منذ الإثنين الماضي، وتعيش أسرة الفتاة روان وليد، 18 عامًا، ومريضة نفسيًا، حالة من الحزن إثر غيابها وتركها منزلها في مدينة الزقازيق بالشرقية، بعدما خدعها آخرون من أصدقاء السوء الذين استغلوا مرضها وعدم إدراكها، بأن والدها تعرض لحادث في حي المطرية، لتبدأ الأسرة رحلة البحث عن ابنتهم مناشدين الجهات المعنية تكثيف الجهود للعثور عليها.
تعاني روان وليد من مرض نفسي جعلها غير مدركة لمن حولها، وتعيش والدتها في حالة نفسية سيئة وانهيار تام، منذ اختفاء ابنتها الإثنين 9 مايو، فتقول جدتها السيدة عطيات: "نحن جميعا لا نعرف طعما للراحة أو الهدوء طالما هي غائبة أتوسل إليكم أن تجدونها بأسرع وقت، وأن يكثف رجال الأمن جهودهم للعثور عليها حتى لا تصاب بسوء".
ونشرت الأسرة عددا من الاستغاثات على مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن بيانات عن روان والتي كان آخر ظهور لها في حي المطرية.
الحاجة عطيات، جدة الفتاة روان وليد، قالت إن روان من ذوي الاحتياجات الخاصة وهي حاليا في الصف الثاني الثانوي بنظام الدمج وتسير بشكل جيد في التعليم، ومن صغرها وهي تتلقى علاجا نفسيا، مشيرة إلى أنها تمتلك هاتفا محمولا تستخدمه للمحادثات مع أصدقائها وغير ذلك، فإحدى الفتيات من أصدقائها أوهمتها بكلام غير صحيح.
وأوضحت في حديثها لبوابة "دار الهلال"، أن "صديقة روان قبل عيد الفطر ضحكت عليها وقالت لها أن أبوها عمل حادثة في المطرية في مستشفى الحلقة"، مضيفة أن "الفتاة من تأثير المرض نسيت من حولها وأصدقاؤها خدعوها أننا عائلتها لسنا عائلتها الأصلية ولكن قمنا بتبنيها وتربيتها".
وتابعت: "هي نسيت أنني جدتها، وعندما قلت لها أنني جدتها قالت لي أنتم لستم عائلتي وكل من يعرفني يقولون لي أنكم تضحكون عليّ وأنكم ربيتونني فقط"، مضيفة: "روان قالت لي يا حاجة، في ناس قالوا لي أن بابا عمل حادثة في المطرية"، فعندما أخبرتها أن والدها وليد بخير قالت أن والدها ليس وليد ولكن والدها شخص آخر اسمه الشافعي، ووليد هو من قام بتربيتها فقط".
وأكدت الجدة أنها بعد ذلك اتصلت بوالد روان لتحذره مما تقوله ابنته، فأخذ الهاتف منها ونزع الشريحة حتى لا تتعرض لأي مضايقات مرة أخرى، مشيرة إلى أنه في يوم وقفة العيد كانت روان تبكي بشدة من أن والدها تعرض لحادث وتريد أن تراه.
موضحة أنها قالت لها "يا حاجة هو الامتحان بتاعي أمتى، فقلت لها بعد العيد بكام يوم""، وهذا ما دفعها لتحذير والد روان من نيتها أن تقوم بشيء والذهاب لأي مكان في أوقات الامتحانات لكن والدها أكد أنه سيقوم بإيصالها وإحضارها خلال الامتحانات.
وتابعت: "عندما كنا نعطيها الأدوية كانت تضعها تحت لسانها فقط دون أن تبلعه، ووجدناه فيما بعد في غرفتها ألقته كله وحالتها النفسية في منتهى السوء".
يوم اختفاء روان
وعن يوم اختفاء روان، أكدت الجدة أن ذلك كان الاثنين الماضي، فبعد أن صلت والدتها الفجر واطمأنت أنها في غرفتها، خرجت روان من المنزل في الساعة السادسة صباحا، وليس لديها أي شيء سوى 250 جنيها عيديتها، مرتدية بنطلون أسود وقميص لون وردي، وعندما استيقظ والديها قرب الساعة الثامنة صباحا لم يجدونها.
وأضافت أن والدها خرج بحثا عنها في كل الزقازيق حتى وصل إلى موقف المدينة وعندما سأل السائقين عنها وأعطاهم الصورة، فقالوا له أن الفتاة جاءت لتسأل عن كيفية الوصول إلى المطرية وأخبرتهم أنها تريد الذهاب إلى مستشفى الحلقة التي هي مستشفى لا وجود لها من الأساس لكن أصحابها خدعوها.
وأشارت إلى أن والدها بالفعل توجه إلى موقف عبود ومنه إلى المطرية وسأل عنها في مستشفى المطرية، ووجد بالفعل أنها توجهت إلى هناك وظهرت في كاميرات المراقبة هناك حول المستشفى، ثم بعدها توجه والدها إلى قسم المطرية للإبلاغ عن اختفائها وبالفعل تأكد رجال الشرطة من صحة بلاغ الوالد وطالبوه بعمل محضر في قسم الزقازيق ولم يحدث أي جديد منذ ذلك الحين.
واختتمت حديثها باكية في رسالة للأجهزة المعنية أن ينقذوا حفيدتها ويعيدوها إلى أسرتها سالمة، لأن والدتها تموت يوميا من الألم والحزن على غياب ابنتها، مناشدة بسرعة إيجادها حتى لا تتعرض لأي أذى.