باتت النجاحات الأمنية التي حققتها العملية الشاملة سيناء 2018 ملموسة في القضاء على البنية الأساسية للإرهاب وتدمير نحو 95% من كتلته، فعلى مدار السنوات الماضية كان هناك تناقصا ملحوظا في أعداد العمليات الإرهابية وتراجعت بشكل كبير، فخلال العام الماضي لم تشهد مصر أية عمليات إرهابية.
وقد أكد خبراء عسكريون أن هذا النجاح يعود إلى الرؤية المتكاملة التي تحارب مصر بها الإرهاب على 3 مسارات متوازية، الأمنية والعسكرية مع التنمية مع محاربة الفكر المتطرف، موضحين أن محاولة العناصر الإرهابية القيام بعملية أمس هي محاولة فاشلة ولأن كل نصر له ثمن، فقد أدت إلى سقوط شهداء من أبناء القوات المسلحة المصرية.
كانت قد أعلنت القوات المسلحة أمس، أنه قامت مجموعة من العناصر التكفيرية بالهجوم على نقطة رفع مياه غرب سيناء وتم الاشتباك والتصدى لها من العناصر المكلفة بالعمل فى النقطة مما أسفر عن استشهاد ضابط و10 جندى، وإصابة 5 أفراد وجارى مطاردة العناصر الإرهابية ومحاصرتهم فى إحدى المناطق المنعزلة فى سيناء، وأكدت القوات المسلحة استمرار جهودها فى القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره.
كل نصر له ثمن
وفي هذا السياق، قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن العملية الإرهابية التي وقعت أمس هي محاولة لاستهداف محطة رفع مياه غرب سيناء، وتعد محطات رفع المياه من البنية الأساسية المهمة لخدمة مشروعات التنمية، مضيفا أن هناك تنمية شاملة على أرض مصر وخاصة سيناء وهي عمليات تنمية مستدامة وفي مسارات ومجالات متعددة زراعية وصناعية وسياحية والطرق والنقل.
وأوضح الحلبي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن التنمية عنصر هام للغاية في جذب الاستثمارات وانتقال السكان إلى سيناء وهو ما لا يرغب الإرهاب في تحقيقه، مشيرا إلى أن القوات المسلحة تؤمن تلك المنشآن تأمينا كاملا، وكانت العملية الإرهابية أمس فاشلة حيث فشل الإرهابيون في استهداف المحطة أو إلحاق أي أضرار بها.
وأشار إلى أن سقوط عدد من الشهداء من أبناء القوات المسلحة سببه ملاحقتهم للعناصر الإرهابية، فالقوات المسلحة لا تترك الإرهابي يهرب بل تلاحقه باستمرار ما يجعل كلا الطرفين في مرمى نيران الآخر، موضحا أن الإرهابي إذا لم تتم ملاحقته والقضاء عليه سيقوم بعمليات أخرى تستهدف المواطنين ويجب ملاحقته باستمرار وتصفيته حتى لا يقوم بأية عمليات أخرى.
وأكد أن كل نصر له ثمن، وثمن النصر هو سقوط أغلى ما تملكه مصر وهم أبنائها، فراح عدد من الشهداء فداء الوطن، مضيفا أن مصر لا يوجد بها إرهاب ممنهج، وهو الإرهاب الذي تقوم به عناصر إرهابية تمتلك سيارات دفع رباعي وأسلحة متقدمة وتظهر ذلك في العلن وتتمركز في أماكن، لكن مصر تشهد بعض العمليات المنفردة وهي عمليات لا تستطيع أية دولة في العالم منعها.
ولفت المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن العمليات المنفردة في مصر فشلت في تحقيق أهدافها نتيجة يقظة القوات ومطاردتها للعناصر الإرهابية، مشيرا إلى أن الإرهاب يحاول أن يغير من أساليبه بدلا من استهداف تمركزات القوات المسلحة والشرطة التي تمنع تحركه، أن يستهدف المشروعات الاقتصادية والتنموية التي هي جزء مهم من التنمية المستدامة التي ستقلص الإرهاب.
وأوضح أن مصر تحارب الإرهاب في ثلاث مسارات، الأول المسار الأمني والعسكري من خلال القيام بعمليات استباقية تقضي على الإرهابيين وتطاردهم وتستهدفهم، أما الثاني هو المسار التنموي بعمل مشروعات تنمية مستدامة في كل مصر وخاصة سيناء، وهذه المشروعات إيجابية بالنسبة للسكان وستقلص الإرهاب وتقضي عليه تماما، الثالث هو محاربة الفكر المتطرف الذي تقوم به مؤسسات الدولة الدينية وخاصة الكنيسة والأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء.
وأضاف أن العمليات الإرهابية تراجعت بشكل ملحوظ، فالعمليات الإرهابية لا تقيم عملية بعملية ولكن خلال الفترة الزمنية لا تقل عن سنة، فمؤشر الإرهاب العالمي يقيم العمليات الإرهابية خلال عام، وبالمقارنة من مايو الجاري وحتى مايو من العام الماضي فلن نجد أن هناك أي من العمليات الإرهابية قد حدثت في مصر.
وشدد على أن العملية التي وقعت أمس فاشلة ولم تحقق أهدافها وسقوط شهداء نتيجة الملاحقة والتمشيط.
القضاء على 95% من البنية الأساسية للإرهاب
ومن جانبه، قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إن الإرهاب ينزعج من كل نجاحات الدولة لذلك يحاول القيام ببعض العمليات لإثبات وجودهم والتأثير على الروح المعنوية للمصريين، مشيرا إلى أن محاولة استهداف محطة رفع مياه غرب سيناء أمس توضح أن هناك جهات خارجية لها أهداف أكبر من حجم هؤلاء الإرهابيين ويزعجها نجاح مصر الفترة الماضية سوءا على المستوى العسكري أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو البنية التحتية.
وأضاف سالم، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن سيناء تحديدا تشهد مشروعات عملاقة للتنمية بميزانية كبيرة تبلغ 700 مليار جنيها، حيث تم استصلاح 500 ألف فدان في سيناء والسماح بعبور 2 مليار متر مكعب من المياه وخطة إعمار سيناء بالبشر، كلها مشروعات وخطوات تقلق هذه الجهات لذلك تريد إيقاف العمل الطموح والشجاع في إعمار سيناء حتى لا تكون أرض جذب للسكان.
وأوضح أن سيناء هي الدرع الشرقية لمصر وتعمل الدولة على إعمارها بالبشر لإنهاء إلى غير رجعة الفراغ الديموغرافي الذي كانت تتسم به من قبل، مشيرا إلى أن أبناء القوات المسلحة ضحوا بأرواحهم وتصدوا لهؤلاء الإرهابيين ومنعوهم من الدخول للإضرار بالبنية التحتية التي عملتها مصر لري هذه الأرض المستصلحة.
وشدد على أن هناك خططا طموحة يتم تطويرها باستمرار لإعمار سيناء وتنميتها وكل أرض مصر أيضا، موضحا أن الحقبة الإخوانية والسنة الكبيسة التي عاشتها البلاد تحت حكمهم، هي التي فتحت سيناء للعناصر الإرهابية.
وأكد أن العملية سيناء 2018 أنهت أكثر من 95% من البنية التحتية للإرهاب وما بقي في سيناء هو عناصر كامنة مختفية تظهر في بعض الأوقات، مشيرا إلى أن العملية الفاشلة أمس هي محاولة لإيقاف عملية التنمية وإرهاب من يريد إعمار واستثمار سيناء، لكن الدولة لديها استراتيجية مرنة لإعمار سيناء ورفع الكثافة السكانية بها.