ظهر في التاريخ الكثير من العلماء المسلمين البارزين الذين قاموا بإسهامات عديدة في العلم ومختلف المجالات، منها: العلوم العلمية والتطبيقية والدينية واللغوية والعقائدية والفلسفية والطبية والاجتماعية وغيرها.. بل وقاموا بتأسيس مناهج وقواعد علمية متكاملة لأشهر العلوم وأهمها التي أفادت البشرية كلها حتى وقتنا هذا، وسنقدم كل يوم عالم مسلم خلال أيام شهر رمضان المبارك، لنتعرف على إسهاماتهم على مر التاريخ، وما يتميز به، وسنذكر في أول سلسلة، أشهر وأبرز العلماء في اللغة والأدب، وما قدموه لهذا العلم.

علماء الفلسفة

أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ بن باجة التجيبي ( 487 - 533 هـ / 1095 - 1138 ) من أبرز الفلاسفة المسلمين، اهتم بالطب والرياضيات والفلك والأدب والموسيقى، وكان أحد وزراء وقضاة الدولة المرابطية.

بنى بن باجة الفلسفة العقلية على أسس الرياضيات والطبيعيات فنزع عن الفلسفة الإسلامية سيطرة الجدل، وخلع عليها لباس العلم. 

ويعد أول فيلسوف في الإسلام فصل بين الدين والفلسفة في البحث، وانصرف إلى العقل ولهذا اتهم بالإلحاد والخروج عن تعاليم الدين، وقد لام أبو حامد الغزالي لميله إلى التصوف. 

وقال ابن باجة إن الإنسان يستطيع بلوغ السعادة عن طريق العلم والتفكير لا بإماتة الحواس وتجسيم الخيال، كما يفعل المتصوفون، وقد رأى أن الغزالي خدع نفسه، وخدع الناس حين قال في كتابه «المنقذ من الضلال» إنه بالخلوة ينكشف العالم للإنسان".

فُقدت أصول كتب بن باجة العربية ولم ينقل إلينا منها إلا ما ترجم حينها إلى اللاتينية وما نقله من جاء بعده من الفلاسفة كابن رشد وابن ميمون، ومن أشهر هذه الترجمات، "تدبير الموحد"، ويتضمن هذا الكتاب تخيل بن باجة لمدينة لا يشغل أهلها غير تدبير واحد أو غاية واحدة طريقها العقل، فتتحقق لها ولهم السعادة، ويقسم بن باجة غايات الإنسان إلى جسدية وروحانية وعقلية وهذه الأخيرة هي أرقاها.

وكتب بن باجة "رسالة الوداع" والتي أهداها لأحد أصحابه المقربين وهو على أهبة السفر طويل خشي ألا يراه بعده، ورسالة "الاتصال"، وكتاب "النفس" وكتاب "الكون والفساد".

ومن مؤلفاته في الطب: "كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس"، و"التجربتين على أدوية ابن وافد"، و"اختصار الحاوي للرازي"، و"كلام في المزاج بما هو طب".