الخميس 2 مايو 2024

ريتا بدر الدين لـ«دار الهلال»: كثير من اللبنانيين يريدون رئيسا قويا مثل الرئيس السيسي

ريتا بدر الدين خلال الحوار

تحقيقات10-5-2022 | 17:16

منى عشماوى

طوال ثلاثين عامًا لم ينقطع صالون المحامية اللبنانية الشهيرة ريتا بدر الدين الثقافي بالقاهرة، والذي استضاف كبار الكتاب والأدباء والفنانين والدبلوماسيين والمثقفين ليشتهر صالونها بين أرجاء المحروسة مخلفًا حراكًا في الوسط الثقافي وصلت أصداؤه إلى كافة البلدان العربية.

وتحتفظ ريتا باللهجة اللبنانية وتنطقها كأنها لم تغادر لبنان يومًا وكأنها لم تعش خارجه أبدًا رغم أن زوجها مصري، وهو الدبلوماسي محمد أبو زيد وأولادها مصريين يتحدثون باللهجة المصرية.

وإن كانت تعيش بالقاهرة منذ أكثر من ثلاث عقود إلا أن الفؤاد والهوى متعلق بلبنان الجذور.

اليوم ولبنان في خضم استحقاق نيابي يأتي بعد حراك وتظاهرات وأزمات وانفجار لمرفأ بيروت لم تذهب ريتا لانتخاب أي أحد بل قاطعت الانتخابات في السفارة اللبنانية هنا بالقاهرة.

وتنحدر جذورها من عائلة سياسية عريقة حيث كان والدها الدكتور علي بدر الدين ممثلا في المجلس النيابي عن جنوب لبنان في الخمسينيات من القرن الماضي بل وعمل أعمامها بالسياسية وكانوا لسان حال المواطن اللبناني لسنوات طويلة، لكن المحامية ريتا اليوم داخلها يأس كبير مما وصل له الوضع في لبنان بل ويزداد اليأس عندما اطلعت على أسماء المرشحين بالانتخابات اللبنانية.

ريتا بدر الدين فتحت قلبها لبوابة «دار الهلال» قائلة: «بعد كل الحراك الذي حدث كان لدي أمل كبير إن الطبقة السياسية في لبنان ممكن تفهم وينصلح حالها وحال البلد ومن ثم جاء انفجار مرفأ بيروت وكان المفروض أن يعقب هذا الانفجار انفجار على كل الأوضاع السيئة في البلد وكان يجب أن تظهر جهة تحارب الفساد وتظهر كل المتورطين في الانفجار لكن هذا لم يحدث».

وأضافت ريتا : "بالطبع من هم مترشحون اليوم هم امتداد لذات الجهات ومنهم من كان ليس تقليديا من أربعين سنة لكنه بات تقليديا لأنه لا يستطيع تقديم أي شيء الآن مثل نبيه بري وتحالفه الذي يشكل الثنائي الشيعي.. الأزمة في لبنان وصلت لأسوأ أحوالها وذات الوجوه ترجع مرة أخرى، وهم ذاتهم الذين أفقروا البلد وأتعسوها وأي شخص "معه قرشين" يقرر الترشح دون أي دراية له بالسياسة، وللأسف كل فريق في لبنان أصبح لديه ارتباطات سياسية خارجية أقوى من ارتباطاته بالداخل اللبناني وهنا تكمن أزمة لبنان الحقيقية".

وتابعت «ابني اليوم عنده أكثر من ثلاثين سنة وكنت أذهب أزور لبنان وأنا حامل فيه وكانت لبنان تعيش بالعتمة والظلام وحتى اليوم ذات الشيء، لبنان يعيش بالعتمة والظلام لأن فيه مافيا للمولدات الكهربائية يدعمهم بعض السياسيين المستفيدين.. لبنان لا يحتاج لمزيد من القوانين ولكن يحتاج إلى إرادة لتنفيذ القانون والكل خائف من فضح جهات سياسية معينة ويقول البلد تحترق ولكن هل لبنان اليوم حاله لا يحرق قلوب أهله وناسه؟!».

وواصلت ريتا "بعد التظاهرات والحراك الذي حدث تبين أن الشباب اللبناني قوي وواع وثائر لكن القوة الشبابية ومعهم أناس مفكرين ومثقفين لم يكونوا كافيين لأن لبنان بلد معقد والفساد متغلغل فيه للأسف، ولا يوجد سوى معجزة لتحل أزمته وكنت أتمنى أن تنضم مؤسسة الجيش لهذا الحراك وتدعمه وتحميه ربما كانت تغيرت الأحوال".

وأردفت "بعد الحرب اللبنانية لبنان رجع وقف على رجله وأيضا بعد كل أزمة لبنان يستطيع أن يقف ويعود ويهزم أي أزمة ولكن يجب أن تكف كل القوى الخارجية يدها عن لبنان أذكر كما قال الرئيس السادات (ارفعوا أيديكم عن لبنان)".

وعن أسباب التغيير الديموجرافي والاجتماعي في لبنان ورواج التيارات الدينية الشيعية والسنية فيه، تقول ريتا «عندما حدثت الثورة الإيرانية خلقت لدى كافة التيارات الإسلامية في المنطقة سنة وشيعة على أمل أنه من الممكن أن تصل للحكم كما حدث في ايران لذا بات لديهم أطماع في الحكم حتى التيارات الدينية السنية، ودخل لبنان حزب الله وانتشر الشادور بين النساء الشيعيات وكذلك دخل الدواعش والمتطرفين من السنة وانتشر الحجاب وهذا ظهر جليا بعد 2011 وما حدث في سوريا وكل ذلك كان له أثر وبشكل عام المجتمع اللبناني انقسم إلى فئتين فيه ناس ما زالت مع الحريات وإن لبنان هو بلد علماني، وجزء من اللبنانيين أصبح لديه هذا اللعب على الوتر الطائفي الديني لتحقيق مكاسب على الأرض سياسيا واجتماعيا وديموجرافيا ورغم أن الدستور اللبناني يكفل كل الحريات لكن لبنان ما زال مشتتا بين طوائفه التي لديها مصالحها الخارجية أكثر من حرصها على البلد».

وواصلت المحامية ريتا بدر الدين حديثها عن هم تحمله دائما على عاتقها وهو هم المرأة العربية ولاسيما اللبنانية لذا تقبل في أغلب قضاياها مساعدة للنساء وتحكي عن واقعة لإحدى صديقاتها اللبنانيات وتقول «صديقتي تدرجت في الأمن العام حتى وصلت إلى درجة عقيد وكانت قوية جدا في عملها وهيبتها أمام من يعملون معها ولكن كانت عندما تختلي بي تبكي وتحكي لي ماذا يفعل زوجها معها لحرمانها من أولادها، وكانت مسيحية ونصحتها بتغيير المذهب وبالفعل غيرت مذهبها وضمت أولادها لحضانتها وتركت وظيفتها ولبنان كله وهاجرت إلى كندا!.. يعني مهما وصلت المرأة لأعلى المناصب يظل المجتمع ظالم لها من خلال قوانين الأحوال الشخصية لتنسى كل شيء ولا تتذكر سوى أنها امرأة تعيش محنة مع طليقها .. لذا يشغلني دائما قضايا المرأة وهي ما أثيرها أيضا في صالوني الثقافي والحقيقة كنت من صغري أرى والدي النائب الدكتور علي بدر الدين يستقبل الزوار من كبار الشخصيات اللبنانية والعربية يحضرون إلى بيتنا في لبنان، لذا عندما حضرت إلى القاهرة منذ بداية التسعينيات وأنا حريصة على وجود الصالون الثقافي لكبار الشخصيات في كل المجالات وقمت بتكريم عدد كبير من المثقفين والفنانين على رأسهم المطربة صباح والرسام الكبير صلاح طاهر والنائبة الراحلة أنيسه حسونة والمستشارة الراحلة تهاني الجبالي والسفيرة مشيرة خطاب والإعلامية سناء منصور والكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن والموسيقار محمد سلطان والموجي وكان يحضر الصالون عدد كبير من سفراء كافة الدول العربية والسفير الكوبي والسفراء من الدول الأوروبية.

وفي ختام حوارها تحدثت ريتا عن الهم المشترك بين كل الشعوب العربية، قائلة إن «توفير الغذاء وتوفير الأمن والأمان وما هو غير ذلك يأتي لاحقا، لذا وأقولها صادقة كان نفسي يأتي إلى لبنان رئيس مثل الرئيس السيسي الذي وفر لشعبه الأمان والاستقرار وحتى في عز كل الأزمات الأكل موجود والسلع موجودة وللعلم لبنانيون كثر لديهم نفس الشعور والرغبة يريدون رئيس من الجيش قوي مثل الرئيس السيسي ولا يكون له أي مصلحة أخرى غير مصلحة بلده».

Dr.Randa
Dr.Radwa