الأحد 22 سبتمبر 2024

نص وموضوع خطبة عيد الفطر المبارك 2022 في مصر (فيديو)

صلاة عيد الفطر

تحقيقات2-5-2022 | 00:36

أماني محمد

ساعات قليلة ويؤدي المصريون صلاة عيد الفطر المبارك 1443هـ / 2022م، في المساجد والساحات التي حددتها وزارة الأوقاف المصرية لأداء الصلاة، حيث حددت موضوع خطبة عيد الفطر عن العيد وسننه والأعمال المستحبة بعده، وستكون صلاة عيد الفطر في تمام الساعة 5:36 دقيقة صباحًا حسب التوقيت المحلي للقاهرة، وتتفاوت مواعيد الصلاة وفقا لكل محافظة.

وشددت الوزارة على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية كخطبة الجمعة.

 

نص خطبة عيد الفطر المبارك

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، اللهُ أکبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلَا، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، واشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبِهِ ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ

 

فاليومُ يشرقُ علينَا عيدُ الفطرِ المبارك لينشرَ على الدنيا الفرحَ والبهجةَ والسرورَ فهو يومُ الجائزةِ الكبرى، حيثُ تتجلَّى عوائدُ الكرمِ الرباني، فيفرحُ الصائمونَ بصیامِهِم وقيامِهِم، واجتهادِهِم في العبادةِ، وإنفاقِهِم في وجوهِ الخيرِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، ويقولُ نبیُّنَا(صلَّی اللهُ عليه وسلم): (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ عزَّ وجلَّ فَرِحَ بصَوْمِهِ).

 

وفي الأعيادِ تتجسدُ مظاهرُ الفرحِ المشروعِ، فقد قدِمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعَبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ؟ قالوا: كُنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهِما خيرًا مِنهما: يومَ الأضحى، ويومَ الفطرِ) ولا شكَّ أنَّ شكرَ اللهِ (عزَّ وجلَّ) على نعمِهِ مِن أهمِّ مظاهرِ الاحتفالِ بالعيدِ، فإنَّ الصيامَ والقيامَ وسائرَ صنوفِ العباداتِ نعمٌ مَنَّ اللهِ عزَّ وجلَّ بها على عبادِهِ، ووفقَهُم للقيامِ بها وإتمامِهَا، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، كما يستحبُّ في العيدِ الحرصُ على صلةِ الأرحامِ، وتوطيدِ العلاقاتِ الاجتماعيةِ بالتآزرِ والتآلفِ، والعملِ على إغناءِ الفقراءِ عن السؤالِ في هذا اليومِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) ويقولُ صلَّی اللهُ عليه وسلم: (إنَّكَ لن تُنْفِقَ نفقةً تبتَغِي بها وجهَ اللهِ عزَّ وجلَّ إلَّا أُجِرْتَ بها حتَّى ما تجعلُ في فَمِ امرأتِكَ) ويقولُ صلَّي اللهُ عليه وسلم (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) ويقولُ صلَّي اللهُ عليه وسلم (أُغنُوهُم عن المسألةِ في هذا اليومِ)

ومِن شکرِ نعمةِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) على توفيقهِ للطاعةِ المداومةُ عليهَا بعدَ شهرِ رمضانَ فإنَّ أيامَ العامِ كلِّهِ مواسمٌ للطاعةِ، وإذَا كانتْ أبوابُ الجنةِ قدْ فُتحَتْ في رمضانَ فإنَّهَا لا تغلقُ بعدَهُ، حيثُ يقولُ نبیُّنَا (صلَّی اللهُ عليه وسلم): (تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَومَ الإثْنَيْنِ، ويَومَ الخَمِيسِ)، ويقولُ (صلَّی اللهُ عليه وسلم): (ما منكُم مِن أحدٍ يتوضأُ فيبلغُ أو فيسبغُ الوضوءَ، ثُم يقولُ: أشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، إِلّا فتحتْ له أبوابُ الجنةِ الثمانيةُ يدخلُ مِن أيِّها شاءَ)

 

والمداومةُ على الطاعةِ امتثالٌ لأمرِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) حيثُ يقولُ: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )، وقد سُئِلَتْ السيدةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: هلْ كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْتَصُّ مِنَ الأيَّامِ شيئًا؟ قالَتْ: لَا، كانَ عَمَلُهُ دِيمَةً) ويقولُ الحسنُ البصريُّ رحمَهُ اللهُ)  إنَّ مِن جزاءِ الحسنةِ الحسنةُ بعدَهَا .

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين سيدِنَا محمدٍ (صلَّی اللهُ عليهِ وسلم)، وعلَى آلهِ وصحبهِ أجمعين.

 

ومِن الأعمالِ التي يُستحبُّ المواظبةُ عليهَا، ما سنَّهُ لنَا نبیُّنَا (صلَّى اللهُ عليه وسلم) مِن الصيامِ في شهرِ شوال، فقد أرشدَنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم إلى فضلِ صيامِ ستٍّ مِن شوال، وحثَّ عليهَا، ورغبَ في صيامِهَا، حيثُ يقولُ: (مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ) كمَا يُستَحَبُّ المداومةُ على القيامِ، والذكرِ، وقراءةِ القرآنِ، وسائرِ الطاعاتِ التي کنتَ تحرصُ عليهَا في هذا الشهرِ الفضيلِ.

 

ضوابط صلاة عيد الفطر

أعلنت وزارة الأوقاف أنه يجرى الإعداد من خلال المديريات الإقليمية لتجهيز أكثر من 600 ساحة من الساحات الملحقة بالمساجد الكبرى لصلاة عيد الفطر المبارك، إضافة إلى إقامتها بجميع المساجد الكبرى والجامعة وفتح جميع مصليات السيدات بالمساجد الكبرى التي تقام بها صلاة العيد، مع السماح باصطحاب الأطفال لإدخال البهجة عليهم، والتوجيه بفتح المساجد قبل الصلاة بنصف ساعة على الأقل، مع تشكيل غرفة عمليات بالوزارة لمتابعة الإعداد لصلاة عيد الفطر المبارك.

 

وشددت الوزارة أن مديريات الأوقاف وحدها هي المنوط بها الإعداد لصلاة العيد، سواء بالمساجد، أم بالساحات الملحقة بها، في إطار ولايتها الشرعية والقانونية على المساجد باعتبارها من الولايات العامة التي تقوم بها مؤسسات الدولة وليس لأحد من الناس أن يفتئت على سلطة الدولة في ذلك لا شرعًا ولا قانونًا.

 

ذلك مع بيان أن صلاة العيد سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجوز أداؤها بالمساجد أو بالساحات المعدة المهيئة لذلك التي يحددها ولي الأمر أو من ينوب عنه نيابة شرعية وقانونية وفق ما تقتضيه المصلحة المعتبرة التي يقدرها ولي الأمر أو من ينوب عنه، ومن فاتته صلاة عيد الفطر جماعة أو حبس عنها لعذر جاز له أن يصليها منفردًا حيث كان، في بيته، أو حقله، أو محل عمله أيا كان.

 

مع التأكيد أن صلاة العيد في المسجد الجامع لا تقل أجرًا ولا ثوابًا عن صلاتها في الخلاء، وذكر الإمام الشافعي (رحمه الله) في كتابه الأم أنه: "إن عُمِّرَ بلدٌ فكان مسجد أهله يسعهم في الأعياد لم أر أنهم يخرجون منه، وإن خرجوا فلا بأس".

 

بل لقد ذهب الإمام النووي (رحمه الله) في شرحه على صحيح مسلم إلى أن صلاة العيد أفضل في المسجد إذا اتسع، وقال في كتابه المجموع: "وإن اتسع المسجد ولم يكن عذر فوجهان أصحهما أن صلاتها في المسجد أفضل"، فالأمر في صلاة العيد على السعة، وفق ما تقتضيه المصالح المعتبرة.