الأحد 19 مايو 2024

«فتنة الجسد» الطريق الأسرع إلى عزرائيل.. و 220 صنف دوائي ينهك الأصحاء

16-7-2017 | 13:57

أدوية التخسيس تهلك الصحة

وعقاقير الجيم تملأ الجسد بالأمراض

الدكتور هاني الناظر: تناول المنشطات الخاطئة يؤدي إلى الوفاة

استشاري أمراض السمنة: تُفرغ الجسم من عناصره الأساسية

 

 

حذر أطباء وصيادلة وجهات رسمية من الأدوية النغشوشة المنتشرة بالأسواق والمتداولة في الصيدليات في مختلف أنحاء الجمهورية، التي تؤدي إلى الوفاة وتعرض الجسم لأمراض خطيرة وتؤثر مباشرة على ضغط الدم وتتسبب اضطراب في نبضات القلب.

وكان وزارة الصحة قررت مؤخرًا سحب دواء "سيتال" من الأسواق، نظرًا لوجود أخطاء في التركيبة والجرعات، الذي يستخدم لخفض درجة الحرارة عن الأطفال، رغم اعتماده، فما بالك بالأدوية والعقاقير التي لا تخضع للرقابة.

المركز المصري للحق في الدواء تقدم ببلاغ للنيابة العامة حمل رقم 5240 يثبت فيها تداول أكثر من 220 دواءً غير مسجلاً، ويتم بيعهم في الصيدليات المنتشرة في أرجاء الجمهورية وتسبب الوفاة  دون سحبها من الأسواق.

 

أدوية الموت النحيف

سعيهم إلى خفض الوزن بطريقة سريعة والاستمتاع بجسم نحيف ورشيق دفع بهم إلى استخدام أدوية مجهولة المصدر ومفعولها السلبي كبير، فسارة عبد الكريم، 22 سنة، تقول:" كنت أعانى من زيادة الوزن وقمت بشراء دواء للتخسيس من إحدى الصيدليات وفى خلال عشرة أيام لاحظت نقص حاد فى وزنى فقد فقدت حوالي 12 كيلوجرام ولكن مأساتي بدأت بعد ذلك فقد تعرضت للإغماء أكثر من مره ونقلت إلي المستشفي ومكثت بها حوالي أسبوعين نتيجة هبوط حاد وأنيميا ونقص السكر في الدم ومازلت حتى الآن أتابع مع أطباء متخصصين حتى أسترد صحتي".

أما حنان صديق، 30 عامًا تقول:" قمت بشراء أحد أدوية التخسيس من إحدى الصيدليات وبالفعل لاحظت نقص في وزنى وبعد فترة دخلت في نوبة المرض فقد أصابني الضعف والأنيميا الحادة واضطررت إلي اللجوء إلى المحاليل.

 

عضلات وهمية

ومن حلم التخسيس إلى حلم القوة الجسمانية وتكوين العضلات المتراصة دفعهم أيضًا لاستخدام وسائل وأدوية غير صحية ربما تدفع بهم إلى طريق التهلكة كما هو منتشر في صالات الجيم والتي تبيع سموم المنشطات والهرمونات التي يقع في براثنها الشباب سائرين وراء حلم الجسم الرياضي، باستخدام منشطات تحتوى على بعض «الفيتامينات، البروتينات، الأحماض الأمينية، الأحماض الدهنية، الكيراتين،محفزات هرمون التستوستيرون» وغيرها من المواد التى تساعد على تحقيق ذلك الغرض فى وقت قصير.

 

فهناك مادة السترويد الخطرة والتى تساعد على نمو العضلات، هذه المادة طورت فى الثلاثينيات لتساعد الرجال الذين لا تنتج أجسامهم كميات كافية من الهرمونالمسؤول عن تطور صفات الذكورة مثل خشونة الصوت ونمو الشعر فى الجسم.

ويتعرض متعاطي السترويد إلى 70 نوعًا من الأمراض تتراوح بين حب الشباب وسرطان الكبد كما تشمل كل الأمراض النفسية وأكثر الأعضاء تأثرا بهذه المادة الكبد والأوعية الدموية المتصلة بالقلب، وكذلك يعمل على إعطاء نتائج عكسية للهرمونات لدى الجنسين، أما الآثار النفسية اليومية لتعاطى السترويد فتشمل العدوانية والرغبة فى القتال والشجار والإحباط والاكتئاب.

علي حامد، 27 سنة يقول:" كنت أذهب لإحدى صالات الجيم وعرض علي أحد المدربين تناول الهرمونات لزيادة ضخامة العضلات واستشرت الطبيب وحذرني من تناول أي عقاقير للهرمونات أو المنشطات".

عزام محمود، 29 سنة يقول:" تعاطيت الهرمونات لفترة تدريبي فى صالة الجيم و بعد ذلك تعرضت لأذمات قلبية حادة كادت أن تودى بحياتى أناشد الحكومة بمنع تداول المنشطات و الهرمونات داخل صالات الجيم و التحليل الدورى للمتدربين و فرض العقوبة علي المدربين الذين يسمحون بتداول المنشطات داخل الصالات".

 

الصيادلة يبرئون ذمتهم

الدكتور هشام حاتم، صاحب إحدى الصيدليات، يقول إن الأدوية المتداولة للتخسيس منها ما يتم صرفة باستشارة الطبيب ومنها ما يتم صرفة دون استشارة طبيب، مشيرًا إلى أن بعض الحالات التي قامت بالشكوى من منتج تخسيس هم فى الواقع من ابتاعوه دون اللجوء لطبيب مختص والصيدلية غير مسئولة عن أي سوء استخدام فبعض الأشخاص يتناولون الأدوية دون إجراء التحاليل والفحوصات اللازمة لذلك يتعرضون لأمراض وخيمة وهذا جانب وزارة الصحة بسحب المنتج من الصيدليات ومنع تداوله.

 

المنشطات تفتك بالجسم

الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومي للبحوث سابقا يقول إن مشكلة المنشطات التي يتناولها الشباب داخل صالات الجيم، في أنها تؤثر علي أجزاء كبيرة في الجسم وتؤثر علي الهرمونات والكليتين وقد تؤثر علي الأعصاب والمخ والبعض منها قد ثبت أن تناوله مع بذل مجهود كبير وعدم تناول طعام بكميات كبيرة يسبب هبوطًا وانخفاضًا في ضغط الدم قد يؤدي إلى الوفاة.

وحذر "الناظر" من استخدام المنشطات بالطريقة الخاطئة، فبعضها منها له أغراض علاجية أخرى وقد يستخدم لعلاج أمراض معينة وليست لهذا الغرض.

أما عن أدوية التخسيس، قال إنها تركز على مراكز الجسم خاصة مراكز الشبع والجوع وبالتالي تؤثر على الأعصاب وأحيانا تؤدى للإصابة بالاكتئاب فلابد قبل تناول أي عقار للنحافة لابد من استشارة الطبيب فهذه الأدوية تقوم بالتخلص من المياة الموجودة داخل الجسم مما يوهم المريض أنه يفقد الوزن.

 

الأزمات القلبية

سمير نيروز، استشاري أمراض السمنة والنحافة يؤكد أن جميع الأدوية لا يجب تناولها بدون استشارة الطبيب, مشيرًا إلى أن هناك أدوية تصنع في مصانع بير السلم وتوزع الأسواق وليس لها أي مقياس حتى أنه لا يتم كتابة التركيبة العلاجية أو جرعتها ولا تملك أي تصريح لترويجها لكن الإعلانات التليفزيونية المعدومة من الرقابة من جانب الصحة تقوم بجذب الأشخاص للشراء للوصول لحلم التخسيس ليس من أجل الجمال فقط بل لأجل الصحة أيضا.

وقال استشاري أمراض السمنة والنحافة، إن هناك أدوية معترف بها في الطب مثل الأدوية التي تمنع امتصاص الدهون وتكون المادة الفعالة بها "أورليستات" و يؤخذ بطريقة معينة يحددها الطبيب.

وأشار إلى أن الاستخدام الخاطئ لهذه الأدوية ينتج عن مضاعفات وأمراض أخرى ومعظم الأدوية التي تباع عن طريق القنوات ويتناولها الأشخاص بطريقة ارتجالية ولا أدرى أنا شخصيا بمنبع هذه الأدوية والتي يمكن أن تؤدى لمشاكل في القلب والكليتين.

وأضاف أن لكل حالة نوع معين من أدوية التخسيس بحيث هناك أدوية يمنع علي مرضى القلب تناولها وإذا قام بتناولها يمكن أن تسبب له أذمة قلبية وهذا السبب وراء حالات الوفاة التى تحدث وهو عدم تناول الدواء المناسب.

 

أدوية تسرق العناصر المهمة في الجسم

وأكد أن معظم أدوية التخسيس يتم صناعتها من مواد خطرة قد تسبب أمراض مستعصية مثل صمغ كمبوديا" والمكون الرئيسي له "هيدروكسي ستريك أسيد" الذي يوجد في الحمضيات أيضا، مشيرًا إلى أن كثرة تناول هذه الأدوية يقلل من العناصر المهمة في جسم الإنسان مثل الأملاح والصوديوم و الكالسيوم.

ولفت إلى أن بعض الأدوية تحتوي على مادة السيبوترامين التي لها مخاطر كبيرة علي الصحة وأثارها الجانبية خطيرة من أهمها خطر الإصابة بنوبات القلب وأمراض القلب والشرايين نتيجة لترسب تلك المادة الخطيرة على القلب.