ظهر في التاريخ الكثير من العلماء المسلمين البارزين الذين قاموا بإسهامات عديدة في العلم ومختلف المجالات، منها: العلوم العلمية والتطبيقية والدينية واللغوية والعقائدية والفلسفية والطبية والاجتماعية وغيرها، بل وقاموا بتأسيس مناهج وقواعد علمية متكاملة لأشهر العلوم وأهمها التي أفادت البشرية كلها حتى وقتنا هذا، وسنقدم كل يوم عالم مسلم خلال أيام شهر رمضان المبارك، لنتعرف على إسهاماتهم على مر التاريخ، وما يتميز به، وسنذكر في أول سلسلة، أشهر وأبرز العلماء في اللغة والأدب، وما قدموه لهذا العلم.
علماء الفلسفة
ابن رشد ( 520 - 595 هـ / 14 إبريل 1126 - 10 ديسمبر 1198 م)، هو فيلسوف أندلسي مسلم، وطبيب، وفقيه، وقاضي، وفلكي، وفيزيائي.
درس الفقه والأصول والطب والرياضيات والفلسفة، وبرع في علم الخلاف وهو علم من علوم الفقه الإسلامي، ومارس الطب وتولى قضاء قرطبة في عام 578 هـ / 1182 م.
ويعد ابن رشد من أهم فلاسفة الإسلام، حيث أنه دافع عن الفلسفة وصحح للعلماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابي فهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو.
يرى ابن رشد في فكره أن لا تعارض بين الدين الإسلامي والفلسفة، ولكن هناك بالتأكيد طرقًا أخرى يمكن من خلالها الوصول لنفس الحقيقة المنشودة.
ولابن رشد علومه المختلفة سواء في مجال علم الفلك الذي ان مغرمًا به منذ صغره، ومن خلال تفحصه وتأمله في السماء قدم للعالم اكتشافات وملاحظات فلكية جديدة، واكتشف نجمًا لم يكتشفه الفلكيون الأوائل، وكذلك اسهاماته في علوم الفيزياء ووعلم النفس وأدبيات الأخلاق والطب وغيرها... كما أن له مكانة علمية وثقافية كبيرة عند الغرب.
قدم ابن طفيل "بن رشد" لأبي يعقوب خليفة الموحدين فعينه طبيبًا له ثم قاضيًا في قرطبة، حيث تولّى ابن رشد منصب القضاء في أشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، تعرض ابن رشد في آخر حياته لمحنة حيث أبعده أبو يوسف يعقوب إلى مراكش وتوفي فيها (1198 م).