الأحد 19 مايو 2024

النقابة تحاول استعادته رسلان الإخوانى والإرهابية يختطفان اتحاد الأطباء العرب

14-7-2017 | 18:03

تقرير: إيمان النجار - مروة سنبل

أن يبقى منصب أمين عام اتحاد الأطباء العرب فى حوزة الإخوانى أسامة رسلان أمر جد خطير يستوجب الانتباه، خاصة أن وجود رسلان يعنى ان الجماعة الإرهابية هى من تدير الإتحاد، والخطورة تكمن أنها تخطط ، ومنذ فترة لتجميد عضوية مصر فى الاتحاد ، وتسعى جاهدة أيضا لنقل المقر من القاهرة إلى أى عاصمة أخرى تتيح للجماعة الإرهابية حرية التحرك، وتتخذه رأس حربة فى الهجوم على مصر.

نقابة الأطباء تنبهت ومنذ فترة لخطورة بقاء منصب أمين عام اتحاد الأطباء العرب فى يد جماعة الإخوان الإرهابية ، وسعت اكثر من مرة للتخلص من رسلان كما تخلصت من إخوانه فى مجلسها ، وفى محاولة أخيرة لاستعادة الاتحاد عقدت النقابة بداية الأسبوع الحالى اجتماعا بمقرها للمجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب، وانتهى بالتصويت بإجماع الأراء على توحيد الجهود، والتصديق على قرار رقم ١٦ لسنة ٢٠١٦ والذى يقضى بسحب الثقة من رسلان الإخوانى ووقفه عن ممارسة مهام منصب أمين للاتحاد ، مع الموافقة على انتخاب الدكتور أسامة عبد الحى أمينا عاما جديدا لمدة خمس سنوات، لكن حلفاء الجماعة الإرهابية فى الإتحاد يشككون فى عملية الأختيار أو الإنتخاب بزعم أنه غير شرعى لأنه بمثابة تعيين، ولم تشارك كافة الدول فى التصويت.

الواقع يؤكد أن هذا التحرك المصرى منطقى بحكم أن معظم الدول العربية ومنها مصر تخلصت من الإخوان في نقاباتها فيما عدا اليمن والسودان، ولا يمكن السكوت على استمرار هذا الموقع في قبضة الإخوان خاصة أنه منصب قوي وله صلاحيات مع رئيس الاتحاد وترشيح الأمين العام من حق أعضاء المجلس الأعلي، ويكون من المقيمين في بلد المقر وهي مصر، ومنصب الأمين المساعد يترشح له من بقية النقابات الأعضاء، بل الأخطر أن بقاء الوضع كما هو عليه يفتح الباب على مصراعيه لتنفيذ مخطط التنظيم الدولى للإخوان بصدور توصية من الأمانة العامة بتجميد العضوية للدول الرافضة لإرهابهم ومؤامرتهم، وعلى رأسها مصر.

وبالطبع لا يخفى على أحد أنه لسنوات طويلة كانت جماعة الإخوان الإرهابية تمتلك قاعدة عريضة داخل النقابات المهنية، وفى مقدمتها نقابة الأطباء، الأمر الذى أتاح لعناصرها التواجد فى مناصب عدة، سواء داخل النقابة، أو فى المنظمات والاتحادات العربية والدولية، ما كان له بالغ الآثر فى توجيه الأمور بما يخدم مصالح الجماعة تارة، أو العمل على تثبيت أقدام رجال جدد لها فى مواقع شديدة الحساسية تحسبًا لأية عوامل مستقبلية من الممكن أن تكون عكس إرادة الجماعة، كما أن الأزمة الحالية لا يمكن التعامل معها كونها «وليدة اللحظة»، لكن ما يتم جرى الترتيب له منذ سنوات عدة.

من جهته قال الدكتور خالد سمير، عضو مجلس نقابة الأطباء: «أن ما يحدث ستضار منه مصر في المقام الأول ، فالمهم بقاء المقر في القاهرة، فهذا في حد ذاته مكسب ويحقق ميزة للأطباء المصريين، فالخلاف القائم سيتبعه فقدان هذه المزايا، وبالفعل بدأ بعض الأعضاء في تحويل حساباتهم لبنوك في الخارج خوفا من الحجز علي أموال الاتحاد، الأمر الأخطر هو الشكل السيىء الذى تظهر به نقابة الأطباء الآن بالتصنيف السياسي للأعضاء، فهنا لا نتحدث عن حزب سياسي، لكننا نتحدث عن اتحاد دول عربية بعيدا عن السياسة، وبناءا عليه لا بد من الوصول لحل قبل وقوع عواقب تضر بنا جميعا.

أما الدكتور نبيل العطار، أمين صندوق اتحاد نقابات المهن الطبية السابق، فقد عقب على الأزمة بقوله: وجود الإخوان في منصب مثل الأمين العام مصدر قوة لهم من حيث دعم الأعضاء المنتمين لهم واستغلال أموال الاتحاد لصالحهم، إلى جانب أنه يساعد فى التنسيق بين الأطباء الإخوان في مختلف الدول العربية وتزيد الروابط بينهم ومعدلات الخدمات لهم ، ومن طبيعة فكر الإخوان الاستفادة بكل الأوضاع ، فحتي لو أن الدول الأعضاء التي لم تتخلص من الإخوان في نقاباتها أقلية وتدعم دكتور أسامة رسلان أقلية ، يتم كسب الدول الأخري بمناصب في الاتحاد، إلى جانب الاستفادة من حالة الانقسام الموجودة بين البقية، وللآسف هناك كثير من الدول لديها انانية الحصول علي المنصب وبالتالي تنقسم فحتي لو الإخوان ليسوا أغلبية حقيقية، فإنه بهذا التفتت يحققون مصالحهم ، وبقاء أسامة رسلان كمرشح لنقابة تخلصت من الإخوان مسألة غير منطقية وغير مقبولة ووجوده دليل إدانة وضعف لنقابة الأطباء.

وفيما يتعلق بالخطوات الواجب إتخاذها للسيطرة على الأمر وإنهاء الأزمة، قال: التحرك حاليا يجب أن يكون بالتخلي عن أنانية الحصول علي المنصب لدى بعض الدول في سبيل تطهير الإتحاد من الإخوان ، بمعني أن تتحالف نقابة الأطباء مع الدول الأعضاء التي تخلصت من الإخوان في نقاباتها أو جمعياتها حتي لو ذهب المنصب لدولة آخرى غير مصر.

رسلان الإخوانى

المؤكد أن رسلان الإخوانى يحاول بكل قوة أن تستمر سيطرة الجماعة الإرهابية على اتحاد الأطباء العرب وعزل مصر ونقل المقر من القاهرة، وكافة الدلائل والشواهد تؤكد أن أسامة رسلان، أستاذ بكتريولوجي بكلية الطب، جامعة عين شمس إخوانى حتى النخاع، ووقفت وراءه الجماعة الإرهابية ليصبح عضو مجلس نقابة وأمين عام لنقابة الأطباء لأكثر من عشرين عام، وكان في تلك الفترة د. عبد المنعم أبو الفتوح، يتولى منصب أمين عام اتحاد الأطباء العرب، واستقال من منصبه للترشح للرئاسة، ليتم اختيار رسلان أمين عام للاتحاد، الذى يضم في عضويته ٢١دولة ومقره الدائم القدس، والمؤقت فى القاهرة بدار الحكمة، وكانت منذ عدة سنوات هناك محاولات لنقل مقره قام بها ممثلي عدة دول، وتم نقله -فعليا- عدة أشهر إلي الجزائر، وتدخل أطباء مصر وأعيد مرة آخرى إلى دار الحكمة.

« رسلان».. تنظيميا، يعتبر من «إخوان الزيتون» وتقلد عدة مواقع داخل الجماعة حتى أسند إليه منصب مسئول التنظيم في منطقة الزيتون، وعين عضوا بمجلس الشورى العام للإخوان ممثلا عن منطقة الزيتون عام ١٩٨٧، وكان أحد الذين يشار إليهم بالبنان ممن سيكون لهم شأن، وبالفعل تقلد مواقع هامة داخل التنظيم مثل عصام العريان وحلمي الجزار وعبد المنعم أبو الفتوح، وتزامل مع «أبو الفتوح» فى لجنة الاغاثة التى كان يترأسها فى وقت ما.

إلى جانب هذا.. لعب «رسلان» دورا في إدارة ملف سيطرة الإخوان علي المساجد واستعان بعدد من رجاله فى ذلك الوقت أبرزهم د.طارق الغندور ود. محمد الغندور، للسيطرة علي الكثير من المساجد بمنطقة الزيتون ، مثل مسجد عاطف السادات بشارع طومان باي بالزيتون ، ومسجد العجيل ومسجد الشيخ بخيت بحلميه الزيتون.

محاولة حصر علاقة «رسلان» بالإخوان فى إطار العلاقة التنظيمة فقط سيكون أمر خاطىء، حيث أنه تربطه علاقة نسب عائلي ، فنجله متزوج من ابنة القيادي الإخواني عصام العريان، المحبوس حاليا علي ذمة عدة قضايا .

ورغم أن علاقة «رسلان» بتنظيم الإخوان في مصر، ضعفت قبل ثورة يناير ٢٠١١ ، حيث تم إبعاده عن المواقع والملفات التنظيمية التي كان يشغلها ، لكنه لا يزال ينتمي إلي عضوية التنظيم، وتربطه علاقات قوية بقيادات النتظيم الدولى للجماعة فى الخارج، كما أنه يتعامل كونه واحدًا من مؤسسى العصر الجديد للإخوان، ولا يزال متحمسا لأفكار حسن البنا، ويعتبر نفسه من أبناء المرشد الأسبق عمر التلمساني.

من جانبه أكد الكاتب ثروت الخرباوي حرص الإخوان للسيطرة علي الأمانة العامة باتحاد الأطباء العرب، موضحا بأنه كان من مستهدافات الإخوان السيطرة علي بعض الكيانات الدولية والعربية مثل اتحاد المحامين العرب والمهندسين العرب والأطباء العرب، وكانت بداية خطواتهم لتحقيق هذا الهدف السيطرة علي اتحاد الأطباء العرب، بعدما سيطروا علي نقابة الأطباء وشغل عبد المنعم أبو الفتوح لسنوات منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، بعده حاول الإخوان اختراق اتحاد المحامين العرب وحضروا بالفعل عدة مؤتمرات في الثمانينيات، لكنهم لم ينجحوا في اختراقه حيث غلبت عليه الصفة « القومية»- على حد قوله.

وكشف أن سيطرة الإخوان علي اتحاد الأطباء العرب كانت في عهد حمدي السيد نقيب الأطباء ورئيس اتحاد الأطباء العرب، الذى أعطي مساحة كبيرة للإخوان للسيطرة علي اتحاد الأطباء العرب بموافقته علي إنشاء الإخوان للجنة الإغاثة داخل الاتحاد التي كانت أكبر كيان يدعم المقاتلين في أفغانستان، وكانت هذه الممارسات تتم تحت نظر الحكومة وقتها.

وكشف الخرباوى أنه لا يزال اتحاد الأطباء العرب يقع تحت سيطرة الإخوان لأنه يضم نقابات الأطباء من الدول العربية، والإخوان يسيطرون علي غالبية نقابات الأطباء في العديد من الدول العربية مثل تونس والمغرب والجزائر، ولهذا يمكن القول أن الاتحاد يعد أحد القلاع الحصينة للإخوان بعد أن سقطت حصونهم واحدا تلو الآخر، وبالتالي هم لا يريدون التخلي عن هذه القلعة الحصينة التي أسست لهم في الانتشار داخل مصر.

«الخرباوي» شدد على ضرورة دراسة أبعاد قضية الأمانة العامة لاتحاد الأطباء بعناية وما يتعلق بالتهديد بتجميد عضوية مصر داخل الاتحاد، مطالبا بألا يترك الأمر لنقابة الأطباء بل يجب علي الدولة بأجهزتها المعنية أن تتدخل للوقوف ضد الإضرار بمصلحة مصر .