تشهد أسعار الذهب عالميا ارتفاعات مستمرة رغم أن قرار البنك الفيدرالي بشأن سعر الفائدة كان يشير إلى انخفاض أسعار الذهب، ولكن ماحد العكس، حيث أرجع محلل سوق المال أحمد معطي، أن السبب في ارتفاع سعر الذهب ليكسر حاجز الـ 1900 دولار للأوقية، هو أن رفع سعر الفائدة لم يكن الأقوى أمام الأحداث الروسية الأوكرانية، ففي الأزمات يصبح الذهب هو الملاذ الأمن عن السندات المالية، لذا ارتفع سعر الذهب عالميا ليسجل نحو 1905 دولار للأوقية مقابل 1855 دولار للأوقية.
وأوضح أن هذا ما حدث في عام 2016 فبرغم قرار البنك الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة، إلا أن أسعار الذهب ظلت ترتفع ولم تتأثر بهذا القرار، مشيرا إلى أن أفضل وقت لشراء الذهب هو مع بداية الأزمة السياسية وأيضا في نهاية الأزمة، لذا اتخذ البنك المركزي المصري قرار بشراء 44.4 طن من الذهب خلال شهر فبراير الماضي أي مع بداية الأزمة الروسية الأوكرانية، فقد وقعت الحرب في شهر فبراير 2022.
وأشار إلى أن المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، أكد أن معدل البطالة سوف يتراجع ببطئ، واعترف أن الاقتصاد الأمريكي والذي يعد من أكبر اقتصاديات العالم قد تأثر بشكل كبير بالأزمة الروسية الأوكرانية، وأيضا تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا، وما ترتب عليها من أزمة في سلاسل التوريد، موضحا أن لذلك مازال المستثمرين يلجأون إلى الذهب كملاذ أمن.
وأشاد محلل سوق المال بقرار البنك المركزي المصري بشراء الذهب مع بداية نشوب الحرب ما بين روسيا وأوكرانيا، مشيرا إلى أن هذا القرار أكد أن البنك المركزي يمتلك عقليات فذة لها نظرة مستقبلية ممتازة لإدارة انعكاس الأزمات العالمية على مصر، فهذا القرار جاء بعدما نوهت روسيا أكثر من مرة أنها قد تقبل في تعاملاتها الاستيراد والتصدير عملة الذهب بدلا من الدولار، بعد العقوبات التي فرضت عليها نتيجة الحرب مع أوكرانيا.
وأكد أن اتجاه البنك المركزي إلى تنوع مصادر الاحتياطي الأجنبي شيء جيد، سوف ينعكس على الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة، ويقلل من خطر تداعيات الأزمات العالمية.