الإثنين 6 مايو 2024

بالصور.. لحوم سلخانات قليوب بها «سم قاتل»

12-7-2017 | 19:50

الأمراض تحتل مذابح قليوب

المواطنون: فقدنا الثقة في كل شيء

أطباء: الذبيحة أكثر عرضة للأمراض بعد الذبح.. والبكتيريا لا يقتلها الطهي

 

جرمت الحكومة ذبح الأضاحي والحيوانات التي تباع لحومها في محال الجزارة خارج السلخانات والمذابح المعتمدة والرسمية لتأكد من صحة الحيوانات وخلوها من الأمراض، فضلا عن الحفاظ على سلامتها من التلوث والأوبئة المختلفة.

ولكن أن يتحول المكان المخصص للذبح إلى قبلة للأمراض والأوبئة فذلك كارثة كبرى، فبعد فترة قصيرة من القرار لم تخضع السلخانات نفسها للأحكام التي وضعتها الحكومة وتشرف عليها الجهات المعنية بالسلامة والغذاء، وانقلب الوضع وأصبحت بعض السلخانات سببًا للعلل والأمراض وتحولت إلى أماكن أشبة بمقلب قمامة ولا تصلح حتى لدفن حيوان وليس ذبحه.

دماء متناثرة وقاذورات تملأ المكان وأمراض متخفية تلقى عليها اللحوم المذبوحة التي يشتريها المواطنون وهم مطمئنين القلب بمجرد رؤيتهم للختم ولا يدركون أن أسفل الختم تكمن أوبئة يمكن أن تودي بحياتهم.

 

رصد الإهمال

«الهلال اليوم» خاض جولة ميدانية داخل إحدى السلخانات بمنطقة قليوب التابعة لمحافظة القليوبية، لتأكد من صحة الحديث عن أن الإهمال الذي يضرب أغلبها في مختلف محافظات الجمهورية، فرأينا ما لا يسر العين ولا يريح القلب، فالإهمال متفشي في أرجاء المكان، والذباب يتطاير حولنا كخلايا النحل، ناهيك من القاذورات المفترشة الأرض ويتم إسقاط الذبائح عليها دون تنظيف للأرض، كل ما يتم هو غسل الذبيحة قبل بالماء قبل خروجها من السلخانة ويكون قد أصابها ما أصابها.

سلامة عدوي يقول إن سلخانة قليوب يضربها الإهمال من كل جانب وعدم وجود صرف صحي بها، كما لا يوجد إشراف من وزارة البيئة أو الصحة، متسائلا:" إلى متى سنأكل لحوم تعتبر غير صالحة للآدميين إلى متى سيتفشى الإهمال حتى لو في طعام

حسام خلفاوي يؤكد أن إهمال السلخانات يساعد علي تفاقم الأمراض في المجتمع، فتراكم الدماء علي أرضية السلخانة يمثل تربة خصبة لتفشي الجراثيم والبكتيريا، مناشدًا الحكومة بالاهتمام بالسلخانات وإخضاعها للرقابة الكاملة من جانب وزارة الصحة ووزارة البيئة.

 

غياب الرقابة

أما مروة عبد العليم، فتقول  كنت أطمئن عند علمي بذبح الذبيحة داخل المذبح معتقدة أنني أحافظ على صحة أطفالي و لكن هذا قبل أن أصدم برؤية السلخانة ومدى الإهمال الذي يعصف بها.

ويتابع شادي محمد:" لا يوجد عمال داخل السلخانات ليقوموا بتنظيفها ولا يوجد وعي بخطورة الموقف الذي يتسبب في أمراض خطيرة، ويجب محاكمة المتكاسلين حتى لا تصبح حياتنا عرضه للأمراض ولا يتكاسل أي شخص منهم بعد ذلك فى أداء عمله.

وطالب الحكومة بتوفير الرقابة كافية معتمدة على سياسة الثواب والعقاب دون إغفال دور وزارة الصحة ووزارة البيئة في الإشراف علي صلاحية المكان والتأكد من سلامة اللحوم.

 

السموم تغزو الذبائح

الدكتور حازم شريف، دكتور بيطري، قال إن إهمال السلخانات تعتبر جريمة في حق المواطنين، ويجب محاسبة كل مسئول يتكاسل في واجباته اتجاه المواطنين، فالسلخانة يجب أن تخضع للإشراف الكامل من جانب وزارتي البيئة والصحة، فالذبيحة بعد الذبح تكون بيئه خصبة للجراثيم و الأمراض، فليس الختم ما يجعلنا مطمئنين عند شراء اللحوم فالخطر أصبح يكمن فى الذبح داخل السلخانة وليس خارجها فقط والكثير يعتقد أن سلامة الذبيحة تقتصر علي فترة ما قبل الذبح فقط لكن للأسف الجراثيم والميكروبات تتكاثر داخل اللحوم بعد الذبح أكثر.

وأيد الدكتور سامي صادق، أخصائي الطب البيطري، الحديث السابق، قائلا:" معظم الأطعمة التي نتناولها تتعرض للتلوث في مرحلة الإنتاج فهي عُرضة للتلوث بالميكروبات أو بالمواد الكيميائية الضارة، فى أى نقطة من الإنتاج إلى حين تجهيزها كلقمة للابتلاع، وتُعتبر الميكروبات السبب المهم والأكثر شيوعاً لحالات التسمم، مشيرًا إلى أن الغثيان من أعراض التسمم ببكتيريا "سالمونيلا" وتظهر ما بين يوم وثلاثة أيام، وقد تُلوث هذه البكتيريا اللحوم و البيض و الحليب ومشتقاته.

ولفت إلى أن  الإهمال الذي تتعرض له السلخانات من تراكم الدماء ومخلفات الحيوانات تساعد على نمو البكتيريا والتي لا يمكن التخلص منها حتى إثناء الطهي مما تسبب تسمم غذائي يمكن أن يؤدى إلي الموت فيجب أن تخضع هذه السلخانات لخبراء في التغذية للتأكد من سلامة اللحوم قبل طرحها فى الأسواق.

    Egypt Air