علق الدكتور عمرو فاروق، الباحث في شؤون الإسلام السياسي، على الحادث الإرهابي في سيناء اليوم، موضحًا أن هناك ماكينة تعمل منذ عدة أيام من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، فيما يخص الجانب الاقتصادي والسياسي وانتقاد مسلسل الاختيار، ومحاولة تكذيب كل ما خرج فيه من معلومات ووثائق، فهناك عملية تشويه، وهناك أكثر من محور تعمل عليه الجماعة الإرهابية وعناصرها، ولا سيما حلقة الإرهابي الهارب عبدالله الشريف، الذي عرض فيديو مزيف لشخص أدعى فيه أنه ضابط جيش مصري، وفي الحقيقة تبين أنه ليبي وليس له علاقة بالقوات المسلحة.

وأضاف «فاروق» خلال تصريحات خاصة لبوابة «دار الهلال»، اليوم السبت، أنه مع فتح جبهة في سيناء، واستهداف عناصر من الجيش المصري بإحدى شركات محطات رفع المياه في المنطقة الغربية، وهي منطقة مزدحمة بالسكان، وتحاول العناصر الإرهابية الخروج من إطار مثلث «العريش – رفح – الشيخ زويد» بعد التضييقات الأمنية الكبيرة عليهم في الفترة الأخيرة تحديدًا.

وأشار إلى أن العملية الشاملة في سيناء منذ فبراير 2018، وحتى هذه اللحظة، حققت نجاحًا كبيرًا، ومنعت أي تمركز للعناصر الإرهابية داخل سيناء بشكل عام، ولكن غالبية هذه العناصر تأتي من خارج الوطن، وتتسلل للحدود المصرية وتنفذ هذه العمليات عن طريق بعض النشطاء الموجودين.

وأشاد بجهود اتحاد قبائل سيناء في دحر الإرهاب بالتنسيق مع القوات المسلحة، إذ جرى تنقية عدد من الأوكار التي كانت تتخذها هذه العناصر كملاذ آمن لها، وجرى العثور على وثائق متعددة، كما يوجد عناصر أقدمت على تسليم نفسها، مشيرًا إلى حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، عندما قال أنه سيتم الإعلان عن خلو سيناء من الإرهاب تمامًا خلال المرحلة المقبلة، وحاليًا هي مرحلة تطهير العبوات الناسفة.

ولفت أن سيناء تشهد تنمية شاملة خلال المرحلة الأخيرة، وهناك تركيز كبير لبناء عدد من الارتكازات الصناعية والتوسع في البنية التحتية، واصفًا العملية الإرهابية اليوم بأنها خاطفة ولها دلالة سياسية للضغط على الدولة المصرية، بغض النظر عن الإجراءات الأمنية في عدة ملفات من ضمنها الملف الليبي، لافتًا أن الممول الرئيسي الآن لهذه الجماعات هي لندن.

وتابع: «المشهد بشكل عام يدل هناك ضغوط على الدولة المصرية في تلك المرحلة، واستغلال الأوضاع الاقتصادية الراهنة والتي تمر بها كل دول العالم، والعناصر الإرهابية تحاول إيجاد ثغرة لإرباك المشهد الداخلي واستثمار كل الاوضاع والظروف الاقتصادية ورفع سعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي».

وأوضح أن سيناء هي قبلة الجماعات الإرهابية لما لها من مكانة في قلوب المصريين، ودخولها في حيز التنمية المستدامة، مضيفًا: «بعتبر العملية الإرهابية اليوم ليس دليل قاطع على وجود تمركزات لعناصر داعشية أو تكفيرية داخل سيناء، لكنها عملية خاطفة ومدروسة وفي الغالب أجريت عبر عنصر انغماسي أو سيارة مفخخة واستهدفت منطقة حيوية لإحداث شو إعلامي أو بروبجاندا إعلامية يتم توظيفها».