الإثنين 25 نوفمبر 2024

ثقافة

من روائع الإنشاد.. الشيخ وحيد الشرقاوي (30-30)

  • 1-5-2022 | 19:05

طباعة
  • عبدالله مسعد

الإنشاد الديني هو فن يربطه بالإسلام علاقة وثيقة وروحانية، فهو لون من ألوان الغناء باستخدام الآلات البسيطة التي صنعها الإنسان، وهو من الفنون الهادفة التي تسمو بالروح الإنسانية إلى أعلى مراتب السكينة والاطمئنان، عبر أصوات خاشعة وحناجر تصدح بكلمات طيبة تتسرب إلى روحك كلمات تحمل معاني التضرع والذكر لله سبحانه وتعالى.

وتقدم «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، كل يوم ابتهالًا لأحد المبتهلين المصريين الذين تناولوا في إنشادهم موضوعات عدة، كلها ذات طابع ديني، منها العشق الإلهي وأو مدح الرسول ووصف أخلاقه وتعالميه وسيرته الطاهرة.

المبتهل وحيد ابو الحسن الشرقاوي، ولد بقريه الدميين التابعة لمركز فاقوس في الرابع عشر من مايو عام 1949م، وكان والده شيخ للقرية، وحفظ القرآن الكريم وجوده بمعهد الخازنداره على يد الشيخ محمود خليل الحصري، حرص الشرقاوي علي حضورالموالد الكبيره بالقاهرة كمولدالإمام الحسين، والسيده زينب، والسيدة نفيسه، وعدد من موالد أولياء الله الصالحين.

تقابل الشرقاوي مع المخرج شوقي جمعه صاحب برنامج الفن الشعبي وسيد علي السيد صاحب برنامج أنغام من بلدنا وساعدوه علي تقديم فقرات للفن الشعبي، وإستطاع تقديم فقرات الفن الشعبي بالقناة الأولى حتي ذاع صيته أنذاك، وظل الشرقاوي يشارك بالحفلات والمناسبات حتي إعتمد مبتهلا بالإذاعة المصرية عام 1980، فكان أول فجر له مع القارئ إبراهيم الشعشاعي بمسجد الإمام الحسين، وقد زامل الشرقاوي كل قراء جيله كالشيخ الليثي، والشيخ السيد متولى، والشيخ أحمد عامر، والشيخ أحمد نعينع، والشيخ الطبلاوي، والمبتهل محمد عمران، المبتهل سعيد حافظ، والمبتهل ممدوح عبد الجليل.

اتسعت شهرة الشيخ فى أرجاء المعمورة، وبدأت تستضيفه البرامج الإذاعية والتليفزيونية، وفى عام 1970 شارك فى الاحتفالات بالمولد النبوى الشريف فى القرى والمحافظات، وفى عام 1974 تم اعتماده مبتهلاً بالإذاعة، وكانت اللجنة مكونة من الشيخ محمد الغزالى، وفضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضى، والشيخ محمد مرسى عامر، والشيخ رزق خليل حبة، والشيخ عبد الجليل عيسى، وأستاذا الموسيقى محمود كامل وأحمد صدقى، والدكتور كامل البوهى.

وللإنشاد الديني قصة تؤكدها كتب التراث بأن بدايته كانت مع بداية الأذان، وكان الصحابي بلال بن رباح -رضي الله عنه- يجود في أذانه كل يوم 5 مرات، ويرتله ترتيلاً حسنًا بصوت جميل جذَّاب، ومن هنا جاءت فكرة الأصوات الندية في الإنشاد بالأشعار الإسلامية، ثم تطور الأمر على أيدي المؤذنين في الشام ومصر والعراق وأصبح له قوالب متعددة وطرق شتى.

وتؤكد كتب التراث الإسلامي أن بداية الإنشاد الديني كان على أيدي مجموعة من الصحابة، ثم مجموعة من التابعين. وكانت قصائد حسان بن ثابت، شاعر الرسول، صلى الله عليه وسلم، هي أساس المنشدين. ثم أنشدوا قصائد أخرى لغيره من الشعراء الذين كتبوا في موضوعات متنوّعة منها: الدعوة إلى عبادة الله الواحد، والتمسك بالقيم الإسلامية وأداء الفرائض، غيرها.

وفي عهد الأمويين أصبح الإنشاد فنًّا له أصوله وضوابطه وقوالبه وإيقاعاته، واشتهر كثير من المنشدين، وكان أكثر المشتغلين بفن الإنشاد الديني وتلحين القصائد الدينية، إبراهيم بن المهدي وأخته عَليَّة، وأبو عيسى صالح، وعبد الله بن موسى الهادي، والمعتز وابنه عبد الله، وعبد الله بن محمد الأمين، وأبو عيسى بن المتوكل، وغيرهم. وكان عبد الملك بن مروان في دمشق يشجع الموسيقيين وأهل هذا الفن ويدعمهم.

وفي عهد الفاطميين تطور فن الإنشاد، فأصبحوا أول من احتفل برأس السنة الهجرية، وبليلة المولد النبوي، وليلة أول رجب، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وغرة رمضان وعيد الفطر وغيرها من المناسبات. وفي بدايات القرن العشرين أصبح للإنشاد الديني أهمية كبرى، حيث تصدى لهذا اللون من الفنون كبار المشايخ والمنشدين الذين كانوا يحيون الليالي الرمضانية، والمناسبات الدينية. وتطوّرت قوالب الفن فأصبحت له أشكال متعددة وأسماء كثيرة تمجِّد الدين الحنيف، وتدعو لوحدة المسلمين، وتشجب الرذيلة، وتدعو إلى الفضيلة، كما ظهرت قنوات متخصصة للإنشاد.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة