الثلاثاء 10 يونيو 2025

ثقافة

مساجد مصر.. محمد بك أبو الذهب (30-25)

  • 26-4-2022 | 14:36

مسجد محمد بك أبو الذهب

طباعة
  • عبدالله مسعد

قديمًا كان يطلق على القاهرة مدينة الألف مئذنة لكثرة عدد مآذن المساجد بها، والتي بلغى عددها 500 مسجد، ربما قيلت تلك المقولة قديماً، قبل أن تنهار مئات المآذن بفعل الكوارث الطبيعية، مثل زلزال 1302 ميلادية، أو حتى زلزال 1992، وكذلك بفعل حرائق الفسطاط، أو تتابع الدول والممالك على مصر، أو ربما قيلت فى مرحلة متأخرة، حيث زادت عدد المساجد بشكل كبير خلال القرون الأخيرة، حيث أن بيانات إحصائية أخيرة قالت إن إجمالى عدد المساجد والزوايا الموجود بمصر بلغ 132 ألفا و809 مساجد وزاوية، منها 102 ألف و186 مسجدا، و30 ألفا و623 زاوية.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم يوميًا أحد أشهر المساجد التاريخية في مصر، ونتناول اليوم مسجد محمد بك أبو الذهب.

مسجد وتكية محمد بك أبو الذهب، أو كما يُعرف بـ"مجمع أبو الذهب"، أنشأه الأمير محمد أبو الدهب عام 1703م، ويقع فى شارع محمد عبده المتفرع من شارع الأزهر، وكان أبو الدهب تابعًا لعلي بك الكبير أحد أمراء مصر، ويعد ذلك المسجد رابع المساجد التي شُيدت في العصر العثماني.

المسجد مكون من 3 طوابق، وأُلحق بها السبيل والكتاب والحوض، قائلًا: "التكية كانت مخصصة عشان الصوفية، والحوض كان مخصصًا للدواب، لكن دلوقتي كله تراب وزبالة، والسبيل متقسم لصهاريج، لكن الحال مستمرش زي ما هو وكل حاجة اتغيرت".

وقد بُني المسجد على طراز المساجد المعلقة لتكون مرتفعة عن الطريق، وفتح بأسفلها الدكاكين، ولدى المسجد واجهتان، واحدة تطل على ميدان الأزهر ويتوسطها المدخل الرئيسي، والثانية تطل على المسجد الأزهر، وفي نهايته مدخل، وتغطيه قبة كبيرة تتكون رقبتها من 16 ضلعًا، والقبة مغطاة بنقوش مذهَّبة لم يبق منها سوى آثارها، وفى أسفل الرقبة طراز مموَّه بالذهب مكتوب به آيات قرآنية تنتهى باسم محمد بك أبو الذهب.

وبحسب البيانات الصادرة مؤخرا عن جهاز الإحصاء، فإن محافظة الشرقية تأتي في المركز الأول من حيث انتشار عدد المساجد والزاويا بها، يليها محافظة البحيرة، ثم القاهرة، وتمثل هذه المساجد تطورا في فن العمارة والتي تطورت تطورًا سريعًا ساير ركب الحضارة الإسلامية فتتعدد أشكالها وأساليبها تبعا لتعدد وتغير وظائفها، فالعمارة الإسلامية بدأت ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا على أننا إذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها، وعلى ذلك نجد أن أول عمل قام به الرسول صلى آله عليه وسلم عند هجرته من مكة إلى المدينة هو بناء المسجد في مربد التمر الذي بركت فيه ناقته وكان بناؤه بدائيا بسيطا فكانت مساحته 60 في70 ذراعًا وجدرانه من اللبن وسقف جزء منه بسعف النخيل وترك الجزء الآخر وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل، نهج بعد ذلك المسلمون هذا المنهج في بناء مسجد البصرة عام 14 هـ ومسجد الكوفة عام 18 هـو كانت مساجد الكوفة والبصرة خالية من المحاريب المجّوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة