الأربعاء 29 مايو 2024

خيانة‭ ‬بأثر‭ ‬رجعى! (2)

12-7-2017 | 11:35

بقلم : سكينة السادات

يا بنت بلدى حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية السيدة رمزة 45 سنة خريجة جامعة القاهرة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والتى تعمل فى بنك أجنبى شهير, فقد حكت لى عن قصة حبها لأحد المعيدين بالجامعة, وكيف ارتبطا بحب جارف وتقدم المعيد لأسرتها للزواج منها, ورحبت الأسرة به رغم أنه كان فقيراً جداً ولا يملك شقة ولا مهرا ولا شبكة, ومع ذلك أصرت هى على إتمام الخطبة, وكان من حسن حظه أنه حصل على منحة لدراسة الدكتوراه فى جامعة جورج واشنطن بأمريكا, وفاتحه والدها فى أمر عقد قرانه بها قبل سفره, لكنه آثر أن يؤجل كل أمور الزواج لحين عودته حاصلا على الدكتوراه من أمريكا, حتى أن والدها عرض عليه أن يشترى شقة الزوجية وتأثيثها لحين عودته, فأخذها مسألة كرامة ورفض وقال إنه ربما يأخذ عروسه ويعود للعمل فى الخارج بعد أن يعقد قرانه عليها فى مصر! وقالت رمزة تباعدت المكالمات بيننا وصار نادراً ما يرد على الهاتف, ومر عامان ولم يأت مرة واحدة إلى القاهرة كما وعد, ثم فوجئت بأخيه الكبير وهو إنسان محترم يضرب جرس باب بيتنا!

***

وتستطرد السيدة رمزة قائلة: فرحت وقلت إن شقيقه جاء ربما لكى يعقد قرانها بتوكيل من أخيه كما اقترح عليه أبى, ولكن كانت المفاجأة الأليمة فيما قاله الرجل المحترم.. قال: أنا مكسوف جداً وآسف, وأخى فى أمريكا لا يعرف شيئا عن هذه الزيارة, لكننى لا أستطيع أن أنام من عذاب ضميرى, وأخى يقول إنه محرج ولا يستطيع أن يحدثكم فى أمر ما حدث فى أمريكا! فقد تزوج أخى فعلا من إحدى زميلاته فى أمريكا والتحق بعمل فى إحدى الشركات, وأرسل إلى أمه قائلا إنه لن يستطيع أن يعود إلى القاهرة لأن الجامعة سوف تطالبه بكل نفقات منحة الدكتوراه ما دام لم يلتحق بالعمل بها, وقال إنه لا يستطيع أن يواجهك بهذا الموضوع لأنه لا ذنب لك فيما جرى!

***

واستطردت السيدة رمزة.. ومرضت عدة شهور وشعرت بالألم فى قلبى, تلك الطعنة التى جاءتنى من أعز إنسان لدى فى الحياة, لكننى قررت أن أقف على قدمى وتقدمت فى عملى كثيراً, وجاءنى خاطب محترم جداً وثرى جداً, فقد كان الآخر فقيراً جداً, وبدأت معه حياتى الزوجية وأنا أطمع فى أن يأتى الحب بعد الزواج, وكانت له تجربة زواج سابقة انتهت بالطلاق, وقال لى زوجى إنها سيدة محترمة, وإنه أحبها لكن أسرته ضغطت عليه أن يطلقها لأنها عاقر لا تنجب! وصدقته رغم أننى أصبحت لا أصدق أحداً, وأنجبت له ولداً وبنتاً فى غاية الجمال, وكانت الحياة تسير عادية وبسيطة وبيننا مودة ورحمة, وكان يعشق طفليه حتى فوجئت بما آلمنى وعكر علي صفو حياتى وأعاد إلى الشعور بعدم الثقة فى أى مخلوق!

 ***

واستطردت السيدة رمزة.. بطريقة الصدفة علمت من إحدى جاراتى أن زوجى يذهب إلى شاليه يملكه فى العين السخنة بصحبة سيدة بين الحين والآخر, وصدمت وقررت أن أعرف هوية تلك المرأة التى استنتجت أنها مطلقته لشدة تعلقه بها وتعلقها به كما قال لى ذات مرة, وأنه اضطر لطلاقها اضطرارا, وقررت أن أواجهه, فلم يكذب وقال: "دى مراتى الأولانية يا  رمزة, رددت اليمين لأنها صعبت علي عندما مرضت بعد أن تركتها"! وقال هل قصرت معك فى شيء؟ أنا أحبك أيضاً لكنى ضعفت أمام حبها لى ومرضها ووحدتها الشديدة بلا ولد ولا بنت.. سامحينى! ماذا أفعل يا سيدتى؟ هل أطلب الطلاق؟ .... يا سيدة رمزة.. أنا ضد الخيانة وضد الكذب وأحب المواجهة, وكان يجب أن يأخذ رأيك قبل أن يردها إلى عصمته, وأنت عندك ولدان يعشقون والدهم, نعم هو غلطان ولكن لماذا لا تتركين للأيام تقرير الأمور؟ تريثى ولا تطلبى الطلاق.