أجمع عدد من المثقفين على ضرورة وجود تحرك ثقافي قوى خلال المرحلة الراهنة وفتح الأبواب أمام أفق أوسع حتى تستطيع الثقافة مُحاربة الإرهاب، وشددوا على أن يكون هناك توجه ثقافي مُتكامل في فكر الثقافة المدنية والتربوية والدينية، ولا يمكن تجزئة هذه الثقافات أو الاهتمام بإحداها دون الأخرى .
من جهته قال الشاعر إيهاب البعبولي لـ"للهلال اليوم " إن الثقافة والفنون الراقية تستطيع أن تحارب الإرهاب على المدى الطويل وذلك بطرح خطاب ثقافي يستطيع تعرية الإرهاب وأفكاره وأهدافه ويفضح جماعاته، مضيفا أن الثقافة والفن لهما دور كبير في محاربة الإرهاب والنهوض بالبلد، لأنهما يشكلان عقول الإنسان ويحددان هويته.
ولفت إلى أن مصر تمتلك ثقافة العالم كله، حيث تمتلك ثلثي آثار العالم، وهى أول بلد في العالم عرفت المسرح منذ الفراعنة و ثالث بلد في العالم في صناعة السينما.
وفى نفس السياق أشار الكاتب خالد أبو العيمة إلى ضرورة الاهتمام بالثقافة وجعلها إحدى الأدوات التي تساهم في وقف المدّ الإرهابي والفكر المتطرّف، ونوه إلى الحاجة لصياغة استراتيجية ثقافية لمقاومة الإرهاب يشتغل ، مضيفا أن المثقفين عليهم مسؤولية في الحفاظ على حاضر ومستقبل بلدانهم ومقاومة الفكر الظلامي عن طريق الكلمة والقلم والأسوة الحسنة.
ومن جانبه أوضح الباحث محمد عزالين أهمية الملف الثقافي في صياغة عقل الفرد والتأكيد على هويته، مطالبًا بإعادة كافة أشكال الأنشطة الثقافية والفنية بالمدارس والجامعات، وتحويل قصور الثقافة إلى مراكز للإشعاع الثقافي تتبنى وتبرز المواهب الفنية والإبداعية الشابة.
وأضاف الشاعر محمد ثابت عضو اتحاد كتاب مصر ومؤسس شعبة الشعر الفصحى "أن للثقافة دور كبير في ازدهار ورقي المجتمعات و ﻻ يمكن ﻷي منظومة في المجتمع إذا لم تبن على أسس متينة من العلم والثقافة أن تصل بأفرادها إلى بر الأمان فبالعلم والثقافة والفنون تحيى المجتمعات، والعلم والمعرفة هما سلاح للإنسان ضد الجهل والتخلف والعادات السيئة المقيتة التي تسلب الإنسان حريته، والثقافة مرتبطة بالفن وحضارة البلاد، نجد أن معظم الدول المتقدمة مبنية على ثقافة أبناءها.
وفي نفس الاتجاه أكد الروائي الدكتور محمد جمعه "أن للثقافة الدور الفعال والكبير في تغيير الأفكار وتثقيف الشباب وتوعيتهم، فمن خلال الأنشطة والندوات الثقافية وتنشيط الأعمال المسرحية والإبداعية يمكن إظهار الأضرار التي تترتب على التطرف والإرهاب وكشف أفكار من يتبنى هذا الفكر التكفيري والأخطار المترتبة نتيجة تبني هذه ،ولهذا فلابد للمثقف أن يعي دوره في توعية المجتمع وتنقية أفكاره من كل فكر متطرف ونشر قيم التسامح والتعايش والقبول بالآخر.
وأكدت الشاعرة أميمة المعداوي على ضرورة أن يكون للفن كغيره من المهن التي تلعب دورا هاما في حياة الشعوب كونه قادرا على إيصال رسائل للمتلقين بأسرع مما يرسلها الغير.
وتعتبر الأعمال الدرامية المسرحية من أنجع الوسائل لمكافحة التطرف والإرهاب وللمسرح دور كبير في توعية الشباب والنشء وجميع أفراد المجتمع.
وأضافت المعداوي أن الثقافة والأدب من المنابر الهامة التي تقوم بنشر الرسائل الإعلامية التوعوية والتثقيفية وذلك لتأثر الأفراد واقتناعهم به وبما يقدمه من رسائل يتم طرحها بأسلوب جيد وراقٍ ومدروس فيكون لها تأثير أبلغ لدى المتلقي.
من جهته قال الشاعر كمال كرباش لـ"الهلال اليوم" أنه يقع على كاهل المثقفين عبء ثقيل في التصدي للخرافات والأباطيل التي يحاول المتطرفون بثها في عقول الناس للاستحواذ على أرواحهم وأفئدتهم، مبيناً أنّه لدى مؤسساتنا الثقافية والتعليمية عمل ضخم لترسيخ وتأصيل الفكر الإنساني المتنور والمتحرر من الأوهام وتحقيق كل ما من شأنه أن يأخذ بيدنا لعالم أرحب وأكثر إشراقاً في موازاة تضحيات جيشنا الباسل ومواجهته للتنظيمات التكفيرية.