كتب: جلال الغندور
مثل موج البحر، يعلو صوت الاختلاف فى أماكن وطقوس التصييف، فالناس رغم حب معظمهم الذهاب إلى الشواطئ، ولكن يختلف المكان الذى يقصدونه، ويتنوع النشاط الذى يقيمون به ، فعلى شواطئ «مارينا، وهاسيندا » وغيرهما يأتى المصيف بطابع ورونق مختلف كما نعيش الأسطر التالية.
"لازم نسافر أنا وأصحابي مع بعض" بهذه الكلمات بدأ أحمد سمير طالب، حديثه عن مصيفه, فبالرغم من امتلاك أسرته شاليه في الساحل الشمالي وامتلاك أصدقائه أيضا عدد من الفيلات والشاليهات، إلا أنهم يصرون على الإقامة معا في نفس المكان لمدة أسبوعين سنويا.
وهناك يبدأ يومهم من السادسة صباحا.. فيذهبون للشاطئ ويظلون معا حتى غروب الشمس.. بعدها يكتفون بلعب "الكوتشينة" في معظم الأيام، لكن في نهاية كل أسبوع يذهبون لحضور حفلة لأحد نجوم الغناء وهي الحفلات التي تنظمها القرى السياحية هناك بصفة دورية.
على عكسه تماما جاء رأي تالا محمود، التي تقول "البحر رغم متعته فهو تكميلي بالنسبة لشلتنا"، وتشرح: "يومنا يبدأ من الخامسة مساء نقضي ساعة على الشاطئ وبعدها تبدأ الحفلات، إما أن تكون الحفلة عامة لمطرب مشهور، أو ننظم حفلة خاصة بنا في كل يوم وفي شاليه واحد منا على التتابع وتستمر حفلتنا حتى الصباح".
حفلات شاطئية
"أحلى حاجة في الصيف حفلات الشواطئ" هذه هي مقولة مي أنيس؛ التي وصفت بها المصيف، وتستطرد قائلة "نتجمع مع بعضنا في الظهيرة ونلاحق الحفلات الشاطئية من مكان لآخر"، فالحفلات في حد ذاتها موجودة في القاهرة، والبحر متاح في عدة أماكن، لكن اجتماع الاثنين معا يخلق جوا خاصا لا يتواجد إلا في المصيف".
يتفق معها في الرأي أمجد علي، ويؤكد أن لحفلات الشواطئ استمتاع غير معهود، إلا أنه يفضل فقط ما يقدمه شاطئ القرية التي يقيم فيها وفي حالة عدم إقامتها ينظمون هم حفلة شواء داخل إحدى الفلل هناك.
كل ويك إند
شعار "مصيف كل ويك إند" هو ما يرفعه آسر حسن مع أصدقائه، فطبيعة عمله الخاص تحتاج لتواجده في القاهرة معظم الأوقات، لذلك أتفق مع أصحابه على السفر في نهاية كل أسبوع لمدة يومين طوال شهور الصيف.
ويقول: نظرا للانشغال الدائم فإن فترة لمصيف هى راحة واستجمام لذلك نبتعد عن الضوضاء والزحام بقدر الإمكان، ونفضل الاكتفاء بحمامات السباحة الخاصة بدلا من البحر خلال زيارتنا الأسبوعية.
نفس فكرة «نهاية الأسبوع » هى ما يطبقها شقيقه الأصغر أحمد وأصحابه، لكنهم يحرصون على الاندماج وسط الزحام والحفلات وحجتهم أن جو الاحتفال هو الوحيد القادر على القضاء على تعب وإجهاد العام كله.
أسبوع واحد يكفي
جومانا أحمد تقول: "انشغالات العمل وعدم توافق موعد أجازاتي مع عطلة أصدقائي في وقت مماثل جعلانا نكتفي بأسبوع واحد نحرص فيه على التجمع سنويا، ولا يهم ما نفعله فيه طالما كنا مع بعضنا، ممكن أن نذهب لإحدى الحفلات أو نذهب للشاطئ أو حتى نبقى في المنزل.. المهم فقط تجمعنا.
نفس الشيء يفعله أحمد محمود لكنه يقول: نحرص كل أسبوع على قضاء فترة الأجازة فى مكان جديد، حيث يتم افتتاح قرى سياحية جديدة فى الساحل الشمالى بشكل مستمر.
البحث عن السعادة
وتقول د. رشا عبد السميع أستاذة علم الاجتماع: اخت اف أماكن التصييف وطقوسه لا يدل على شيء سوى اختلاف أذواق الناس وإمكانياتهم المادية، ولا شك أن المصيف بطبيعته يمنح روحا ابتكارية للشخص حيث يحاول أن يجدد ويبتكر فى الأساليب التى يمكن أن يسعد بها هو واسرته سواء من خ ال إقامة الحفلات الخاصة أو ارتياد الأماكن الجديدة أو تنظيم المباريات الرياضية غير التقليدية فكل هذه الوسائل تعد من أبرز المظاهر الاجتماعية لفترات الأجازات.