أطلق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عددًا جديدًا من سلسلة "بقلم خبير"، والتي تختص بتحليل مختلف الموضوعات المطروحة على الساحة من وجهة نظر أحد الخبراء والمتخصصين.
وجاء العدد بعنوان: "مصر والطاقة المستدامة.. وسلاسل الإمداد"، بقلم الدكتورة سارة الجزار عميد كلية النقل الدولي واللوجستيات بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ليحلل الوضع الحالي للطاقة المستدامة في مصر، وأثر استخدامها على سلاسل الإمداد، في ضوء تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي بصفة عامة والاقتصاد المصري بصورة خاصة.
ويسلط العدد الضوء على مجموعة من السياسات المقترحة لجعل مصر شريكًا محوريًا في سلسلة إمدادات الطاقة العالمية خاصة في ضوء المساعي المصرية للانتقال إلى مصادر متجددة وأكثر استدامة للطاقة بما في ذلك الاتجاه مؤخرًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بعد أن اتخذت مصر خطوات جادة لخفض اعتمادها على مصادر الطاقة الملوثة للبيئة، بما يعزز من مكانتها كمركز إقليمي للطاقة.
وتطرق العدد إلى تأثيرات الأزمة الروسية الأوكرانية على سلاسل الإمداد، حيث أفضت إلى خنق إمدادات العالم من منتج رئيسي للبترول والمعادن والمحاصيل مما أدى إلى زيادة حدة معدل التضخم العالمي والتأثير سلبًا على سلاسل الإمداد، مشيرًا إلى أن مصر لم تكن بمعزل عن تلك التداعيات السلبية التي أثرت على الاقتصاد العالمي ككل.
وذكر أن تلك الأزمة كان لها بعض التأثيرات الإيجابية على مصر والتي تتعلق في المقام الأول بالغاز الطبيعي إذ تعد زيادة احتياج أوروبا إلى الغاز في ظل ارتفاع أسعاره فرصة جيدة لمصر لزيادة صادراتها من الغاز المسال، فضلا عن خلق فرص تصديرية جديدة لقطاعات الأسمدة والبتروكيماويات.
وأشار إلى الإنجازات التي تحققت في ذلك الإطار داخل قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، فأصبحت مصر مركزا محوريا للربط الكهربائي بين ثلاث قارات، كما قفزت مصر من المرتبة 144 في عام 2016 إلى المرتبة 77 في عام 2020 في مؤشر الحصول على الكهرباء، وهو ما يعكس التطور المحقق في قطاع الكهرباء، علاوة على ذلك تم إنشاء مجمع "بنبان" للطاقة الشمسية في أسوان كأحد المشروعات الرائدة في ذلك المجال، وحاز على جائزة البنك الدولي كأفضل مشروع في 2019.