حالة من القلق أثارها ظهور التهاب كبدي غامض، رُصدت حالات إصابة به بين الأطفال على مستوى العالم خلال الأيام الماضية وحذرت منه منظمة الصحة العالمية، فوصل عدد الحالات المسجلة به 169 حالة في 12 دولة حتى الآن، فيما رصدت حالة وفاة واحدة به حتى الآن.

وعن هذا الفيروس، قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الكبد ورئيس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، إن التهاب الكبد الغامض الذي أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية مؤخرا بين الأطفال سجل حتى الآن حالة وفاة واحدة فقط بين الأطفال في إنجلترا، وعدد حالات الإصابة به قليلة، فحتى الآن تقدر بنحو 169 حالة أكثرهم في بريطانيا بواقع 114 حالة وبقية الإصابات في نحو 11 دولة أخرى من بينها إسرائيل.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه تم رصد إصابات بهذا المرض من عمر شهر وحتى 16 سنة، وقد وضعت منظمة الصحة العالمية تعريفا للحالات المشتبهة بظهور الحالات اعتبارا من أول أكتوبر 2021، حيث كان هناك نحو 5 حالات في ولاية أمريكية رصدت في نوفمبر الماضي أي منذ نحو 6 أشهر تقريبا، ما يعني أن المرض لا يشبه كورونا وليس تفشيا وبائيا شمل دول العالم.

وأكد أن تحذيرات منظمة الصحة العالمية لمراكز الرصد الوبائية جاءت بسبب المضاعفات، فمن بين عدد الإصابات وهي 169 هناك تقريبا 17 طفل منهم احتاجوا زرع كبد أي حوالي 10%، وهنا مكمن الخطورة لأن هناك حالات تدخل في مضاعفات وتصل إلى زرع الكبد، مضيفا أن الإصابات حتى الآن مجهولة المصدر فلم يوجد فيها أي من نتائج تحليل الفيروسات المعروفة التي تستوطن الكبد وهي فيروس A وB وC وE.

وأضاف أن منظمة الصحة العالمية أصدرت التحذيرات حتى ينتبه العالم للأعراض في هذا السن الصغيرة، والانتباه لأعراض الجهاز الهضمي مثل القيء والإسهال وآلام البطن، وعمل تحاليل إنزيمات الكبد وفي حالة وجدت النتيجة أكثر من 500 وحدة فهذا يعني الإصابة مجهولة المصدر، موضحا أن حالات الإصابة بها نحو أكثر من 30% مصابة بالفيروس الغدي، ونحو 20 حالة من 169 وجد لديهم فيروس كورونا و19 حالة عندها التهاب مزدوج بالفيروسين.

وشدد أستاذ الكبد أنه حتى الآن لم يتضح أن سبب التهاب الكبدي الغامض هو الفيروس الغدي أو كورونا، فالبعض روج أن تطعيم كورونا هو سبب لكن اتضح أن الغالبية العظمى من الأطفال المصابين غير مطعمين بلقاح كورونا، موضحا أن مصر لم تشهد حالات إصابة به، فأكدت وزارة الصحة أنه لم يتم رصد أية حالات مصابة به حتى الآن.

 

الوقاية من التهاب الكبد الغامض

وعن سبل الوقاية من التهاب الكبدي الغامض، فأوضح أن أهم الإجراءات هي غسل الأيدي بالماء والصابون بالطريقة الصحيحة وتعليم الأطفال هذه الطريقة، وكذلك في حالة ظهور أي أعراض للجهاز التنفسي عند الطفل يجب عزله، ثم التوجه للطبيب للخضوع لإشراف طبي فورا في حالة وجود علامات لاضطرابات الجهاز الهضمي مثل القيء والإسهال وآلام البطن، مضيفا أنه في وزارة الصحة المصرية وفي كل دول العالم تم التعميم بعمل وظائف الكبد فإذا كانت أكثر من 500 يتوقع أن تكون هذه الإصابة هي حالة التهاب كبدي مجهول المصدر، ومن ثم إبلاغ وزارة الصحة واتخاذ الإجراءات اللازمة.

وشدد على أهمية الإشراف الطبي الكامل تجنبا لحدوث أية مضاعفات، فيجب أن يكون هناك متابعة طبية دقيقة لهؤلاء المرضى في حالة الاشتباه في تلك الحالات وإدخالهم المستشفيات فورا.

وفي وقت سابق، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن طفلا واحدا على الأقل توفي في أعقاب زيادة مرض التهاب الكبد الحاد غير معروف السبب لدى الأطفال، فيما تم تسجيل 169 حالة لدى أطفال في 12 دولة، موضحة أنه حتى 21 أبريل، تم تسجيل حالات حادة لالتهاب الكبد غير معروفة السبب في كل من بريطانيا والولايات المتحدة وإسبانيا وإسرائيل والدنمارك وإيرلندا وهولندا وإيطاليا والنرويج وفرنسا ورومانيا وبلجيكا.

ووفقا للمنظمة فإن 114 حالة من بين 169 حالة كانت في بريطانيا وحدها، والحالات المسجلة كانت لدى أطفال تتراوح أعمارهم بين شهر واحد و16 سنة، وأن 17 منها احتاجت لعمليات زرع كبد، موضحة أنها تراقب الوضع وتتعاون في هذا المجال مع السلطات الصحية البريطانية والدول الأخرى الأعضاء والشركاء.