الجمعة 10 مايو 2024

التدابير الشرعية لحماية البيئة (5– 7)


أ.د أحمد كريمة

مقالات5-5-2022 | 13:56

حماية الإسلام للمكونات البيئية - الهواء  

خلق الله – تعالى – الهواء الذي يتكون من عدة عناصر ومركبات كيميائية منها ما هو معروف ومنها ما هو غير معروف بنظام دقيق محكم " صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ ".

والهواء سبب الحياة للكائنات الحية علي سطح الأرض، وقد تعرض الهواء لمؤثرات متعددة هددته بالتلوث الذي يحمل في طياته أخطارًا وأكدارًا وعواقبَ لبني الإنسان خاصة الكائنات الحية عامة، وقد اعتني أهل الاختصاص ببيان مصادر الملوثات الهوائية وكلها ناجمة من فعل الإنسان .

وقد أولت الشريعة الإسلامية حماية الهواء من الملوثات عناية فائقة محكمة تشهد بريادتها وسموها وذلك بنصوص شرعية واستنباطات فقهية فمن ذلك:

أ – قول الله تعالي : "ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة"

وجه الدلالة: تلويث الهواء يؤدي إلي التهلكة فيجب اجتنابه.

ب- قوله سبحانه ":ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها".

 وجه الدلالة: تلويث الهواء صورة من إفساد الأرض فيكون فعله محرماً.

ح‌-  قوله جل شأنه: "من يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب   .

وجه الدلالة: تلويث الهواء لأنهم الله – تعالي – يجب اجتنابه .

د-قوله صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار ".

وجه الدلالة: تلويث الهواء ضرر للنفس وللغير وذلك منهي عنه بلسان الشارع .

هـ - نهي الرسول صلى الله عليه وسلم - عن كل مسكر ومفتر  .

وجه الدلالة: التدخين حرام لنهيه صلى الله عليه وسلم - عنه والتدخين بكافة صوره من ملوثات البيئة يجب اجتنابه .

وقوله صلى الله عليه وسلم: من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا ، وفي رواية فليعتزل مصلانا، "مسجدنا".

وجه الدلالة : إذا كان الشارع الحكيم شرع علي عدم تلويث الهواء بسبب الروائح الكريهة وهي في الأصل مما أحل الله – تعالي – فمن باب أولى يُحرِم ما هو اعظم أثرا كدخان المصانع وما أشبه .

ز- أفتى الفقهاء القدامي بوقف مصادر تلويث الهواء المسببة للأضرار والإيذاء، وضربوا أمثلة علي حسب عصورهم بدخان نار الحمامات والأفران والمدابغ، من هذه المصنفات "نهاية الرتبة في طلب الحسبة " للشيرازي "الإعلان بأحكام البنيان" للرامي .

وهذا كله يدل على وجوب حماية الهواء ليبقي نقياً به تصفو الحياة وتصح الأبدان.

Dr.Radwa
Egypt Air