الإثنين 6 مايو 2024

«وطاويط النجع».. أشرف التعلبي يرصد آلام الغربة والمغتربين

وطاويط النجع لـ أشرف التعلبي

ثقافة17-5-2022 | 17:50

صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة رواية "وطاويط النجع"، للكاتب الروائي أشرف التعلبي، وهي الرواية الفائزة في المسابقة الأدبية المركزية لعام 2020-2021، التي نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة في مجالات الإبداع والنقد والدراسات.

ترصد الرواية معاناة أهل النجع في مواجهة الفيروس اللعين "كورونا" وكيف أثر على حياتهم اليومية، خاصة أن للنجع تاريخًا مريرًا من النضال ضد الأوبئة، فلقد فقد النجع رجالًا ونساء لا يمكن حصرهم بعدما انتشر وباء الكوليرا والطاعون منذ عقود طويلة دون أن يجدوا علاجًا ينقذهم، لذلك يخشى أهل النجع من تكرار الفاجعة.

في هذه الرواية، ترك البطل حياة الكتاكيت بألوانها الزاهية وأرواحها التي تبعث البهجة فوق الوجوه، ليخوض معركة وجودية مع الوطاويط، التي تركت هي الأخرى كهفها، ليتعارك طرفان أحدهم لا يقدر على الكر والفر والثاني طيور ظلامية شريرة تجيد المباغتة.

كانت الوطاويط قوية لدرجة دفعت البطل إلى ترك السيدة زينب بعد أن تحولت ساحتها من ميدان يتدافع الناس فيه من شدة الزحام إلى صحراء خالية من البشر، حتى قبتها الخضراء لم تعد مضيئة كما لو انها غير موجودة، والمحال أغلقت أبوابها، وانطفأت لافتاتها، ولم تعد شوارع القاهرة بهية كما كانت، ليقرر السفر إلى نجعه القاطن بالصعيد الجواني هربا من هذه الوطاويط.

لكنه وجد ثلاثة وطاويط في اوج قوتها تنتظره هناك، خرجت توا من كهفها عندما علمت بوصوله، لتستمر المعركة أسفل شجرة النبق المزدهرة منتصف ساحة بيته.

وبعد معركة حامية نجح البطل في قتل اثنين من الوطاويط الثلاثة، وهرب الثالث الي ما هو ابعد من الكهف الغربي، فما المصير الذي ينتظر البطل و الوطواط الذي هرب.. وهل يخفي القدر جولة جديدة من المعركة التي اشتعلت بينهم؟

يذكر أن رواية "وطاويط النجع" هي الرواية الثانية للكاتب أشرف التعلبي، الصحفي بمجلة المصور، بعد فوز روايته الاولي "أبي سروال"، في مسابقة المواهب الأدبية التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة دورة "خيري شلبي"، وصدر له من قبل متوالية قصصية بعنوان "الحاجر" عن دار إضافة للنشر والتوزيع.


ومما جاء على غلاف الرواية: "في الحقيقة لم يفكر "حجاج" في العودة بسبب حظر التجوال فقط، وكان يمكنه أن يبقى بعض الوقت حتى تتضح الصورة بشكل أفضل.. لكن هناك سببا أكثر إلحاحاً وأشد قسوة، وكان عليه أن يستجيب لنداء العوده الذي جاء دون موعد أو سابق إنذار، حيث كان هناك حدث جلل ينتظره بالنجع، مصيبة كبرى حلت بابن أخيه الذي لم يبلغ الثلاثين من عمره بعد.

وهناك معزة خاصة يكلها "حجاج" في قلبه لـ "يونس" ابن شقيقه "إسماعيل"، الذي تربى فوق كتفه، وكبر أمام عينه، حتى أصبح رجلا أطول منه، بل كان هذا الابن سببا في دفع "حجاج" للتراجع عن خصام أخيه الأكبر كلما حدثت مشاجرة بينهما.

وكعادة الأيام تدور بسرعة، دارت وأكلت في طريقها السنوات واحدة تلي الأخرى، وتباعدت المسافات بين "حجاج" وابن أخيه خاصة خلال الفترة الأخيرة.. أي ما يقرب من خمسة أعوام أو يزيد قليلا منذ أن راح "يونس" يعمل بفندق "Green on" بالعردقة، مشرفا بقسم نظافة العرف، بعد أن تخرج في كلية الدراسات الإسلامية، واستطاع حفظ بعض جمل اللغة الإنجليزية.

 

Egypt Air