تشتهر بيرا، وهي بلدة صغيرة في ولاية راجستان الهندية، بكونها المكان الوحيد على الأرض، حيث يعيش البشر والنمور في وئام تام.
ووفقا لموقع "تايمز أووف إديا"، فالهند هي واحدة من أكثر البلدان كثافة سكانية على وجه الأرض، ومع استمرار البشرية في التعدي على الغابات والجبال التي لا تزال غير مأهولة بالسكان، ولهذا فالنزاعات بين النمور والبشر، أمر لا مفر منه وفي الواقع، مع التوسع البشري في مستويات الذروة وعدد االنمور أعلى، ما كان عليه منذ عقود، تتزايد التوترات بين النوعين، ولكن هناك مكان واحد حيث يُزعم أن البشر والنمور يعيشون في سلام ووئام لمدة قرن على الأقل، ويُقال إن مدينة بيرا، المعروفة باسم "بلد النمر"، تحتوي على أعلى نسبة من النمور على هذا الكوكب.
وقال إن هناك ما يقرب من 100 نوع من النمور تعيش في بيرا وحولها، ومع ذلك لم يتم الإبلاغ عن أي هجمات على البشر، هنا في المائة عام الماضية، وكانت هناك حالة واحدة حيث خطف قطة كبيرة رضيعًا منذ سنوات عديدة، ولكن حتى ذلك الحين تخلى النمر عن الطفل عندما ركض في البرية، حتى عندما بدأ السكان المحليون في تنظيم رحلات سفاري، لاكتشاف النمور في المنطقة للسياح، ظل عدد هجمات النمر عند الصفر.
إذن ما الذي يجعل مدينة بيرا مميزة، وفقًا للسكان المحليين، فإن معظمهم من قبيلة راباري، وهي قبيلة رعاة هاجرت إلى راجستان من إيران عبر أفغانستان منذ ألف عام، فهذه هي الطريقة التي يعامل بها الناس القطط الكبيرة، يعبد الرابارون الإله الهندوسي الناري شيفا ويعاملون الوحوش على أنها ملائكة حراسهم، حتى لو كانوا يفقدون ماشيتهم في بعض الأحيان.
قال ديليب سينغ ديورا، الذي يدير رحلة سفاري محلية، عندما تقتل النمور ماشية رباريس، فإنهم يعتقدون أنها ستزيد من عدد ماشيتهم وتعامل الماشية المقتولة كقربان للرب نفسه.
يعتقد ديراج مالي، مصور الحياة البرية في بيرا الذي كان يوثق النمور المحلية لسنوات، أن القطط الكبيرة في المنطقة تكيفت أيضًا مع الوجود البشري، وأصبحت تدريجيًا أقل افتراسًا لها.
النمور هي جزء من الحياة اليومية في بيرا، لدرجة أن منظمي رحلات السفاري يقومون بالعمل كجزء من برنامجهم السياحي، وقال ديليب سينج ديورا: "يصاب العديد من السائحين بالصدمة عندما يرون النمور تتحرك حول معبد القرية بحرية، حتى عندما يمارس القس طقوسه اليومية دون أن يتأثر، ولكن هكذا كانت الحياة دائمًا في بيرا".