الخميس 25 ابريل 2024

المستريح الذي أرهق الجميع

مقالات14-5-2022 | 15:31

فوجئت أن الفنان الكبير أحمد مكي في مسلسله الرمضاني الناجح "الكبير أوي" قدم "مدكور" نصاب المزاريطة الذي قام بالنصب الجماعي على أهل القرية وجمع أموالهم، تخيلت أن مكي يستعين بالماضي فلا يعقل أنه ما زال هناك من يصدق هؤلاء النصابين، إلى أن فوجئنا جميعا بمستريح أسوان سائق التوك توك، المسجل خطر الذي لا يتجاوز عمره 35 عاما، خرج من السجن حديثا بعد أن قضى عقوبته في عدة قضايا، والذي أطلقوا عليه اسم المستريح، هذا الاسم الذي أصبح عنوانا للنصب في الفترة الأخيرة.. ويرجع إلى أول نصاب ظهر في الصعيد سنة 2015 اسمه أحمد مصطفى وشهرته "أحمد المستريح"، استولى على أكثر من 30 مليون جنيه بالنصب على المواطنين وإيهامهم بتوظيفها في كروت شحن الموبايل.

مصطفى البنك أو مستريح أسوان استطاع أن يجمع ما يقرب من ملياري جنيه في سيناريو أعاد للأذهان كل عمليات النصب على البسطاء.. التي ما زالت تستغل الحاجة المادية للمواطن في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار فيقع ضحية لوهم توظيف الأموال بعوائد تتعدى الـ 50% ليجمع النصاب الملايين والمليارات.. حتى أنها أصبحت ظاهرة في معظم المحافظات فهناك مستريح الإسكندرية ومستريح الشرقية وأسيوط والدقهلية والمنوفية تقريبا كل محافظات مصر ظهر فيها نصابين يجمعون الأموال من الحالمين ليس بالثراء ولكن فقط بتأمين مستقبلهم ومستقبل أسرهم وبدخل ثابت يواجهون به ارتفاع الأسعار والفقر والعوز.

المشكلة أن الطريقة أصبحت معروفة وواضحة، فكيف يقع فيها أبرياء آخرون؟، ورأيي أن هذه الظاهرة رغم النشر عنها وأنها تحولت لمسلسلات إلا أن هناك حلقة مفقودة بين توعية الناس و تكرار الظاهرة ووقوع ضحايا آخرين، هل قام علماء النفس بدراستها؟ وأين علماء الاجتماع وخبراء الاقتصاد؟، وكيف لم نتوصل إلى حلول للقضاء عليها حتى الآن؟.

أعتقد أننا بجانب حملات التوعية والتحذير يجب أن تكون هناك حلول أخرى، حملات التوعية يجب ألا تقتصر على التلفزيون والراديو ولكن لا بد أن يكون هناك باحثين اجتماعيين تابعين لوزارة التضامن وأن نعرف لماذا يبتعد البسطاء عن البنوك أو حتى مكاتب البريد التي تعطي أرباحا عالية؟، هل هناك أزمة ثقة؟، أكيد النصاب يلعب على احتياجات الناس وعندما تصل نسبة الربح المعروضة لما يصل 50% بالطبع سيسيل لعاب الكثيرين.

المطلوب تحذير هؤلاء الباحثين عن دخل يسندهم في مواجهة مصاعب الحياة، وأن تتكاتف جميع أجهزة الدولة لحماية هؤلاء الضحايا وأن يتم تغيير القوانين وتشديد العقوبات للقضاء على هؤلاء النصابين.

Dr.Randa
Dr.Radwa