الخميس 23 مايو 2024

ودعت ٢٣٣ شهيداً فى ٤ سنوات الشرقية بلد الشهداء

14-7-2017 | 19:05

الشرقية: سناء الطاهر

«٢٣٣ شهيداً» للقوات المسلحة والشرطة، هو إجمالى من نالوا الشهادة من أبناء محافظة الشرقية، بعد أن طالتهم يد الغدر والإرهاب خلال ٤ سنوات فهى بحق محافظة الشهداء.. ربما لا يخلو مركز أو مدينة فيها من شهيد فى سبيل الوطن.. وفى الحادث الارهابى الأخير كان نصيب الشرقية ثلاث شهداء فى مقدمتهم العقيد أحمد المنسى والنقيب أحمد عمر الشبراوى (٣٠ عاماً)، والمجند أحمد محمد على نجم (٢١ عاماً).

«المصور» كانت هناك ورصدت اللحظات الصعبة على أسر الشهداء.. الكلمات قد لا تصف الدموع والبكاء والعويل؛ لكن خرجت عبارات وجمل من آباء وأمهات وزوجات وأبناء وأصدقاء الشهداء، أبكت القلوب.

شارك فى تشييع جثامين الشهداء الثلاثة الآلاف من أبناء مدينتى العاشر من رمضان والزقازيق وقريتى الشبراوين والمناجاة بمركزى ههيا والحسينية، فى جنازات عسكرية مهيبة.. المشيعون طالبوا بالقصاص من القتلة، وإعدامهم في ميادين عامة ليكونوا عبرة لغيرهم، ورددوا هتافات: «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله.. والإرهاب عدو الله»، و»نام يا شهيد وارتاح واحنا هنكمل الكفاح»، و»يسقط يسقط القتلة أعداء الدين.. والجيش والشعب إيد واحدة».

كما طالبوا بضرورة فرض عقوبات على الدول الداعمة والممولة للإرهاب واتخاذ إجراءات ومواقف صارمة ضدهم.. وشهدت منازل أسر الشهداء توافد الآلاف عليها لتقديم واجب العزاء وتخفيف أحزانهم.

شهداء الواجب يتقدمهم، الشهيد العقيد أركان حرب أحمد صابر محمد المنسى قائد الكتيبة «١٠٣» صاعقة، وهو من قرية «بنى قريش» مركز منيا القمح؛ إلا أنه يقيم هو وأسرته فى المجاورة ٢٥ بمدينة العاشر من رمضان، والده طبيب ومتوف منذ عام تقريبا، ووالدته ربة منزل، وله شقيقان محمد «مهندس» ورضا «طبيب». انخرطت زوجة الشهيد في البكاء غير مصدقة أنها فقدت شريك حياتها، ووالد أطفالها الثلاثة حمزة ٩ سنوات، وعلياء ٦ سنوات، وعلى ٤ سنوات.. وأخذت تردد «منهم لله القتلة ربنا ينتقم منهم وحسبى الله ونعم الوكيل».

وأصيبت والدته بانهيار عصبى فور علمها بنبأ استشهاد نجلها، مؤكدة أنها احتسبته عند الله شهيدا وأنها يكفيها فخرا أنها أم الشهيد. ويقول منير سليم، أحد أقارب الشهيد، إنه كان شجاعا، وكان يتمنى الشهادة وقد منحها له الله وأشار إلى أن الشهيد أصيب بشظية فى إحدى العمليات الإرهابية منذ ٦ أشهر، وبعد تماثله للشفاء عاد إلى أرض الميدان ليستكمل مسيرته فى مواجهة الإرهاب الأسود لا تتوقف.

وكان الشهيد «المنسي» قد وصل ملفوفا بعلم مصر إلى مسجد التوحيد بمدينة العاشر من رمضان، حيث تم أداء صلاة الجنازة على جثمانه الطاهر بحضور المحافظ اللواء خالد سعيد، وقائد قوات الصاعقة، واللواء رضا طبلية مدير الأمن، والدكتور خالد عبدالبارى رئيس جامعة الزقازيق، وعدد كبير من الأهالى والقيادات العسكرية والأمنية.
وطالب المشيعون بإطلاق اسم الشهيد على المدرسة الثانوية بنين بالعاشر والتى أتم تعليمه الثانوى بها.. وقد تم مواراة جثمان الشهيد بمقابر الأسرة بمنطقة الروبيكى.
أما الشهيد الثانى هو النقيب أحمد عمر الشبراوى، ضابط صاعقة بالكتيبة «١٠٣» من قرية الشبراوين مركز ههيا، ويقيم بمدينة الزقازيق، والده وكيل وزارة بالجهاز المركزى للمحاسبات بالمعاش، ووالدته مديرة مدرسة ثانوية بالمعاش، وهو متزوج وله طفل عمره ٤ سنوات، وزوجته حامل فى طفلها الثانى فى الشهر السادس، وقد أصيبت والدته بانهيار فور علمها بنبأ استشهاد نجلها.

والد الشهيد أخذ يُردد الآيات القرآنية، محتسباً نجله شهيداً عند الله ، في حين انخرطت زوجته فى البكاء ولم تتوقف دموعها لحظة حزنا على فراق زوجها.. .
والشهيد الثالث هو المجند أحمد محمد على نجم، من قرية «المناجاة» التابعة للوحدة المحلية لقرية «الآجيوة» بمركز الحسينية.. وهو أصغر أشقائه.
يقول والده مزارع (٥٠ عاماً)، إن نجله الشهيد التحق بالخدمة العسكرية منذ عامين، وتم توزيعه على شمال سيناء، وكان سعيدا بتأدية واجبه الوطنى فيها، ولم يبد أى تخوف من الإرهاب..
أما والدة الشهيد علا محمد محمد سالم (٤٥ عاماً)، ربة منزل، وكأنه كان يشعر بأن مكروها سوف يلحق به، وتنهمر دموعها قالت: «كنت أبحث له عن عروسة لأخطبها له عقب إنهاء خدمته العسكرية بعد عام؛ إلا أن أيدى الإرهاب الأسود كانت له بالمرصاد واغتالته قبل أن أزفه لعروسه.

شهداء الشرقية كثر فهى لن تنسى أحدا ومنهم الشهيد صابر أحمد العكر (٢٠ عاماً)، شهيد القوات المسلحة، الذى اغتالته يد الإرهاب فى الهجوم الإرهابى على الشيخ زويد يوليو عام ٢٠١٥.. كما لن تنسى ً حادث اغتيال المقدم محمد عيد عبدالسلام الضابط بالأمن الوطني في مايو عام ٢٠١٤ الذى لقى مصرعه على إثر إطلاق مسلحين وابلا من الأعيرة النارية.

ولن تنسى الشرقية أيضاً صرخة والدة الشهيد المقدم محمد عيد عبد السلام، ضابط الأمن الوطني بالشرقية، في وجه زملاء نجلها وأقاربها ممن عزوها في فقيدها، أثناء تواجدهم بمستشفى التيسير بالزقازيق، قائلة: «محدش يعزيني ابني لسه عايش محمد مامتش أنا أم الشهيد اللي حي يرزق عند ربنا».