الأربعاء 25 سبتمبر 2024

بعد حصوله علي جائزة الدولة في الفنون والآداب .. علي بدرخان: فخور بجائزة النيل بعد أستاذي يوسف شاهين

15-7-2017 | 11:07

حوار : محمد جمال كساب - عدسة : صبرى عبداللطيف

علي بدرخان أحد أهم رواد فن الزمن الجميل تلميذ المخرج العالمي يوسف شاهين، زوج السندريللا سعاد حسني السابق ترك بصمة في التاريخ الفني من خلال عشرة أفلام «الحب الذي كان - الكرنك - شيلني وأنا اشيلك - شفيقة ومتولي - أهل القمة - الجوع - الراعي والنساء - الرجل الثالث - نزوة - الرغبة»... ومئات التلاميذ الذين يسيطرون علي الحركة الفنية، رفض إغراءات السوق التجارية مما عطل الكثير من مشاريعه الإخراجية «محمد نجيب - العشماوي - الملا البرزاني - أفلام العبيد» اقتنص جائزة النيل في الفنون والآداب منذ أيام التقيناه في حوار جرئ وصريح ليحدثنا عن الجائزة وتقييمه للحركة الفنية وذكرياته مع السندريللا بعد 16 عاما من رحيلها ومشاريعه الإخراجية المتوقفة وأحلامه..

ما هو شعورك بالفوز بجائزة النيل في الفنون والأدب لعام 2017؟

فخور وسعيد جداً باقتناصي أكبر جوائز الدولة في الفنون عن مجمل أفلامي العشرة المميزة التي تركت بصمة كبيرة في تاريخ السينما المصرية ولمشواري الطويل في خدمة الفن من خلال تدريسي في معهد السينما والأكاديمية الخاصة بي التي خرجت العديد من الأجيال الموهوبين هذا تقدير من الدولة لمشواري الطويل وأشكر الله لحصولي عليها وأنا علي قيد الحياة فهذا شعور جميل.

وأكبر شيء أعجبني هو فرحة الناس العاديين والوسط الفني بها حيث إنها جاءت لمن يستحقها وفي مكانها الصحيح وهذا ما أسعدني أكثر من حصولي علي الجائزة نفسها فقد انهالت عليّ الاتصالات التليفونية من كل مكان ومن الناس العاديين والفنانين والمثقفين وتلاميذي وشخصيات عامة يهنئونني وأشكر وزارة الثقافة والوزير حلمي النمنم وكل من منحني الجائزة.

هل كنت تتوقع الجائزة؟

نعم بالطبع وإلا لم تكن هناك مؤسستان كبيرتان قامتا بترشيحي لها «المعهد العالي للسينما بأكاديمية الفننون ونقابة المهن السينمائية» وهذا دليل علي ثقتهما إنني استحقها.

هل تأخرت عنك جائزة الدولة؟

أكيد تأخرت كثيرا وقيمتها «500» ألف جنيه وجاءت في وقتها المناسب في نهاية عمري 72 سنة لتنقذني من الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة والقاسية جدا التي أعانيها منذ عدة سنوات.

ما تعليقك علي كونك الشخص الثاني الذي يحصل علي جائزة الدولة بعد أستاذك المخرج العالمي يوسف شاهين؟

شرف عظيم جدا أن احصل علي جائزة الدولة بعد أستاذي المخرج يوسف شاهين والذي رفع اسم مصر والعرب عالميا ببصمته المميزة وأسلوبه الرائع وعبقريته النادرة.. وأتشابه معه في أنه حصل عليها في سن كبيرة وأنا فزت بها وعمري 72 سنة.

ما سبب توقفك عن الإخراج بعد آخر أفلامك «الرغبة» بطولة نادية الجندي وإلهام شاهين عام 2002؟

لم أعتزل الإخراج ولدي الكثير من المشاريع التي تحتاج إلى أموال ضخمة لإنتاجها ولكن ظروف السوق والوسط الفني له حاجات أخري بعيدة عن تفكيري فالمنتج الخاص يبحث عن المكسب المادي السريع علي حساب القيمة الفنية فلا يمهمه المضمون بل يقدم الأعمال التافهة.

في الوقت الذي تراجعت فيه الدولة بكل مؤسساتها عن الإنتاج ودعم السينما.

ما الحل إذاً من وجهة نظرك؟

يجب علي الدولة بكل مؤسساتها أن تتدخل بقوة في إنتاج أعمال فنية متنوعة تحمل القيمة والفكر والإبداع الحقيقي بعيداً عن شروط المنتج الخاص لتعبر عن هموم الناس والمجتمع.

فمثلا نسمع أن الإنتاج الفني الجاد الذي يحمل قيمة فنية فكرية يكلف الدولة الكثير من الأموال وهذا كلام خطأ وغير حقيقي لإن الفن الجاد لو تكلف مبالغ كبيرة فيحقق فوائد كثيرة في التنمية.

لكن نحن في مصر لا نفقه في الإدارة ويتم الاعتماد علي تولي المناصب القيادية عديمي الكفاءة والموهبة وأهل الثقة وليس الخبرة مما أدي إلي سيطرة البيروقراطية على الأداء الحكومي وهذا عطل التقدم للأمام في ظل غياب الضمير عن الناس.

ما هي مشاريعك الفنية المتوقفة؟

مازلت قادرا علي العطاء وتقديم المزيد من الإبداع من خلال العديد من الأعمال الإخراجية المتوقفة من عدة سنوات لعدم وجود المنتج المتحمس الواعي مثل فيلم «نجيب» الذي كان من المفترض أن ينتجه جهاز السينما برئاسة الراحل ممدوح الليثي التابع للتليفزيون وبعد أن بدأنا في التجهيز له فجأة توقف ويتناول السيرة الذاتية للرئيس محمد نجيب والصراع بينه وقادة ثورة يوليو 1952 والزعيم جمال عبدالناصر ويرصد فترة هامة من تاريخ مصر الحديث.

وفيلم «بلا عودة» الذي كان يقوم ببطولته النجم الراحل أحمد زكي، «للكبار فقط» يتناول موضوعاً سياسياً اجتماعياً.

فيلم «الملا مصطفى البرزاني» ومسلسل مأخوذ عن رواية تتناول المستشار أشرف العشماوي وهذه الأعمال توقفت بسبب ظروف اقتصادية واتمني دعمها من قبل الدولة لأني اشتقت للإخراج.

ما تقييمك للمشهد الفني أخيرا؟

يوجد تطور في الفن بكل مجالاته لدينا العديد من الممثلين الموهوبين خاصة الشباب إخراج متميز وتصوير رائع وازدهار في المسلسلات فأصبح الاهتمام بالصورة بشكل كبير وتغيير شكل الأداء تماما خاصة بعدما اقتحم هذا المجال مخرجو السينما.

وهناك بعض الأفلام المميزة رغم قلة الإنتاج عكس الماضي، نحن إذاً نملك الحرفية الفنية وينقصنا السيناريو والفكر المبدع.

ما سبب تأسيسك لأكاديمية فنية تحمل اسمك؟

رغبتي في تقديم خبراتي وتجاربي للأجيال الجديدة واكتشاف المواهب الفنية بكل المجالات سواء الهواة أو المحترفين وأشعر بسعادة كبيرة عندما أجد تلامذتي يحصدون الجوائز من المهرجانات المحلية والدولية ليؤكد أن مجهودي لم يضع هباء.

ماذا عن مكتبتك الخاصة؟

منذ عدة سنوات حولت فيللتي بحوار ستوديو الأهرام إلي مكتبة عامة للإطلاع وممارسة العديد من الفنون مثل الموسيقي والفن التشكيلي والمسرح ولكن نظرا لمروري بظروف اقتصادية صعبة جدا والتزامات الحياة ومتطلبات تربية ابنائي وأحياناً أكون مضطراً لاتخاذ قرارات غير راض عنها قمت ببيع الفيللا منذ4 سنوات حتي استطيع الانفاق علي نفسي وأسرتي وتحولت إلي عمارة سكنية رغم حزني علي بيعها لأن لي فيها ذكريات جميلة وبالتالي لم تعد المكتبة موجودة ولا يوجد سوي ركن صغير مخصص للإطلاع موجود داخل الأكاديمية .

ما الأسلوب الذي تعتمد عليه في الإخراج؟

الفن محاكاة للواقع حتي الفانتازيا تقدمه بشكل مناقض لذا لا أتبع منهجاً أو مدرسة معينة في الإخراج لكني تأثرت بشكل كبير بأسلوب المخرج العالمي يوسف شاهين.

ماذا تقول عن السندريللا سعاد حسني في ذكري رحيلها الـ 16؟

الله يرحمها سعاد حسني الجميلة الرقيقة صانعة البهجة والسعادة في قلوب وعقول الناس تركت بصمة كبيرة في تاريخ السينما المصرية والعربية بخفة ظلها وبساطتها وموهبتها الكبيرة وعشت معها كزوج أجمل سنين عمري وأقول للجميع وخاصة وسائل الإعلام كفي كلاما ليس له معني عن سعاد حسني وموتها ورحيلها رحمها الله وأدخلها الجنة.

ما أحلامك لمصر والفن؟

أحلم بأن يكون لدينا نظام ديمقراطي حقيقي يعبر فيه الناس عن آرائهم بمنتهي الحرية بعيداً عن القبضة الأمنية وأن تعود الأخلاق والمبادئ والاحترام بين الناس وأن تكون كلمة وطنية معبرة بصدق عن حب مصر بالممارسة العملية والعمل والإنتاج والضمير وليست مجرد شعار يرفعه من يرقصون في وسائل الإعلام من أجل تحقيق مصالح شخصية.

وأتمني أن تعود لمصر ريادتها الفنية والإعلامية من جديد لأننا تأخرنا كثيراً.

ما أحلام علي بدرخان الشخصية؟

مازالت لدي الكثير من الأحلام التي أتمنى تحقيقها لأني لو توقفت عن الحلم سأموت.. مثل أن يتم تنفيذ مشاريعي الفنية المتوقفة في الإخراج التي اشتقت إليها كثيراً.

وأن أري مستقبلاً مشرقاً لأولادي فأحلامي يتداخل فيها الخاص بالعام لمصر الحبيبة.