تعتبر كوكب الشرق أم كلثوم من نجوم ورواد الإذاعة المصرية منذ نشأتها، وحصلت أيضا على أعلى أجر تقاضاه مطرب، وقبل نشأة الإذاعة كانت هناك ترتيبات وإعداد لخريطة البرامج التي ستبدأ بها الإذاعة، لذلك حرصت الإذاعة متمثلة في شركة ماركوني على التعاقد والإتفاق مع العديد من نجوم الطرب قبل بدء الإرسال وبعد نشأة الإذاعة.

وسنبدأ اليوم مع اقتراب عيد الإذاعة بطرح أسرار وكواليس تعاقدها مع أم كلثوم، وسننشر تباعا أسرار التعاقد مع العديد من نجوم الطرب .. 

قبل بدء إرسالها بعشرة أيام، أي في 21 مايو 1934 تعاقدت الإذاعة المصرية مع الآنسة أم كلثوم، ونص العقد أن تحيي أم كلثوم حفلتين شهريا للإذاعة مقابل 50 جنيها، وكان ذلك أعلى أجر أعطي لفنان في الإذاعة آنذاك، ونص العقد أيضا أنه إذا تعاقدت الشركة "شركة ماركوني" مع أي مطرب آخر دائم الإقامة في القطر المصري ودفعت له أجرا أعلى من أجر أم كلثوم، فإن الشركة ستزيد مرتبها حتى لا يكون أقل من مرتب المطرب الآخر.

شدت أم كلثوم لأول مرة يوم افتتاح الإذاعة المصرية يوم 31 مايو 1934، لمدة 40 دقيقة فرقصت القلوب وهامت النفوس، وكان على الإذاعة أن تستثمر أسطورة الطرب أم كلثوم، ففكرت في إقامة حفلات عامة يحضرها الجمهور ليسعد برؤيتها وجها لوجه، وذلك بعد سبعة أشهر من نشأة الإذاعة.

أقيمت إولى الحفلات الإذاعية الخارجية لكوكب الشرق في 7 يناير 1935 في دار الأوبرا الملكية، وحرصت الإذاعة على إظهار كبار فنانيها وفرقها في تلك الحفلات أيضا، فاشتمل ذلك الحفل على منوعات أخرى منها فرقة من هواة الفن على رأسها مصطفى بك رضا، وقدم الفنان سامي الشوا عزفا منفردا على الكمان.