الثمن من أجل كسر تلك الحالة من العوز والفقر والدفع بالبلاد إلى الأمام فتمكن صبرنا على تلك الإصلاحات من توفير فوائض مالية كانت داعمة لنا في مواجهة أزمة كورونا التي استمرت عامين ومازال العالم يسعى إلى التعافي منها ولولا ذلك الجلد الذي تحمله المصريون لكان وقع الأزمة الروسية الأوكرانية أشد وطأة وإيلاما مما نراه.
 

نعم هناك أوضاع صعبة لكننا ستعبرها ونرمقها بطرف عيوننا ونحن نبني جمهوريتنا الجديدة التي ستمحو سنين المناكفة مع عقود من تجنب المواجهة مع وضع اقتصادي صعب كان الجميع يخشى الاقتراب من تفعيل حلوله إلى أن تعاهد المصريون مع الرئيس عبد الفتاح السيسي على فتح الملفات الصعبة في أجواء من المكاشفة والشفافية كان يرقبنا عدونا باندهاش عظيم ونحن نحقق الخطوة تلو الخطوة.
 

ويجب علينا جميعا أن نتذكر أن الاحتلال ليس مجرد تواجد غزو على أرضك بل هناك احتلال أصعب وهو احتلال العقول حيث يحاول المرجفون من بقايا تنظيم الإخوان أن يستدعوا حالة الإحباط التي أثمرت حالة الغضب قبل 2011 لتنتج تحركا في الاتجاه الخاطئ حيث يحاول هؤلاء تحت رغبة التشفي والانتقام من نبذهم الشعبي غير المسبوق في التاريخ توصيف الوضع الحالي بأنه بداية النهاية وأن نهايته ستفش صدور قوم متآمرين وهو استمرار لحالة الاستغباء التي لم تغادرهم إلى الآن وتسمح لهم بوهم زائف أن عقارب الساعة يمكن أن تعود إلى الوراء.
 

إن التشابه بين تحقيق النصر في تحرير سيناء متشابه للغاية مع حالة تحقيق النصر الاقتصادي المنشود فكما قدمت القوات المسلحة الباسلة شهداء قدموا أرواحهم وجب علينا اليوم أن نصون تلك التضحيات ونطهر عقولنا من مساحات الإحباط والتشكيك التي يروجها من لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة مدفوعين بمشاعر الحقد من ضياع أوهامهم في الاستمرار في حكم مصر دون إرادة شعبية استخدموها ليصلوا إلى الحكم ثم انقبلوا عليها يوم أن طالبتهم بالرحيل.
 

ونحن نتذكر تلك المناسبة العظيمة يحب أن نقدم الشكر والامتنان لأسر الشهداء الذين قدموا فلذات أكبادهم التي كانت تمشي على الأرض في سبيل أن نحيا في أمن وكرامة وكبرياء وحري بكل مصري أن يرفع قدرهم ويشير إليهم بكل الفخر وليكن إيماننا بتجاوز الصعاب راسخا طالما كان مشفوعا بوعي يقظ واصطفاف وطني متين.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة