تدخل الإعلانات الرمضانية دائرة الانتقاد والنقد بحكم كثير من العوامل، لعل أهمها الميزانية الضخمة التى يتم صرفها على هذه الإعلانات، وكذلك كثرة المحتوى الإعلانى واحتوائه على غالبية نجمات ونجوم الفن والرياضة والمجتمع.
والحقيقة بات الكثير من السيدات عاملات وربات بيوت يتساءلن: أين ذهبت إعلانات السمن والسكر والأرز؟.. تلك الإعلانات التى يحتاجها كل بيت مصرى فى رمضان، لاسيما وسط أزمة اقتصادية صعبة تريد فيها ربة المنزل ومدبرته معرفة أجود الأنواع الغذائية الاستهلاكية للمأكولات، وياليتها لو تكون ذات أسعار معقولة.
ولكن ما يطل علينا فى رمضان كل سنة هو إعلانات العقارات وشركات المحمول والبنوك البعيدة كل البُعد عن الاستعداد والرغبة لدى أفراد البيت المصرى فى هذا الشهر، والذى يهتم بشيئين.. الأكل والمسلسلات، ولا ثالث لهما!
من ضمن الباقة الإعلانية الضخمة التى تطل علينا إعلان لشركة محمول يقدم أغنية "الدنيا ربيع" للفنانة الكبيرة سعاد حسنى فى فيلمها الشهير "أميرة حبي أنا" مع تغيير فى الكلمات، ويظهر فى الإعلان ثلاث نجمات؛ نيللى كريم، منى زكى، ودينا الشربينى، يحاولن تقليد سعاد فى رقصاتها وحركاتها وملابسها، ومعهن مجموعة من الراقصات يلبسن ملابس السندريلا فى الفيلم ذاته.
بالطبع يحاول الإعلان تقديم النجمات الثلاث على أنهن امتداد للسندريلا اليوم! ورغم أن مسلسل السندريلا الذى قدمته منى زكى منذ سنوات لم يجد نجاحاً بين الجمهور المصرى والعربى، الذى وجد وقتها أن مجرد تقديم منى لشخصية سعاد حسنى هو ظلم كبير لمنى زكى؛ لأنه لا وجه للمقارنة بين سعاد ومن عاصرنها من نجمات جيلها، فكيف تستطيع فنانة من الجيل الحالى لا تملك صوت سعاد حسنى ولا طريقتها فى الاستعراض أن تقنع ملايين المشاهدين بأنها الشبيه للسندريلا فى مسلسل! لذا لم يتفاعل الجمهور مع منى ولم يلق المسلسل النجاح المتوقع.
تظهر منى زكى من جديد وتوافق على تقديمها شبيهة بالسندريلا مرة أخرى، أو لعلها تخيلت أنها سندريلا الشاشة اليوم بعد نجاح مسلسل وفيلم لها مؤخرا، تقاسمها الشعور نيللى كريم ودينا الشربينى اللتان تحاولان وتحاولان ولكن مثل منى لا تملكان أدوات سعاد ولا نجاحها.
وبعد ذلك أين النجاح الذى كان متوقعا بعد كل ذلك للإعلان... لا شىء.
ليسبقهن بمراحل إعلان ياسمين عبد العزيز وكريم عبدالعزيز لشركة محمول أخرى، حسب استطلاعات الرأي.
فى الماضى منذ أكثر من عشرين سنة كانت تقدم الإعلانات الوجوه الجديدة للسينما والتليفزيون، قدمت الإعلانات نيرمين الفقى وياسمين عبد العزيز وروبى وداليا البحيرى وغيرهن، ولكن اليوم يظهر بشكل جلى أن العكس هو الصحيح، تتنافس نجمات التليفزيون والسينما على الكعكة الإعلانية شأن منافستهن على المسلسلات!
وربما ساعدت الخبرة والخلفية المهمة فى صنع الإعلان لدى ياسمين عبد العزيز وروبى فى العودة إلى المجال الدعائى بنجاح، لاسيما أن كلتيهما مازال لديهما كاريزما خاصة جدا يتقبلها الجمهور بإيجابية كبيرة.
تحدثت مع الناقدة الفنية "ماجدة خيرالله" حول رأيها فى إعلانات هذا العام، لاسيما إعلان شبيهات سعاد حسنى ورمضانهن الربيعى، فقالت: "فكرة أن فيه واحدة تحاول تقليد سعاد حسنى ده جريمة فى حق من تحاول تقليدها لأن سعاد تركيبة صعب ان حد يقترب منها ليه مش بنقول ده على فاتن حمامة مثلا لان سعاد كانت ممثلة ومغنية وترقص كل أشكال الفنون قدمتها وبعدين روحها وكريزمتها آخذه وصعب الاقتراب منها لذلك لما جابوا ثلاثة فنانات مهما لبسن أو اتنططوا لن يقتربن من سعاد وهذا أدى ان الناس تسخر من الاعلان بل وتبتعد عنه".
الناقدة الفنية ماجدة خير الله
الأمر الاخر "وجدنا إعلانات لفنانين آخرين كانت إعلانات ثقيلة الظل وأثارت سخرية، الحكاية ليست أن تحضر نجم والسلام ده موضوع متكامل من كلمات جيدة مكتوبة وموسيقى وطريقة تصميم الاعلان للأسف الناس سهل انها تهاجم الممثل الذى يقدم الاعلان ولكن هو لا ذنب له لأن الإعلان موضوع متكامل.
فى نظرى أفضل إعلان هو إعلان ياسمين عبد العزيز، وكريم عبد العزيز إعلان جميل وعاجب الناس ودمه خفيف...
فى كل العالم كل النجوم تقدم اعلانات وتحقق نجاح ويحضروا له أهم المخرجين لاخراج هذا الاعلان وهذا الاعلان يشكل عنصر مهم فى اقتصاد وماديات النجم لذا كل نجم فى أى مجال يحتاج لتقديم اعلان مهما كان مشهور!
بداية من حصلوا على أوسكار مثل أنتونى هوبكنز أو الباتشينو
عندنا بيستسهلوا مجرد أنه أحضر نجم ودفع فلوسه ينتظر ان الاعلان ينجح وهذا لم يحدث يعنى أسال لماذا تحضر وتكلف اعلان عمرو دياب فى اعلان للبريد المصرى وتصوره وهو بيجرى يعنى ماهذا! وايه علاقته بالاعلان مع انه ممكن تجيب عمرو بيقدم منتج غذائى محترم لبناء العضلات مثلا أو للمحافظة على الصحة والناس تستفيد وتصدق الاعلان عوضا عن السخرية منه"!
وأتساءل اليوم أين ذهبت الإعلانات التى لها علاقة برمضان مباشرة إعلانات الغذاء أو محلات الحلويات أو اماكن بتعمل خيم رمضانية لسهرات رمضان مثلا، لكن مايتم تقديمه لاعلاقة له برمضان اطلاقا وعلشان كده الناس عزفت وابتعدت عن الاعلانات وذهبت إلى منصات ليس بها اعلانات يعنى الجمهور المستهدف هرب منك ومن كم اعلانات لاعلاقة له بالشهر الفضيل ومن ظل يتابع التليفزيون بالاعلانات ده المواطن الغلبان الذى لايملك رفاهية الذهاب لمنصات المشاهدة أو ليس لديه انترنت وهو بالطبع ليس الجمهور المستهدف لاعلانات العقارات واعلانات المستشفيات والتبرعات!
إذن اليوم فقد المعلن جمهوره أولا لسوء المحتوى الإعلانى وكثرتها، ثانيا ليس بها إعلانات تخص رمضان كما كان زمان، ثالثا كثرة المطالبة بالتبرع جعلت الناس تعزف عن كل الأماكن التى تطلب تبرعات بسبب الإلحاح وكثرتهم عبر رمضانات فاتت، ما جعل الناس تتخيل أن به منفعة ما للقائمين عليه!
الحقيقة الإعلانات لم يعد يتابعها كثير من الناس بل يستغل الكثيرون فترة الاعلانات فى عمل الشاى أو عمل اى شىء كالطعام مثلا مع خفض الصوت!
ضرورى جدا على المعلنين فى السنوات المقبلة أن يكون لديهم دراسة جدوى جيدة تحدد الجمهور المستهدف فى وقت مناسب وهل هذه الإعلانات تحدث الأثر المرجو منها فعلا أو لا!
يجب أن يفكر المعلنون مرة أخرى عوضا عن إهدار الأموال لأن كثافة الإعلانات وكثرتها مع افتقارها للابتكار جعلت الناس تزهق وتبتعد عنها.