إعداد حسام زيدان
شاركت الفنانة نيللي في بطولة خمسة أفلام عام 1968 وهي "الرجل الذي فقد ظله"، و"نساء بلا غد"، والفيلم اللبناني "اللص الظريف" مع دريد لحام ونهاد قلعي، ثم فيلم "أنا الدكتور" مع فريد شوقي، ثم فيلم "أسرار البنات".. وعلاوة على ذلك المجهود السينمائي كانت نيللي تعمل في مسرح الريحاني، ما أصابها بضعف عام بسبب قلة النوم مع توتر عصبي من ضغط العمل.
في الاستوديو شعرت نيللي بصداع شديد، وطلبت من أحد العمال أن يأتي لها بأسبرين، وقبل أن يأتي العامل شعرت بشبه إغماءة وتمددت على السرير، وعندما حضر الإسبرين تناولت ثلاثة أقراص، مما جعل الفنانة زوزو شكيب تعتقد أنها أقبلت على الانتحار وصرخت تستنجد بالعاملين في الفيلم.
في السطور التالية نكشف ما حدث للفنانة نيللي بعد أن انطلقت شائعة محاولتها الانتحار في شهر أغسطس عام 1968 ، أي في نفس عام الإجهاد بسبب كثرة الأعمال الفنية، ونشر الموضوع في مجلة “الكواكب” في آخر أغسطس من نفس العام .
همسات كثيرة كلها تؤيد قصة إقدام نيللي على الانتحار.. والكل يأتي بألف دليل ودليل على صدق أقوالهم.. وفي هذا المجال تتكلم نيللي وتحكي كل الظروف التي أحاطت بشائعة انتحارها!
بدأت نيللي الكلام قائلة: أنا مش عارفة إزاي الناس تفكر إني أنتحر.. هذا الكلام مش ممكن يحصل أبداً.. وحتى لو كانت فيه قصة حب.. برضه مش ممكن أنتحر وأضيع شبابي.. أنا لسه ما عرفتش طعم الدنيا كويس .. ثم إن الحب لا يدفع الإنسان إلى الانتحار.. دا الحب أمل وتفاؤل ومستقبل.
وتتوقف نيللي لحظات وتشرد بذهنها كأنها تستجمع كل الأحداث التي مرت بها، ثم تستطرد قائلة : الحكاية وما فيها انني في اليوم اللي خرجب فيه شائعة الانتحار كنت في حالة نفسية سيئة، كنت متخانقة في البيت.. واتخانقت في صباح نفس اليوم بعد وصولي الاستوديو مع مساعد المخرج .. وأعتقد أن توتر الأعصاب اللي أنا فيه ناتج عن المجهود الكبير الذي بذلته طوال الشهر الماضي كله، كنت أسافر يومياً بين القاهرة والإسكندرية، أعمل ليلاً في فرقة الريحاني حتى الساعة الثانية صباحاً، وفي الخامسة صباحاً أستقل القطار عائدة إلى القاهرة للعمل في الفيلم، وفي المساء أعود إلى الإسكندرية، وهكذا لمدة شهر، وكل هذا على حساب صحتي وأعصابي، ونتيجة لذلك ضعفت جداً، لأن نفسي كانت مسدودة وكمية النوم قليلة جداً، وطبيعي ينتج عن كل هذا اضطراب عصبي وضعف عام، وفي الاستوديو وأنا أنتظر الدوبلاج، شعرت بآلام شديدة في رأس، وحسيت بدوخة، وارسلت أحد العمال ليشتري لي أسبري، ولأول مرة لا أجد أسبرين في شنطتي ،على الرغم من أنني أحتفظ به دائماً لمثل هذه المفاجآت.
وقبل أن يأتي العامل بالأسبرين كنت قد شعرت بشبه إغماء، فاستلقيت على السرير، عندما أحضر لي الأسبرين تناولت ثلاثة أقراص ورحت في غفوة خفيفة، فلما دخلت السيدة زوزو شكيب ووجدتني على هذه الحال، اعتقدت أنني تناولت كمية من أقراص الأسبرين، خاصة وأنهم رأوني وأنا في حالة نفسية وعصبية سيئة، وطبعاً خافت عليّ، واستنجدت بالعاملين في الفيلم، وراحت تعطيني محلول ماء بالملح، وأنا من المفاجأة، لم يكن بإمكاني الدفاع عن نفسي، وظللت محملقة في وجوههم دون كلمة، مما زاد من اعتقادهم بأنني أقدمت فعلاً على الانتحار، ونقلت إلى المنزل، وبعد ساعات كنت في الإسكندرية لأقف على المسرح، فلو كان هناك شبه انتحار لما تمكنت من عمل أي شيء.
وتبتسم نيللي ابتسامة عريضة وتقول: على العموم أنا لسه عايشة، وعمر الشقي بقي، أنا مبسوطة جداً لأن هذه الحكاية عرفتني العدو من الحبيب، وزادت سعادتي لأن عدداً كبيراً من الجمهور كان يسأل عني ليطمئن على صحتي، وعلى العموم الدنيا بخير.
إذن لم يكن هناك انتحار بسبب الحب؟
زي ما قلت لك في أول الكلام، الحب لا يدفع إلى الانتحار، الحب يساعد على التمسك بالحياة.
معنى هذا أنك تعيشين قصة حب؟
يعني .. الحب ضروري لكل إنسان.
ومن هو الإنسان الذي تحبينه؟
هذا الكلام سابق لأوانه.
هل هو طالب في كلية الفنون الجميلة كما أشيع؟
هو شخص أحبه، وسيعرفه كل الناس في الوقت المناسب.
وهل هددك بالخطف ثم الزواج؟
هذا كلام أطفال.. إحنا مش عايشين في غابة علشان أي إنسان يعمل كده.
يقال إن عليك حراسة من أسرتك!!
أنا مش صغيرة علشان تتعمل على حراسة.. كما أن أهلي لا يمنعونني من الحب والزواج.. وأفتكر أني لو أقدمت على الزواج، كل أهلي سيساعدونن، لكني لا أفكر في الزواج الآن.