بقلم – أحمد أيوب
يريدونها خرابا دمارا ليجلسوا على تلها ويقبضوا ثمن هدمها، لا يتمنون لها خيرا بل يضمرون لها كل الشر، لو تمكنوا لأشعلوا النيران فى كل أرجائها وقتلوا كل أهلها، لكن مصر وشعبها أكبر من كل ما يريده هؤلاء الخونة ومن يحركونهم بالمال.
حفنة من المرتزقة وإن كانوا مصريين بالاسم ومحل الميلاد، لكن مصر منهم براء، لفظتهم أرضها وإن ساروا عليها، كرههم ترابها ويبكى يوم أن دنسته أقدامهم، إنهم المأجورون على مصر من بين أهلها، قلة باعت الوطن والشرف على رصيف النخاسة الدولارية، ينتظرون الكوارث ويتصيدون الأخطاء.
كعادتهم خرجوا بعد حادث رفح ليمارسوا التشويه المخطط لجيش مصر، خرجوا ليتحدثوا عن الفشل والانهزام وعدم القدرة على مواجهة الإرهاب، كلمات تبدو كأنها تخرج من وطنيين مخلصين وهى فى الحقيقة نعيق غربان لا يحلقون إلا فوق الخراب، جيش مصر أكبر من كل هؤلاء، جيش يعطى معنى الفداء، محترف يتعلم منه الجميع كيف تكون أصول الحروب، ورجاله من نوعية شهد بتفردها كل من يعرفون معنى العسكرية ومهارات القتال وقوة الشخصية جيش تقدره كل مؤسسات التصنيف العالمية وتضعه ضمن أقوى جيوش العالم.
واعترفت به كل المؤسسات العسكرية فى العالم، من يذهب إلى سيناء سيرى رجالا من الفولاذ، الرمال جنتهم ولهيب الشمس مظلتهم والكرامة دم يسرى فى عروقهم، والشهامة شريان حياة فى قلوبهم، والوطن غايتهم والشهادة فى سبيل أرضه أغلى أمانيهم من الله.
من يذهب الى سيناء أو يصل إلى الحدود سيعرف معنى الوطنية وكيف يكون الصمود، رجال يفدوننا بأرواحهم لا يريدون منا جزاءا ولا شكورا، فكيف نسمح لمن افتقدوا الكرامة وانعدمت عندهم الأخلاق واختفت من خلقهم الرجولة أن يتلفظوا على هذا الجيش ورجاله، قطعت ألسنة من يتطاولون على رموز كرامتنا، من نتعلم منهم قيمة الوطن وعزة ترابه ومجد اسمه ورفعته، كسرت أعناق من يتخيلون أنهم بمقدورهم أن يشوهوا من وصفهم رسول الله ب « خير أجناد الأرض» هم كذلك رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو ناقم أو خائن أو عميل أو مأجور أو مرتزقة، وطوبى لشهداء الوطن الذين واجهوا الغدر بالرجولة، يقاتلون الخسة بالشهامة، ويحاربون خفافيش الظلام بالعزيمة، ما هزمهم أحد على مر التاريخ ولن يكون، ما نال منهم عدو ولن ينال، وسيقهرون الإرهاب عما قريب، نجاحاتهم على مدار السنوات الماضية ظاهرة لا يجحدها الا أمثال البوم الملعونين، من يتابع عدد العمليات الإرهابية فى سيناء يتأكد أنها من تراجع الى انحسار وإن شاء الله إلى زوال.
فى ٢٠١٥ سجلت العمليات الإرهابية فى مصر رقما غير مسبوق بـ٥٣٢ حادثا كان منها فى سيناء وحدها أكثر من ١٢٠ حادثا، لكن فى هذا العام وحتى الأن لم تتعد العمليات الإرهابية بحمد الله ٢٥ حادثًا منهم ستة حوادث فقط فى سيناء، أليس هذا دليل على نجاح رجال الجيش المصرى وإخوانهم من الشرطة فى سيناء.
الأهم أن من يتابع الحوادث الإرهابية فى سيناء طوال الشهور الماضية منذ بداية العام سيتأكد أن أغلبها كانت نتيجة عبوات ناسفة زرعها كلاب التنظيمات الإرهابية فى كل مكان من أرض سيناء التى أرادوها ملغمة، لا هى رجولة ولا شهامة وإنما جبن معلوم ورعب واضح من أن يواجهوا رجال جيش مصر الأبطال.
من يريد أن يعرف قدرات رجال الجيش المصرى فليقف بجوارهم فى كمين أو يخرج معهم فى مداهمة أو يرافقهم فى حملة ليتأكد أنه من العار أن يتطاول على خير من أنجبت مصر، لكن ماذا نقول لمن قبلوا أن يبيعوا ضمائرهم بالأموال، وأن يتحولوا الى سلعة تشترى فى اسواق النخاسة، السياسية كسلاح حقير لهدم الدول من داخلها، ولولا أن هذا المكان أشرف من أن تكتب فيه أسمائهم لذكرتهم بالإسم، لكن الشعب المصرى يعرفهم بالواحد، يعرف من يهاجمون دولتهم ويدعون الغيرة عليها، وحتى الأن لم تخرج من واحد منهم كلمة نعى واحدة لشهداء الوطن، ولم تصدر عنهم كلمة تدعم بلدهم فى مواجهة الإرهاب الذى يستهدفها.
يدعون الوطنية وهم أهل الخيانة، يرسمون على وجوههم صورة الخائفين على البلد وهم فى الحقيقة مرعوبون من عودتها قوية فتية، فليس هذا اتفاقهم الذى قبضوا الدولارات من أجله، خبتم وخاب مسعاكم وتبوأتم من الحقارة منزلا، فلن تسقط مصر ولن يهدم جيشها ولن يتمكن من أهلها أحد بل ستظل رايتها عالية وأهلها فى رباط الى يوم الدين.